الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معتوق >> إِلَى اللهِ نَشْكُو فَادِحَاتِ النَّوَائِبِ >>
قصائدابن معتوق
إِلَى اللهِ نَشْكُو فَادِحَاتِ النَّوَائِبِ
ابن معتوق
- إِلَى اللهِ نَشْكُو فَادِحَاتِ النَّوَائِبِ
- فَقَدْ فَجَعَتْنَا فِي أَجَلِّ الْمَطَالِبِ
- رَمَتْنَا بِرُزْءٍ لَوْ رَمَتْ فِيْهِ يَذْبُلاً
- لَزُلْزِلَ مِنْهُ رَاسِخَاتُ الْجَوَانِبِ
- فتبّاً لدهر لا تزالُ خطوبهُ
- تُطَالِبُ فِي أَوْتَارِهَا كُلَّ طَالِبِ
- كأنَّ الليالي فيهِ في بعضها لهمْ
- قَدِ اتَّصَلَتْ أَرْحَامُهَا بِالنَّوَاصِبِ
- فإنّا وإنْ ساءتْ إلينا صروفها
- فَقَدْ حَسَّنَتْ أَخْلاَقُنَا بِالتَّجَارِبِ
- لَقَدْ شَفَعَتْ يَوْمَ الصُّفُوفِ بِمِثْلِهِ
- وَثَنَّتْ بِلَيْثٍ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ
- فيا ليتها فدّتْ حسيناً بما تشا
- مِنَ الْوَفْدِ مِنْ مَاشٍ إِلَيْهِ وَرَاكِبِ
- هزبرٌ ترى بيضَ العطايا بكفّهِ
- وَحُمْرَ الْمَوَاضِي بَيْنَ حُمْرِ الْمَخَالِبِ
- صوارمهُ في أوجهِ الموتِ أعينٌ
- وَأَقْوُسُهُ مِنْهَا مَكَانَ الْحَوَاجِبِ
- فَتى ً كَانَ كَالتَّوْرِيْدِ فِي وَجْنَة ِ الْعُلَى
- وَكَالْعِقْدِ حُسْناً فِي نُحُورِ الْمَرَاتِبِ
- فلا انطبقتْ عينُ العلا بعدَ فقدهِ
- وَلاَ ابْتَسَمَ الْهِنْدِيُّ فِي كَفِّ ضَارِبِ
- عَزِيزٌ ثَوَى تَحْتَ التُرَابِ بِحُفْرَة ٍ
- فيا ليتها محفورة ٌ في الترائبِ
- فَلاَ تَحْسَبُوهُ مِنْ دُجَى الْقَبْرِ رَاهِباً
- أَلَيْسَ الْمُحَيَّا مِنْهُ مِصْبَاحَ رَاهِبِ
- سقى اللهُ مثواهُ بعفوٍ ورحمة ٍ
- وأولاهُ ستراً يومَ كشفِ المعايبِ
- وَمَا فَقْرُ مَثْوَاهُ الرَّوِيِّ إِلَى الْحَيَا
- وَفِيهِ انْطَوَى بَحْرٌ لَذِيذُ الْمَشَارِب
- وَمَا فِي بَنَاتِ الْنَعْشِ حَاجَة ُ نَعْشِهِ
- كفى ما حوتهُ منْ حسانِ المناقبِ
- نَعتْهُ السَّمَا وَالأَرْضُ حَتَّى بَكَتْ لَهُ
- جُفُونُ الْغَوَادِي بِالدُّمُوعِ السَّوَاكِبِ
- ورقَّ القنا حزناً عليهِ صدورهُ
- وَحَنَّتْ إِلَيْهِ صَاهِلاَتُ السَّلاَهِبِ
- وَشَقَّتْ عَلَيْهِ الأَبْعَدُونَ جُيُوبَهَا
- منَ الوجدِ فصلاً عنْ قلوبِ الأرقاربِ
- قَضَى فَقَضَى الْمَعْرُوفُ وَالْبَأْسُ وَالرَّجَا
