الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً >>
قصائدالشريف المرتضى
دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً
الشريف المرتضى
- دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً
- و لا تنظري إلاّ إلى حسنِ مخبري
- فإنّي وخيرُ القول ما كان صادقاً
- لدي الفخر سباقٌ إلى كلَّ مفخرِ
- أُعرِّسُ في دار الحِفاظِ وإنْ نأى
- وشَمَّرَ عنها كلُّ ماضٍ مُشمِّرِ
- و إن حال قومٌ عن هدى ً وتغيروا
- فإنِّي بِسَمْتِ القَصْدِ لم أتغيَّرِ
- و أعلمُ أنّ الدهرَ يعبثُ صرفهُ
- بما شاءَ من مال البخيل المُقَتِّرِ
- فإنّ الردى دينٌ علينا قضاؤهُ
- فبينَ مُسقًّى كأسِهِ ومؤخَّرِ
- و ليس كقومي في ندى وسماحة ٍ
- ولا معشرٌ في يومِ رَوْعٍ كمعشري
- هُمُ ضربوا للطَّارقين خيامَهمْ
- وهمْ رفعوا النِّيرانَ للمُتَنوِّرِ
- و همْ كشفوا يومَ الوغى طخياتهِ
- بكلّ طويل الساعدين عشنزرِ
- فإنْ كنتِ لا تدرين بأسي ونجدتي
- فقومي اسألي عن نَجدتي كلَّ عِثْيَرِ
- و كلَّ صفيحٍ بالضرابِ مثلمٍ
- وكلَّ وشيجٍ بالطِّعان مكسَّرِ
- وأينَ مُقامي إنْ جهلتَ إقامتي
- وجدك إلاّ في قطا كلَّ ضمرِ
- عذلتَ على تبذير مالي وهل ترى
- نجمعُ إلاَّ للجؤور المبذرِ ؟
- أفرقهُ من قبل أن حال دونه
- رحيليَ عنه بالحِمامِ المقَدَّرِ
- ومن قبلِ أنْ أُدْلَى بملساءَ قَفْرَة ٍ
- إلى جَدَثٍ ضَنْكِ الجوانبِ أغبرِ
- مضى قيصرٌ من بعد كسرى وخليا التـ
- ـلاعبَ في أموالِ كسرى وقيصرِ
- وجالَ الرَّجى في دورِ آلِ مُحرِّقٍ
- و زال بأجيالٍ لأبناء منذرِ
- ردوا لم يجاورا من حمامٍ سطا بهمْ
- بمالٍ عريضٍ أو عديدٍ مُجَمْهَرِ
- فبينَ كريمِ المفرقينِ متوجٍ
- وبينَ محلَّى المِعْصَمين مُسَوَّرِ
- و أصغوا إلى داعي الردى وتهافتوا
- تهافُتَ خَوَّارِ الأَباءِ المُسَعَّرِ
- وطرَّدهمْ عمّا ابتَنوْه كما هَفَتْ
- خريقُ رياحٍ بالسَّحاب الكنَهْوَرِ
- أزال فما أبقى لهمء من تكبرٍ
- وأخشعَ ما خلَّى لهمْ من تجبُّرِ
- وكانوا زماناً بهجة ً لتأمُّلٍ
- فآبوا انقلاباً حسرة ً لتذكرِ
المزيد...
العصور الأدبيه