الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قطعتَ بها يادهرُ حبلَ وتينى >>
قصائدالشريف المرتضى
- قطعتَ بها يادهرُ حبلَ وتينى
- فشأنك أنّى اليومَ طوعُ شؤونى
- ولا تَلْحَني إنْ ضَلَّ عنّي تصبُّري
- فقد ضلّ عنّى صاحبى وقرينى
- ويامنْ عهدناه ضنيناً بدمعهِ
- كنِ اليومَ في ذا الرُّزءِ غيرَ ضَنينِ
- وإنْ كنتَ مرتاداً حنيناً ولوعة ً
- فخذْ سَرَفاً من لوعتي وحنيني
- فلم تُشْفَ إلاَّ بالبكاءِ حرارتي
- ولم تُقضَ إِلاّ بالدّموعِ ديوني
- فأيُّ نفيسٍ قلَّص الموتُ شخصَه
- على بَغْتَة ٍ عنّا وأيُّ ثمينِ!
- مُعَرَّسُ أسراري إذا ما تَقَلْقَلَتْ
- وملقى همومى خالياً وشجونى
- ومَن كان عَوْني يومَ أبغي معونة ً
- بحيثُ شمالي لا تُعينُ يميني
- وعارٍ من الفحشاء زلّ به الرّدى
- كما زلَّ نَصْلٌ في أكفِّ قُيونِ
- أمينٌ على سرِّ الأخلاءِ حيثما
- يكون أمينُ القومِ غيرَ أمينِ
- فأيُّ شَجاة ٍ بعدَه لجوانحي
- وأى ُّ قذاة ٍ بعده لجفونى
- وعاذلة ٍ هبّتْ على َّ تلومنى
- فقلتُ: دَعيني والمصابَ دَعيني
- لقد فاتَني منه الذي كنتُ أَرْتجي
- وأخلفتنى فيه الذى تعدينى
- عِديني ومَنِّيني سِواهُ فقد مَحا
- طروقُ الرّدى فيه "طريقَ ظنونى "
- وإِنْ كنتِ تبغيني ففي جانبِ الأسَى
- فإنّكِ فى السّلوانِ لاتجدينى
- فلا تَتَّقيني في البكاءِ وكلّما
- سئمتُ فأعييتُ البكاءَ فَقِيني
- ولا تسأليني: لِمْ جَزِعْتَ؟ وإنَّما
- عن الحزنِ لم أبلغه فيه سلينى
- قرعتَ به يا موتُ قلبي فلِمْ تَلُمْ
- على فقدهِ أني قرعتُ جبيني؟
- ولا غروَ أنْ أبكى لمنْ خفّ بالرّدى
- إذا كنتُ أبكى يومَ خفَّ "قطينى "
- أفى كلِّ يومٍ أيّها الدّهرُ فرقة ٌ ؟
- فراقُ حميم أوْ فراق خدينِ !
- ففى أى ِّ فجٍّ لا أراك تنوبنى ؟
- وأى ُّ عجيبٍ لا أراك ترينى ؟
- وكم أنا مغرورٌ بك العمرَ كلَّه
- تخادعنى عن خبرتى ويقينى
- تقلّبنى فيما أرجّى وأتّقى
- وترعَى سهولي تارة ً وحُزوني
- وإنّ حرونى يومَ ينقاد مقودى
- سريعٌ إلى الغاياتِ غيرُ حَرونِ
- أَلا يابنَ حَمْدٍ رُزْءُنا فيه واحدٌ
- وما كنتَ يوماً بالمرزّءِ دونى
- فلا تحملنَّ العبءَ وحدك كلّهُ
- فإنّى على الأعباءِ خيرُ معينِ
المزيد...
العصور الأدبيه