الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> رأيتُكُمُ تَجْنون ما قد غَرستُمُ >>
قصائدالشريف المرتضى
رأيتُكُمُ تَجْنون ما قد غَرستُمُ
الشريف المرتضى
- رأيتُكُمُ تَجْنون ما قد غَرستُمُ
- فلا تنكروه أنْ يكون ذعافا
- وعافوا القذَى أو فاكرعوهُ ضرورة ً
- ومن لم يردْ إلاّ الأجاجة َ عافا
- ولا تحسبوا ما نحن نرأبُ كسرهُ
- وفاقاً فعن قربٍ يعود خلافا
- ولا تأمنوا الأضغان وهى دفينة ٌ
- فذو الحزمِ من هاب الغيوب وخافا
- فما نحنُ للأقدارِ إلاّ رَمِيَّة ٌ
- يصبن صميماً أو يصبن شغافا
- وسيّانِ في تَضْييعيَ الحزمَ أنَّني
- رهبتُ أماناً أو أمنتُ مخافا
- فما ليَ أُسقَى فيَّ أو في أصادِقي
- كؤوساً دِهاقاً لم يكنَّ سُلافا؟
- إذا صاحبي أضحَى سَقيماً منَ الأذى
- فما سرَّني أنِّي أبِيتُ مُعافَى
- ولم أنجُ من سوءٍ أصابَ معاشرى
- وعاج بخلٍّ أرتضيه وطافا
- دعونى َ منكمْ لا تردّون طالباً
- ولم تلبسوا إِلاّ الغرورَ عِطافا
- وكم ذا أريدتْ بالهوانِ بيوتكمْ
- فلمْ تجعلوا من دونهنَّ سجافا
- ولو كنتُمُ لمّا غمزتُمْ قناتَكُمْ
- على أَوَدٍ أَوسَعْتُمُوهُ ثِقافا
- وداويتُمُ الأدواءَ وهْيَ ضعيفة ٌ
- فكم من قويّاتٍ نَشَأْنَ ضِعافا
- لقيتم كما شئتم وسئناه فيكم
- ولكنّ أمراً جلَّ أن يتلافى
- كأنَّكُمُ رَكْبٌ على دوِّ قَفْرَة ٍ
- يُزَجِّي مطايا للنَّجاءِ عِجافا
- بمَهْلَكَة ٍ خِرِّيتُها هالكٌ بها
- وكم مرَّة ٍ شمَّ التّرابَ وسافا
- إذا هَيْقُها مدَّ الجناحَ فإنَّما
- إماءُ بنى لخمٍ مددنَ طرافا
- سَقى اللهُ أقواماً مضَوا لسبيلهمْ
- وقد ملؤوا سُبْلِّ الطِّماعِ عَفافا
- لهم في ندى ً سِيلوهُ أو بدؤوا بهِ
- أكفٌّ يناولن النّوالَ جزافا
- أجابوا أنوفَ الموتِ رغمَ أنوفنا
- فماذا جنى ذاك الهتافُ هتافا ؟
المزيد...
العصور الأدبيه