قصائدالشريف المرتضى



سلا عنّا المنازلَ لِمْ بَلينا؟
الشريف المرتضى



  • سلا عنّا المنازلَ لِمْ بَلينا؟

  • ولا سقمٌ بهنّ ولا هوينا

  • ولمّا أنْ رأينا الدّارَ وَحْشاً

  • منَ الآناسِ أمْطَرْنا الجفونا

  • وقفنا نأخذُ العبراتِ منّا

  • ونُجريهنَّ ما شاؤوا وشِينا

  • وقال الفارعون منَ الغواني

  • وداءِ الحبِّ " إنّ بنا جنونا

  • كأنَّ عيونَنا فَنَنٌ مَطِيرٌ

  • تسيّلهُ نعاماهُ فنونا

  • ومِن قِبَلِ الهَوَادِج يومَ بانوا

  • رُمِينا بالمحاسنِ إذْ رُمِينا

  • أخذْنَ قلوبَنا وعَجبن منّا

  • ونحن بلا قلوبٍ لمْ بقينا ؟

  • فياللهِ أحداقُ الغوانى

  • أمَرْنَ بأنْ عَشِقْنَ فما عُصِينا

  • مَررْن بنا ونحن بغيرِ بَلْوَى

  • فما جاوَزْنَنا حتى بُلينا

  • وما زال الهوى حتّى رضينا

  • بهنّ على الصّدودِ فما رضينا

  • ولمّا أنْ مَطَلْن وَدِدْتُ أنّي

  • فدَيْتُ ردى ً نفوسَ الماطلينا

  • ومِن سَفَهٍ وقوفُك في المغاني

  • تساءلُ عن فريقٍ فارقونا

  • سقينا بعد بينهمُ دموعاً

  • وكفنَ فما وقفن وما روينا

  • فليت الحبَّ أشعرَ منْ عزيزٌ

  • عليه أنْ يبين بأنْ يبينا

  • ولم نرَ من خلال السّجفِ إلاّ

  • عيوناً فى الوصاوصِ أوْ جبينا

  • ودِدْتُ وما ودِدْتُ لغير جُرمٍ

  • وهنّ القالياتُ وما قلينا

  • ولمّا أنْ مشَيْن أرَيْنَ صُبحاً

  • دعاصَ الخبتِ يهززن الغصونا

  • وهان على عيونٍ وادعاتٍ

  • هجوعاً أنْ نبيتَ مؤرّقينا

  • وشنباءِ المضاحك من نزارٍ

  • فقدتُ لحسنِ بهجتها القرينا

  • منَ الّلائي ادَّرَعْنَ الحسنَ سَهْماً

  • يصبنَ به صميمَ الدّارعينا

  • ولولا أنّها سألتْ فؤادى

  • فجدتُ به لكنتُ به ضنينا

  • رَمَتْني بالخِيانة ِ في ودادي

  • وكنتُ على مودّتها أمينا

  • دعينا أنْ نزوركِ أمَّ عمروٍ

  • وإلاّ بالزِّيارة ِ واعِدينا

  • وقد أورثتنى سقماً فإنْ لم

  • تُداويهِ الغداة َ فعلِّلينا

  • فكمْ ليلٍ لبستُ به وشاحاً

  • ذوائبَ من هضيمٍ أو قرونا

  • عَفَفْتُ وقد قَدَرْتُ وليس شيءٌ

  • بأجملَ من عفافِ القادرينا

  • وزَوْرٍ زارني واللّيلُ داجٍ

  • وقد ملأ الكَرى منّا العيونا

  • يرينى أنّه ثانٍ وسادى

  • مُضاجِعُهُ؛ وزُورٌ مايُرينا

  • نعمتُ بباطلٍ ويودّ قلبى

  • وداداً لو يكون لنا يقينا

  • فيا شعراتِ رأسٍ كنّ سوداً

  • وحلنَ بما جناه الدّهرُ جونا

  • مشيبكِ بالسّنينَ ومن همومٍ

  • وليْتَكِ قد تُرِكْتِ معَ السِّنينا

  • كرهتُ الأربعين وقد تدانتْ

  • فمنْ ذا لي بردِّ الأربعينا؟

  • ولاح بمفرقى قبسٌ منيرٌ

  • يَدُلُّ على مقاتِليَ المَنونا

  • وإنّى إنْ فخرتُ على البرايا

  • فخرتُ بمن يبذُّ الفاخرينا

  • بآباءٍ وأجدادٍ كِرامٍ

  • كما كانوا على كلِّ البنينا

  • أَلسْنا أشجَعَ الثَّقَلْينِ طُرّاً

  • وأوفاهمْ وأجودهمْ يمينا ؟

  • وأطعمهمْ وأقراهمْ ضيوفاً

  • وأعطاهُمْ إذا وهبوا الثَّمينا

  • وأركبهمْ لمعضلة ٍ قموصٍ

  • تَشامَسُ عن ركوبِ الرَّاكبينا

  • وأنضرهمْ وأطهرهمْ ذيولاً

  • وأمضاهمْ وأقضاهمْ ديونا ؟

  • وإنّا إنْ شهدنا الحربَ يوماً

  • فَرَيْنا بالسُّيوفِ وما فُرِينا

  • وإنْ أبصَرْتَنا نحمي حَريماً

  • رأيتَ الأسدَ يحمين العرينا

  • فإنْ طلبَ النّدى كنّا بحوراً

  • وإنْ حذر الرّدى كنّا حصونا

