قصائدابن معتوق



تصاحى وهوَ مخمورُ الجنانِ
ابن معتوق



  • تصاحى وهوَ مخمورُ الجنانِ

  • وَهَلْ يَصْحُو فَتى ً يَهْوَى الْغَوانِي

  • وَأَوْرَى وَجْدهُ فَشكا وَورَّى

  • عَنِ الأَحْدَاقِ فِي نُوَبِ الزَّمانِ

  • وَهَلْ فِي النَّائِبَاتِ الْسُّودِشَيءٌ

  • أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدَقِ الْحِسَانِ

  • وَهَلْ كَذَوَائبِ الفِتْيَانِ مِنْهَا

  • عليهِ تطاولتْ ظلمُ امتحانِ

  • تَدَيَّنَ فِي الْهَوَى العُذْرِيِّ حَتَّى

  • رأى عزَّ المحبّة ِ بالهوانِ

  • أشَدُّ مِنَ الاُسُودِ إِذَا لَقِيهَا

  • وَفِيهِ عَنِ الْمَهَى فَرَقُ الْجَنَانِ

  • فليسَ يفرُّ إلا عنْ قتالٍ

  • بهِ القاماتُ منْ عددِ الطّعانِ

  • إِلاَمَ يَرُومُ سَتْرَ الْحُبِّ فِيهِ

  • فَتَكْشُفُ عَنْهُ عَثْرَاتُ الْلِّسَانِ

  • يُشَبّبُ بالْحُوَيْزَة ِ وَهْوَ صَبٌّ

  • تَغَزُّلُهُ بِغِزْلاَنِ اللِّقَانِ

  • ويَسْفَحُ دَمْعَهُ بالسَّفْحِ شَوْقاً

  • ويَلْمَعُ مُضْحِكُ الْبَرْقِ اليَمَانَ

  • ويطوي السّرَّ منهُ وكيفَ يخفى

  • وفي عينيهِ عنوانُ العلانِ

  • لقدْ شغفتْ حشاشتهُ بنجدٍ

  • فَهَامَ بِهَا وَحَنَّ إِلَى الْمَجَاني

  • رأى حفظَ العهودِ لساكنيها

  • وضيّعَ قلبهُ بينَ المغاني

  • رَهِينُ قُوى ً عَلَى خَدَّيْهِ تَجْرِي

  • سوابقُ دمعهِ جريَ الرّهانِ

  • يَمُرُّ عَلَى حَصَى الْوَادِي فَيبكِي

  • فَيَنْتَثِرُ العَقِيقُ عَلَى الْجُمَانِ

  • وَتَنْفَحُهُ الصَّبَا فَيمِيلُ سُكْراً

  • كأنَّ بريحها راحَ الدّنانِ

  • فَهَلْ مِنْ مُسْعِدٍ لِفَتى ً تَفَانَى

  • فَادْرَكَهُ الوُجُودُ مِنَ التَّفَانِي

  • اذَا قَبَضَ الإِياسُ الرُّوحَ مِنْهُ

  • بهِ نفخَ الرّجا روحَ التداني

  • تُشَبُّ بِقَلْبهِ النِّيرَانُ لَكِنْ

  • يُشَمُّ مِنَ الحِمَى نَفَسُ الِجْنَانِ

  • سقى اللهُ الحمى غيثاً كدمعي

  • تَسِيلُ بِهِ الْبِطَاحُ بِأُرْجُوَانِ

  • ولا برحتْ تجيبُ بهِ ارتياحاً

  • قَمَارِي الدَّوْحِ اَقْمَارَ القِيَانِ

  • حمى ً فيهِ البنودُ تمدُّ منها

  • على البيضاءِ أجنحة ُ الأماني

  • ومرتبعاً بهِ الضّرغامُ يبني

  • كناسَ الظّبيِ في غابِ اللّدانِ

  • تلوحُ عليهِ نارٌ منْ حديدٍ

  • وَأُخْرَى لِلضُّيُوفِ عَلَى الرِّعَانِ

  • فَكَمْ تَزْهُو بِهِ جَنَّاتُ حُسْنٍ

  • وكمْ تجري عليهِ عيونُ عانِ

  • بأجفنِ بيضهِ حمرُ المنايا

  • وَتَحْتَ قِبَابِهِ بِيَضُ الاَمَانِي

  • محلّاً في الملاعبِ منهُ تبدو

  • كواعبُ كالكواكبِ في قرانِ

  • حسانٌ كالشّموعِ ترى عليها

  • ذوائبها كأعمدة ِ الدّخانِ

  • تماثيلٌ تضلّكَ لو تراها

  • عَذَرْتَ العَاكفِينَ عَلَى المدانِي

  • بِرُوحِي غَادَة ٌ مِنْهُنَّ تَبْدُو

  • إلى قلبي وتنأى عنْ مكاني

  • يمثّلها الخيلُ خيالَ طرفي

  • فَأَبْصِرُها وَتُحْجَبُ عَنْ عِيَانِي

  • نقدُّ البيضَ فيجفنٍ نحيفٍ

  • وَتَفْرِي السَّابِغَاتِ بِغُصْنِ بَانِ

  • إِذَا نَبَذَتْ إِلَى سَمْعي كَلاَمَاً

  • حَسِبْتُ لِسَانهَا نَبَّاذَ حَانِ

  • ثَنَايَاهَا كَدُرِّ ثَنَا عَلِيٍ

  • مرتّلة ً مرتبة َ المعاني

  • ومقلتها وعزمتهُ سواءٌ

  • كِلاَ السَّيْفَيْنِ نَصْلٌ هُنْدُوَاني

  • هواهُ إلى المديحِ كما دعتني

  • كذا التّشبيبُ فيها قدْ دعاني

  • حليفُ المكرماتِ أبو حسينٍ

  • عزيزُ الجارِ ذو المالِ المهنِ

  • أخو هممٍ إذا انبعثت فأدنى

  • مواضيها على هامِ الزّمانِ

  • وَأَخْبَارٍ سَرَتْ فَبِكُلِّ أَرْضٍ

  • لها عبقٌ يضرُّ بكلِّ شانِ

  • وأمثالٍ تلذُّ بكلِّ سمعِ

  • كأنَّ بضربها ضربَ المثاني

  • وأخلاقٍ كروضِ المزنِ تحكي

  • فَوَقَّرَهَا بِرَاسِيَة ِ الجَنَانِ

  • خِصَالٌ كَالَّلآلِي نَافَسَتْهَا

  • عَلَيْهِ قلاَئِدُ البِيضِ الحَصَانِ

  • شِهَابُ وَغى ً يَهُزُّ سَرِيَّ نَصْلٍ

  • وليثُ سرى ً يصولُ بأفعوانِ

  • يَرَى وَضَحَ النُّصُولِ فُصُولَ شَيْبٍ

  • فيخضبها بأحمرَ كالدّهانِ

  • تَبَنَّاهُ السَّحَابُ فَكَانَ أَحْرَى

  • لأَجْلِ عَذَابِهِ فِيما يُعَاني

  • وَوَاخاهُ الحُسَامُ فَكَانَ مِنْهُ

  • بمرتبة ِ القناة ِ منَ السّنانِ

  • وحلّتْ منهُ منزلة َ المعالي

  • فأضحتْ كالخواتمِ في البنانِ

  • وحلّى المجدَ في دررِ السّجايا

  • فَامْسَى وَهْوَ كَالأُفُقِ الْمُزَانِ

  • كَسَا تُرْكَ النُّجُومِ مُسُوحَ نَقْعٍ

  • ورُوِمِيَّ النَّهَارِ بَطَيْلَسَانِ

  • وَأَنْبَتَ فِي فُؤَادِ الصُّبْحِ رَوْعاً

  • فها كافورهُ كالزّعفرانِ

  • كَأَنَّ بُنُودَهُ حُجَّابُ كِسْرَى

  • عَلَى كُلٍّ قَمِيصٌ خُسْرَوانِي

  • وَحُمْرُ ظُبَاهُ لِلْمِرّيخِ رَهْطٌ

  • فَكُلٌّ عَنْدَميُّ اللَّوْنِ قَانِ

  • تَوَهَّمَ أَنْ تَمِيدَ الأَرْضُ فِيْهِ

  • وأيقنَ أنَّ بذلَ المالِ يبقي

  • لهُ بقيا فخلّدهُ بفانِ

  • لَقَدْ غَلِطَ الزَّمانُ فَجَادَ فيْهِ

  • وَأَعْقَمَ بَعْدَهُ فَرْجُ الأَوْانِ

  • فلو حملتْمنَ القمرِ الثّريّا

  • لما كادتْ تجيءُ لهُ بثانِ

  • تورّثَ كلَّ فخرٍ منْ أبيهِ

  • وَكُلَّ تُقى ً وَفَضْلٍ وَامْتَنِان

  • كَأنَّهُمَا صَلاَة ُ الفَجْرِ هذَا

  • لِذَا شَفْعٌ أَو السّبْعُ المَثَانِي

  • علا مقدارهُ فحكا عليّاُّ

  • فشاركهُ بتسمية ٍ وشانِ

  • هُمَا نَجْمَانِ بَيْنَهُمَا اشْتِرَاكٌ

  • لَوِ اقْتَرَنَا لَقُلْنَا الْفَرْقَدَانِ

  • فَكَمْ مِنْ نَهْرِ سَابُورٍ تَأَتَّى

  • لَهُ نَصْرٌ كَيْومِ النَّهرْوَان

  • وكم في التّابعينَ لآلِ حربٍ

  • لهُ منء فتكة ٍ بكرٍ عوانِ

  • وَأَشْرَفُ مَالَهُ فِي الدَّهْرِ يَوْمٌ

  • قَضَى يَوْمَ الصُّفُوفِ بِشَهْرِ كَانِ

  • أَلاَ يَا ابْنَ الأَيِمَّة ِ مِنْ قُرَيشٍ

  • هداة ِ الخلقِ منْ أنسٍ وجانِ

  • لَقَدْ أَشْبَهْتُهُمْ حَلْقاً وَخُلْقاً

  • وحُكْماً بِالْقَضَايَا وَالْبَيَانِ

  • ووافيتَ الزّمانَ وكانَ شيخاً

  • فَعادَ سَوَادُ مَفْرِقِهِ الهِجانِ

  • عَرَجْتَ إِلَى المَعَالِي فَوْقَ طِرْفٍ

  • فَجَارَيْتَ البُرَاقَ عَلَى حِصَانِ

  • كَأَنَّكَ فِي الْيَدِ الْبَيْضَاءِ مُوسَى

  • وَرُمْحُكَ كَالْعَصَا فِي زِيِّ جَانِ

  • سِنَانُكَ عَنْ لِسَانِ المَوْتِ أَضْحَى

  • لَدَى الهَيْجَاءِ أَفْصَحَ تَرْجُمَانِ

  • وَسَيْفُكَ لَمْ يَزَلْ إِمَّا سِوَاراً

  • لِمَلْحَمة ٍ وَإِمَّا طَوْقَ جَانِ

  • فَدُمْ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْكَ أَمْسٌ

  • وعشْ حتّى يؤوبَ القارظانِ

  • ومتّعكَ الإلهُ بعيدِ فطرٍ

  • وخصّكَ بالتّحيّة ِ والتّهاني



أعمال أخرى ابن معتوق



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك