الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معتوق >> خَلَطَ الْغَرَامُ الشَّجْوَ فِي أَمْشَاجِهِ >>
قصائدابن معتوق
خَلَطَ الْغَرَامُ الشَّجْوَ فِي أَمْشَاجِهِ
ابن معتوق
- خَلَطَ الْغَرَامُ الشَّجْوَ فِي أَمْشَاجِهِ
- فَبَكَى فَخِلْتُ بُكَاهُ مِنْ أَوْدَاجِهِ
- وَدَعَتْهُ غَزْلاَنُ الْعَقِيقِ إِلَى السُّرَى
- فَغَدَا يُسَارِي النَّجْمَ فِي إِدْلاَجِهِ
- ودعتهُ ناحلة ُ الخصورِ إلى الضَّنى
- فكستهُ صفرَ الوشيِ منْ ديباجهِ
- تُمْلِي عُيُونُ الْغَانِيَاتِ عَلَيْهِ مَا
- يُمْلِي الْنَدِيمُ بِهِ كُؤُوسَ زُجَاجِهِ
- يا منْ لقلبٍ يستضيئُ بقلبهِ
- فَكَأَنَّ جَنَّتَهُ ذُبَالُ سِرَاجِهِ
- دَنِفٌ أَعَارَتْهُ الْخُصُورُ سَقَامَهَا
- أينَ الأطبَّا منْ عزيزِ علاجهِ
- قدْ ظنَّ سكبَ الدًَّمعِ يخمدُ نارهُ
- سَفَهاً بِهِ فَتَأَجَّجَتْ بِأُجَاجِهِ
- وبياضِ ساعدهِ المساعدِ لوعتي
- للهِ ما صنعبْ يدا إعواجهِ
- قَرُبَتْ مَحَاسِنُهُ وَعَزَّ وُصُولُهُ
- فبدا بدوَّ البدرِ في أبراجهِ
- كمْ من ظلامٍ فيهِ قد نادمتهُ
- حَتَّى بَدَتْ نَارُ الصَّبَاحِ بِسَاجِهِ
- ولربَّ زائرِ أيكة ٍ لوْ أنَّهُ
- يدعو الجمادَ لزاد في إبهاجهِ
- ولقدْ تأمَّلتُ الزَّمانَ وأهلهُ
- وأجلتُ عينَ النَّقدِ في أفواجهِ
- فَرَأَيْتُ عَرْبَدَة َ الزَّمَانِ عَزِيزَة ً
- في حالِ سكرتهِ وصحوِ مزاجهِ
- ولربَّما ظنَّ السَّفينة َ بأنَّهُ
- يصحو بلى لكنَّ لاستدراجهِ
- وَيُسِرُّ قَلْبُ الدَّهْرِ كُلَّ عَجِيْبَة ٍ
- لمْ يفشها إلاَّ بنو أزواجهِ
- ورأيتُ أغلى ما عليهِ منَ الحلى
- أَرْبَابَهُ وَعَليَّ دُرَّة َ تَاجِهِ
- قيلٌ تواخى بالمكارمِ والتُّقى
- وَالْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ مُنْذُ نِتَاجِهِ
- سَمْحٌ إِذَا فَقَدَ الثَّرَى صَوْبَ الْحَيَا
- وشكا الظَّما يسقيهِ منْ ثجَّاجهِ
- بَطَلٌ إِذَا هَزَّ الْقَنَا بَأَكُفِهِ
- تضحي القلوبُ مراجزاً لزجاجهِ
- أسدٌ إذا لقيَ الخميسَ فعندهُ
- كَبْشُ الْكَثِيبَة ِ مِنْ أَذَلِّ نِعَاجِهِ
- جمعُ الأسودِ إذا لقيهِ لدى الوغى
- حَذَراً يُبَدِّلُ زَأْرَهُ بِثُؤَاجِهِ
- لجبُ الجيوشِ إذا يمرُّ بسمعهِ
- لجبُ الذِّئابِ يظنُّ في أهزاجهِ
- يَقْرِي بِلَحْمِ الشُّوسِ شَاغِبَة َ الظُّبَا
- وَيَزِيدُ حَرُّ الضَّرْبِ فِي إِنْضاجِهِ
- ترجى منافعهُ ويحذرُ ضرّهُ
- في يومِ نائلهِ ويومِ هياجهِ
- كَسَدَ الْمَدِيحُ وَأَكْدَحُوا نُظَامُهُ
- حَتَّى أَتَى فَأَقَامَ سُوقَ زَوَاجِهِ
- با ابنَ الّذي سادَ الأنامَ ونجلَ منْ
- فاقَ الملائكَ في علا أدراجهِ
- إِنَّ الْمَدِيحَ إِذَا أَرَدْتُ ثَنَاءَكُمْ
- تهوي النّجومُ إليَّ منْ أبراجهِ
- وَإِذَا قَصَدْتُ سِوَاكُمُ فِيْهِ فَلَمْ
- تَظْفَرْ يَدِي إِلاَّ بِبَيْضِ دَجَاجِهِ
- أيّدتَ دينَ الحقِّ بعدَ تأوّدٍ
- وَسَدَدْتَ بِالإِحْكَامِ كُلَّ فِجَاجِهِ
- وَشَفَيْتَ عِلَّتَهُ بِكُتْبٍ قَدْ غَدَتْ
- مِثْلَ الطَّبَائِعِ لاعْتِدَالِ مِزَاجِهِ
- أسفارُ صدقٍ كلُّ خصمٍ مبطلٍ
- مِنْهَا سَيَعْلَمُ كَاذِبَاتِ حِجَاجِهِ
- نورٌ مبينٌ قدْ أنارَ دجى الهوى
- ظلمَ الضلالة ِ في ضياءِ سراجهِ
- وَغَدِيرُ خَتْمٍ بَعْدَ مَا لَعِبَتْ بِهِ
- رِيحُ الشُّكُوكِ وَآضَ مِنْ لَجَّاجِهِ
- أمطرتهُ بسحابة ٍ سمّيتها
- خَيْرَ الْمَقَالِ وَضَاقَ فِي أَمْوَاجِهِ
- وَأَبَنْتَ فِي نُكَتِ الْبيَانِ عَنِ الهُدَى
- فأريتنا المطموسَ منْ منهاجهِ
- وَكَذَاكَ مُنْتَخَبٌ مِنَ الْتَفْسِيرِ لَمْ
- تَنْسِجْ يَدَا أَحَدٍ عَلَى مِنْسَاجِهِ
- لِلأَعْرَجَيْنِ وَإِنْ بَدَتْ شُرُفَاتُهُ
- لَنْ يَبْلُغَا الْمِعْشَارَ مِنْ مِعْرَاجِهِ
- مَوْلاَيَ قَدْ ذَهَبَ الصِّيامُ مُوَدِّعاً
- وأتاكَ شهرُ الفطرِ باستبهاجهِ
- شهرٌ نوى قتلَ الصّيامِ هزبرهُ
- فاغتالَمهجتهُ بمخلبِ عاجهِ
المزيد...
العصور الأدبيه