  • نقود إلى الكريهة ِ كلَّ يومٍ

  • خيولاً ماونينَ ولا وجينا

  • وكلَّ مغمّسٍ فى الرّوع يقرى

  • صفائحَه التّرائبَ والشُّؤونا

  • يطاعنُ بالرّماحِ فلا يبالى

  • سَليماً عادَ منها أمْ طَعينا

  • فإنْ عدّوا خَوَرْنَقَهُمْ عَدَدْنا

  • لنا البيتَ المحرَّمَ والحَجُونا

  • وزَمْزَمَ مَوْرِداً تُثْني عليه

  • إذا وردتْ شفاهُ الواردينا

  • وجمعاً تلتجى زمراً إليه

  • لواغبُ يضطربن بلا غبينا

  • يُخَلْن ضُحى ً وبحرُ الآلِ يجري

  • سفائِنَ يتَّبعْنَ بنا سَفينا

  • وخَيْفَ مِنى ً تفاهَقَ وادياهُ

  • بهاماتِ الرِّجالِ مُلَبَّدينا

  • فلستَ تَرى بها إلاّ عَقيراً

  • من الكومِ الذّرا أوْ عاقرينا

  • وإنْ فخروا بطخفة َ أوْ كلابٍ

  • فخرنا باللّيالى الغرِّ فينا

  • بخيبرَ أوْ ببدرٍ أو حنينٍ

  • وأحدٍ والمنايا يرتمينا

  • دفعنا عن رسول اللهِ طعناً

  • وضرباً بالصّوارمِ من لقينا

  • وقَيْناه ومن يهوى هواهُ

  • بأسيافِ الجلادِ وما وقينا

  • بأَبصارٍ تُذَرُّ منَ السَّوافي

  • فلا تُنحَى ولا تُحدَى ركابي

  • وأجسادٍ عُرِينَ من المخازي

  • ومن كرمٍ وخيرٍ ما عرينا

  • فلا أرماحنا يعرفن ركزاً

  • ولا الأسيافُ يعرفن الجفونا

  • وكنّا فى اللّقاءِ وفى عطاءٍ

  • يضنّ به نجيبُ إذا دعينا

  • وكم طافتْ بدوحتنا عيونٌ

  • فلم تَرَ في جوانبها هَجِينا

  • ألمْ ترَ هذه الأيّامَ عوجاً

  • موارقَ من أكفِّ الّلابسينا؟

  • وقد كنَّ الصِّحاحَ بغيرِ داءٍ

  • فهاهنَّ الصَّحائحُ قد دُوِينا

  • أُقلِّبُ في الورى قلبي وطَرْفي

  • فأعجبُ من ضلالِ الحائرينا

  • عيونٌ عاشياتٌ من هُداها

  • وقدماً ما كللنَ ولا عشينا

  • وآراءٌ مضلَّلَة ُ النَّواحي

  • لُوِينَ عن الإصابة ِ أوْ زُوِينا

  • وإنّى لو شكوتُ إلى جنينٍ

  • أشَبْتُ بحَرٍّ شكوايَ الجنينا

  • " وصمّاءٍ بثثتُ " لها التّشكى

  • أهوّنها وتأبى أن تهونا

  • رأتْ عندي السُّرورَ، ولو بغيري

  • ألمّتْ ظلَّ مكتئباً حزينا

  • وظنّوا أنَّها تُفني اصطباري

  • وشرُّ القومِ أكذبهمْ ظنونا

  • وقالوا: إنَّها خُطَطٌ صعابٌ

  • فقلت : نعم ، ولكنْ قد خطينا

  • ولمّا لم تَنَلْ منّي مَراماً

  • أحالتْ شامتيها حاسدينا

  • وكم غُرَّ الرّجالُ فجرَّبوني

  • فلم أكُ في تجاربِهمْ غَبينا

  • وقد لمسوا بأيديهمْ صفاتى

  • فما وَجدوا على الأيّامِ لِينا

  • جزَى الزَّوراءَ عن مَلَلٍ فإنّي

  • رأيتُ بها الأذمّة َ ما رعينا

  • فلا تحنى ولا تحدى ركابى

  • إليها بالرِّجال متى حُدِينا

  • فإنَّ محاسناً حُدِّثتُ عنها

  • وكنّ بها زماناً قد فنينا

  • وليس لها لأرْوَى غيرُ رسمٍ

  • وأطلالٍ لنعماءٍ بَلينا

  • فإنْ تنزعْ نزعتَ لباسَ عزٍّ

  • وإنْ تلبس لبستَ هناك هونا

  • وإنْ تنظرُ نظرتَ إلى خطوبٍ

  • ترقَّصُ عن قلوبِ الشّامتينا

  • فعدِّ قرارَ عقوتها سليماً

  • طليقاً كنتَ فيها أم رهينا

  • وقرِّبْ للنَّجاءِ قَطَاة َ نَهْدٍ

  • وإلاّ فالعذافرة َ الأمونا

  • فلا بقيتْ كما نحنُ اللّيالي

  • وأُبدلنا منَ الرِّيبِ اليقينا

  • وأَطْلِعْها نُجوماً غارباتٍ

  • كُشِطْنَ بما نراهُ أو مُحينا

  • وذَعْذِعْها جهالاتٍ تلاقَتْ

  • وضعْضِعها ضَلالاتٍ بُنينا



أعمال أخرى الشريف المرتضى



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك