الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> طرقت خيالاً بعد طول صدودها >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- طرقت خيالاً بعد طول صدودها
- وفرتْ اليك السجن ليلة عيدها
- أنّى اهتدت لا التيهُ منشؤها ولا
- سفحُ المقطم من مجرّ برودها
- في ليلة ليلاء ألزم فضلها
- بيضَ الليالي أن تدين لسودها
- حقُّ الليالي البيض قسمُ سوادها
- خالاً وخالاً زينة لخدودها
- أسرتْ إليه من وراء تهامة ٍ
- وجفاه داني الدرِّ غيرُ بعيدها
- مستوطناً دارَ البنود وقلبهُ
- للرعب يخفق مثلَ خفق بنودها
- دارٌ تحط بها المنونُ شباكها
- فتروحُ والمنجاب حلّ صيودها
- فتعثرت بعرى الأداهم فالتقى
- جرسان جرسُ حليها وحديدها
- قيد وسلسلة وأدهمُ مصمتٌ
- محنُ الكرام عظيمة ٌ كصفودها
- وتأوهت عن زفرة لو صادفت
- حجراً جرى ماءً لفرطِ وقودها
- وأصاب درُّ الدمع لؤلؤ ثغرها
- ثم استفاض قبلَّ درّ عقودها
- فعففتُ ثم ولو هممتُ بضمّها
- منعتْ من استقصائه بنهودها
- ما صحَّ من تلف الحياة ضجيعها
- لكن ألاح وصحّ من تنكيدها
- بثّ الفضائل خلفه وأمامه
- ففناءُ مهجته كمثل خلودها
- كالشمس تودع في الكواكب نورها
- فتنوبُ للسارين عن مفقودها
- محنٌ قد احتشدتْ وقلبٌ واثقٌ
- بالله والزيديّ في تبديدها
- بفؤاد أسرتها ودرّة تاجها
- وسوادِ ناظرها وبيتِ قصيدها
- بأغرَّ يحسده أفاضلُ عصره
- قدرُ الفضيلة ِ مثل قدرِ حسودها
- حاشا من اعتمدت عليه دولة ٌ
- من أن يضيق بفكّ بعض عبيدها
- ولربَّ مصطنع يداً تقليدهُ
- صدرَ الحسام أخفُّ من تقليدها
- وأراه لا يرضى بفعل صنيعة ٍ
- حتى يتابعها كفاءَ حدودها
- صلة ُ اللهيف هي الصلاة ُ بعينها
- وتمامها بركوعها وسجودها
- والله لو ضمن الرُّقاد حميته
- عيني فما اكتحلت بطيبِ هجودها
- ونظمتُ أجفانَ العلى لجبينها
- نظماً وأسفلها إزاء خدودها
- وصفدتُ نفسي بالوفاء وضيقه
- إن الوفاء لمن أشدَّ قيودها
- ولقيتُ نعمتهُ بأحسن خلة
- تلقى بها النعماءُ عند ورودها
- حزتُ العلاء إفادة ً وولادة
- فأعنت طارفَ رتبة ٍ بتليدها
- إن المآثرَ كالخضاب نصولها
- عجّل إذا لم تسعَ في تجديدها
- نفسُ الشريف كحلّة ٍ موشية ٍ
- فإذا تناهت طرزت بجديدها
- وإذا اعتبرت فروعهُ بأصوله
- أيقنت أنّ دخانهُ من عودها
- ومحاسن الأشياء في تركيبها
- طوقُ الحمامة ِ خلقة في جيدها
- وفضائلُ الإنسان تتبع أصلهُ
- قطع الصّوارم تابعٌ لحديدها
- أدنى بنيها من ولادة خامل
- لا ينسلُ الأشبالَ غير أسودها
- تفديك طائفة ٌ إذا ما فوخرت
- فزعتْ إلى أجداثها ولحودها
- لغوٌ كحرف زيدَ لا معنى لهُ
- أو واو عمروٍ فقدها كوجودها
- وأعدتَ ما بدتْ جدودك من على ً
- سبحان مبديها بكمُ ومعيدها
- يا ابن الأئمة من قريش دعوة ً
- نظمت دعاويها بسلك شهودها
- دلّتْ عليك فأجزأت عن غيرها
- يغني اشتهارُ الحال عن تحديدها
- إن كان أولادُ الوصيّ كواكباً
- فاعلم بأنك أنت سعدُ سعودها
- نقلتْ فضائلهم إليك كأنها
- زرجونة ٌ نقلت إلى عنقودها
- أنضيع نفساً أنت من تامورها
- وصميمها كالجزء من توحيدها
- جعلتكَ واسطة إلى منجاتها
- وأباك واسطة ً إلى معبودها
- لا أبخل الأيام بخلاً بعد ذا
- حسبي بأنك نفحة ٌ من جودها
المزيد...
العصور الأدبيه