الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أوقد البين في الخميس خميسا >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- أوقد البين في الخميس خميسا
- للأسى والفؤاد فيه وطيسا
- لا ذكرت الخميس إذ فجأنني
- كنَّ فيه ولست أنسى الخميسا
- إذ تولت جموعهم عن محلّ
- حلّ صبري وهاج وجداً رسيسا
- مربع بان أهله ثم أضحى
- مقفراً موحشاً وكان أنيسا
- ثوّر الحزن عيس وجدٍ مقيم
- بفؤادي لما أثاروا العيسا
- ونظرتُ الدموع إذ قطر العيس
- وحمّلت قطر دمعي نفوسا
- عُدن مثل الشقيق في اللون لمّا
- عاد قلبي لصبغة الهم حيسا
- وذر الدهرَ يتبع اليسر عسراً
- والهوى بالنوى ونعماه بؤسا
- يضحك اليوم ذا وفي الغد يُبك
- يهِ فكلاً ترى ضحوكا عبوسا
- وإذا أعقب النحوس سعوداً
- للفتى أتبع السعود نحوسا
- وهي تعطي الخسيسَ حظاً نفيساً
- ثم تعطي النفيس حظّاً خسيسا
- فترى الفاضل الأديب أخا الفهم
- على عظم قدره منحوسا
- دهرنا والدٌ ونحن بنوه
- فأت في حبّه لنا التنفيسا
- قسمَ الحظ في بنيه بجور
- فبذا أصبح المروسُ رئيسا
- جعلَ العلمَ والفطانة فينا
- والنهيُّ والحجى الجليل النفيسا
- ظاهر القَسم فيه جورٌ وفي البا
- طنِ عدلٌ بجانب التاليسا
- فاستعن في الأمور بالله واصبر
- إن ذا الفضل لا يكون بؤوسا
- ولقد قلتُ للزمان مقالاً
- حين أكدى وعاد جدباً بئيسا
- أيهذا الزمانُ إن كنت صخراً
- فبكلتا يديّ آية ُ موسى
- ولئن كنتَ ناكلاً بكريم
- فمعي من حذاقة ٍ طبُّ عيسى
- إن لي يا أبا الحسين فؤاداً
- فارغاً من هوى الورى منكوسا
- وهو ملآن منك ودّاً مصفى
- قد نفى المذق عنهُ والتدليسا
- أنت في المجد والمعالي يتيمٌ
- قد غدا مجدها عليك حبيسا
- من يناويكم وأنتم أناسٌ
- لم تزالوا على النجوم جلوسا
- وإذا ناقصٌ أرادك بالنقص
- ثنى المجد رأيهُ منكوسا
- صغُرَ الناسُ في زمانك وازددت
- علاءً وسؤدداً قدموسا
- وأتاك المديحُ يختال مهرا
- ولقد رُمته فكان شموسا
- هذه مدحة ٌ بوصفك تعلو
- كلَّ مدح فقد غدا مطموسا
- هاكها كالعروس في الزّيّ تجلى
- من جمال بها تفوقُ العروسا
- لفظها يترك الطّروس رياضاً
- وسوى لفظها يشين الطروسا
- فتخال البيوتَ منها بروجاً
- والمعاني أهلّة ً وشموسا
المزيد...
العصور الأدبيه