الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> منّا الوصالُ ومنكُمُ الهجرُ >>
قصائدالشريف المرتضى
- منّا الوصالُ ومنكُمُ الهجرُ
- وعلى إساءَتكمْ بنا الشُّكرُ
- ولكلِّ مَن أَسدى الجميلَ سوى
- مسدي الجميل إليكمُ - أجرُ
- ياطلعة ً للحسنِ يظلمُها
- مَنْ قالَ يوماً إنّها البدرُ
- إِنْ كان جُرماً ما ظننتِ بِنا
- فالجرم يمحو " وزره " العذرُ
- حنت إليكمْ كلُّ غادية ٍ
- وبكى عليكمْ بَعديَ القَطْرُ
- وثراكُمُ لازالَ مُلتمعاً
- في حافتيهِ النورُ والزهرُ
- وإذا ابتغى وطناً يقيمُ به
- سَحُّ الحَيا فرُباكُمُ الخُضرُ
- وكأنّ قلبي يومَ بَينِكُمُ
- شطرٌ أقام وعنكمْ شطرْ
- ولقد وقفتُ على وداعكُمُ
- وجوانحي من صبرها صِفْرُ
- وبهنَّ مِن تَلذيع بَينِكُمْ
- جمرٌ " بودي أنه الجمرُ "
- وإذا مددتُ يداً إلى جَلَدي
- فمحلقٌ عني به نسرُ
- يا صاحبيَّ وما عذرتكما
- أنْ تنجُوَا عمّن به الأسرُ
- و صحوتها عن صاحبٍ ثملٍ
- لم تَنْزُ في أوصالِهِ الخمرُ
- سكرانَ مِن عُجْبٍ يمرُّ بهِ
- و لربّ سكرٍ دونه السكرُ
- وصَممتُما عنه وليسَ به
- " مما " يخاف عليكما وقرُ
- ألاّ وقد فسحَ الزَّمانُ لنا
- أعطانه واستغزرَ الدرُّ ؟
- و كأنما الحولُ " المجرمُ " منْ
- غفلاتنا " عن " مره شهرُ
- و إذا الأزمة ُ في أناملنا
- والنَّهْيُ للأقوامِ والأمرُ
- للهِ أمٌّ غلستْ بفتى ً
- حتى شَككنا أنه الفجرُ
- قامتْ تمطِّي عنهُ عالمة ً
- أنّ الذي جاءتْ به الفخرُ
- وتَشاهدت من قبلِ مولدهِ
- بذكائهِ الأعراقُ والنَّجْرُ
- فأتَى كما شاءَ الصديقُ له
- لا مَرْقَعٌ فيهِ ولا جَبْرُ
- وتخالُ كِبْراً في شمائلهِ
- مِن عزَّة ٍ ولغيرهِ الكِبرُ
- " وتراه في يوم الهياجِ إذا
- وضحَ الحمامُ وصرح الذعرُ "
- يهوى إلى قنصِ النفوس كما
- يهوى إلى فرصاته الصقرُ
- وبكفهِ في كلِّ مَعركة ٍ
- ترد الدماءَ البيضُ والسمرُ
- كم ذا أطيلُ القولَ في زمنٍ
- سِيّانِ فيه الخيرُ والشّرُّ
- أشرارُه في نَجْوة ٍ أبداً
- مِن شرِّه والمُبتَلَى الحُرُّ
- قومٌ يرونَ الفقرَ بينهُمُ
- أنْ تُعدمَ الأموالَ والوَفْرُ
- و يعدُّ غيرهمُ فقيرهمُ
- مَن لا جميلَ له ولاذِكرُ
- و كأنما المعروف بينهمُ
- من حشمة ٍ منه هو النُّكْرُ
- كيف الفلاحُ وبيننا خلفٌ
- لا نائلٌ منهمْ ولا بشرُ ؟
- نَبذوا الجميلَ وراءَ أظهرِهمْ
- فرباعهمْ من فعله قفرُ
- و غذا عددتَ خيارهمْ فهمُ
- مَن لا انتفاعَ بهمْ ولا ضَرُّ
- في كلَّ يومٍ منهمُ ترة ٌ
- لو كان في أمثالهمْ وترُ
- و لربّ فعلٍ دقّ صاحبهُ
- حتى أتاك وجرمهُ هدرُ
المزيد...
العصور الأدبيه