الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لي منْ رضا بكَ ما يغنى عن الراحِ >>
قصائدالشريف المرتضى
لي منْ رضا بكَ ما يغنى عن الراحِ
الشريف المرتضى
- لي منْ رضا بكَ ما يغنى عن الراحِ
- و نورُ وجهكَ في الظلماءِ مصباحي
- وحمرة ٌ نُشِرتْ في وجْنَتيكَ بها
- ملكتَ ناصِيَتَيْ وَردٍ وتُفّاحِ
- وقد لَحَوْني على وجْدي فقلْ لهمُ:
- كيف انثنى خائباً من طاعتي اللاحي
- تلومُني والتِياعٌ ما يفارقُني
- ملءَ الضلوعِ بقلبٍ غيرِ مرتاحِ
- و أنتَ صاحٍ ولاحٍ منْ به سكرٌ
- و ما استوى في الهوى السكرانُ والصاحي
- قمْ غنني بأحاديثِ الهوى طرباً
- و سقني من دموعي ملءَ أقداحي
- ولا تَمِلْ بي إلى مَن لا أُسَرُّ به
- ففي يمينك أحزاني وأفراحي
- و قد شجيتُ بقمريٍ على غصنٍ
- باكٍ بلا أدمعٍ يجرين نواحِ
- قلْ للّذين أرادوا مثلَ مَفْخرتي:
- أنَّى لكمْ مثلُ غُرّاتي وأوضاحي؟
- و هلْ تبيتون إلاّ في حمى كنفي
- وفي خَفارة ِ أسيافي وأرماحي؟
- منْ فيكم وقد اشتدّ الخصامُ له
- مِنْ دونِكم مثلُ إيضاحي وإفصاحي؟
- ما زال رائدكمْ في كلَّ مكرمة ٍ
- لولايَ فيكمْ بوجهٍ غيرِ وضاحِ
- و قد بلغتُ مراماً عزّ مطلبهُ
- لم تبلغوهُ وعيسى غيرُ أطلاحِ
- و كم ثوتْ منكمُ الأحوالُ فاسدة ً
- حتَّى صرفتُ إليها وجهَ إصلاحي
- لا لذُّة ٌ ليَ في غيرِ الجميلِ ولا
- في غيرِ أودية ِ المعروفِ أفراحي
- دفعتُ عنكم بمَا تجلو القُيونُ وقد
- دفعتمُ الشرَّ عجزاً " عنه " بالراحِ
- سيّانٍ سِرِّي وجَهري في ظِهارتِهِ
- ومُستوٍ خَمَري فيهِ وتَرْواحي
- ورثتُ هذي الخصالَ الغرَّ دونكمُ
- عن كلَّ قرمٍ طويلِ الباعِ جحجاحِ
- قومٌ إذا ركبوا يوماً على عجلٍ
- ضاق الفضاءُ وسَدّوا كلَّ صَحْصاحِ
- تَرى جيادَهُمُ في كلِّ مُعتَرَكٍ
- تلقى من الأرض صفاحاً بصفاحِ
- همُ البحورُ لمنْ يعتادُ رفدهمُ
- والنَّاسُ ما بينَ أوْشالٍ وضَحْضاحِ
- لو طاولوا النجمَ لم يطلعْ على أحدٍ
- أو صاولوا النّارَ لم تظهرْ لقدّاحِ
- أولاكَ قومي فجيئوني بمثلهمُ
- في منزلٍ هابطٍ أو ظاهرٍ ضاحِ
- معالمٌ لا مرورُ الدهرِ يخلقها
- ولا يخافُ على مَحْوٍ لها ماحِ
المزيد...
العصور الأدبيه