- وَضَاقَتْ عَلَيْنَا وَاسِعَاتُ الْمَذَاهِبِ
- فَلَيْسَ عَلَيْهِ الْقَلْبُ مِنْ أُسْدِ قَوْمِهِ
- بأجزعَ منْ خمصِ الذئابِ السواغبِ
- فقلْ لبني الحاجاتِ كفّوا عنِ السرى
- فَوَاخَيْبَة َ الْمَسْعَى وَفَوْتَ الْمَآرِبِ
- أرى الأرضَ حالتْ دونهُ فتكسّفتْ
- لِمَرْآهُ أَقْمَارُ الدُّجَى وَالْمَلاعِبِ
- سَنَبْكِيهِ مَا عِشْنَا وَإِنْ قَلَّ دَمْعُنَا
- أزدناهُ منّا بالقلوبِ الذوائبِ
- فلا سلمتْ نفسٌ منَ الوجدِ لمْ تذبْ
- عليهِ ولا قلبٌ غدا غيرَ واجبِ
- سلِ الأرضَ عنهُ هل تصدّى فرندهُ
- فَعَهْدِي بِهِ نَصْلٌ صَقِيلُ الْمَضَارِبِ
- وهلْ أقشعتْ مزنُ الندى منْ بنانهِ
- فَعِلْمِيَ فِيْهَا وَهْيَ عَشْرُ سَحَائِبِ
- فَلَوْ لَمْ يُتِمِّ اللهُ نُورَ الْهُدَى لَنَا
- فَمَرْكَزُهَا الأَصْلِيُّ بَيْنَ الْكَوَاكِبِ
- فما للثنا منْ بعدهِ بهجة ٌ ولو
- سَرَقْنَا الْمَعَانِي مِنْ ثَنَايَا الْكَوَاعِبِ
- متى بعدهُ الأيامُ تطفي أوامنا
- وَقَدْ غَوَّرَتْ بِالأَرْضِ بَحْرَ الْمَوَاهِبِ
- وأنّى لنا منها نحاولُ راحة ً
- وقدْ أوقعتنا في أشقّش المتاعبِ
- كريمٌ غدتْ راحاتهُ بعدَ موتهِ
- لِعَادَاتِهَا مَبْسُوطَة ً لِلرَّغَائِبِ
- تمكّنَ منهُ الموتُ في قبضِ روحهِ
- ولمْ يتمكّنْ عندَ قبضِ الرواجبِ
- أدامَ علينا فقدهُ الليلَ سرمداً
- فَلَمْ نَلْقَ فَجْراً بَعْدَهُ غَيْرَ كَاذِبِ
- كَأَنَّ قُرُونَ الْحَالِقَاتِ لِرُزْئِهِ
- لنا بوالدهِ عشنا بسودِ الغياهبِ
- أبي الجودِ والتقوى عليّض أخي الندى
- ذكاءِ المعالي بدرِ شهبُ الكتائبِ
- جوادٌ بأرضِ الكرحتينِ مقامهُ
- ومعروفهُ يسري إلى كلِّ طالبِ
- عسى اللهُ يبقي عمرهُ ويمدّهُ
- ويكفيهِ في الدارينِ سوءَ العواقبِ
- ولا شهدتْ عيناهُ بينَ أحبّة ٍ
- ولا سمعتْ أذناهُ صوتَ النوادبِ
- ولا برحتْ أبناؤهُ وبنوهمُ
- تَحِفُّ بِهِ لِلنَّصْرِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
- أسودٌ إذا شدّتْ ثعالبُ لدنهمْ
- تصيدُ أسودَ الصيدِ صيدُ الثعالبِ
- رياضٌ سقتها الفاطميّاتُ درّها
- وأزكى فروعٍ منْ أصولٍ أطايبِ
- سلالاتُ أرحامٍ منَ الرجسِ طهّرتْ
- مَيَامِينُ أَنْجَابٌ أَتَوْ مِنْ نَجَائِبِ
- وفاهُ وإياهمْ منِ السوءِ ربّهمْ
- وَبَلَّغَهُمْ أَسْنَى الْمُنَى وَالْمَطَالِبِ
المزيد...
العصور الأدبيه