الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> خلِّ المدامعَ في المنازلِ تسفحُ >>
قصائدالشريف المرتضى
خلِّ المدامعَ في المنازلِ تسفحُ
الشريف المرتضى
- خلِّ المدامعَ في المنازلِ تسفحُ
- والقلبُ من ذكرِ الأحبَّة ِ يفرحُ
- ما كانَ عندي أنَّ غِزلانَ النَّقا
- لوادِ طَرْفِي يوم رامة َ تسنح
- لمّا مَرَرْنَ بنا خطفْنَ قُلوبَنا
- وقلوبُهنّ مقيمة ٌ لا تبرحُ
- والدارُ من بعد الشواغفِ إنّما
- هي للجَوى والحزنِ مغنًى مَطرحُ
- للهِ زَوْرٌ زارنا وقتَ الكرى
- والليلُ جَوْنُ أديمِهِ لا يوضِحُ
- والعيسُ من بعدِ الكلالِ مُناخة ٌ
- والرَّكبُ فيما بينهنَّ مُطرَّحُ
- فيما طرقتَ وليلُنا مُستَحلِكٌ
- لو ما طرقْتَ وصُبحُنا متوضِّحُ
- بينا يؤلفنا أغمٌّ مُظلمٌ
- حتى يقرّقنا مضئٌ أجْلَحُ
- ياصاحبيَّ على الزمانِ تأملاً
- ما جرَّهُ هذا الزَّمانُ الأقبحُ
- في كلِّ يومً ليَ خليطٌ يَنتئي
- عنّي ودارٌ بالمسرة ِ تنزحُ
- وهمومُ صدرٍ كلَّما دافعتُها
- آلتْ طِوالَ الدَّهرِ لا تَتَزحزحُ
- لا أستطيعُ لها الشكاية َ خيفة ً
- والهمُّ لا يُشكى لقلبكَ أجْرحُ
- وإذا طلبتُ ليَ الإخاءَ فليسَ لي
- من بينهم إلاّ الّسَؤولُ الأرسحُ
- من كلِّ مشتهر العيوبِ وعندهُ
- أنَّ العيونَ لعيبهِ لا تَلمحُ
- ومجاورٍ ما كنتُ يوماً راضياً
- بجوارهِ ومشاورٍ لا ينصحُ
- ومعاشرٍ نبذوا الجميلَ فما لهمْ
- إلاّ بأودية ِ القبائحِ مَسرَحُ
- ومنَ البَليَّة ِ أنَّني حُوشِيتما
- أُمسي كما يَهْوى العدوُّ وأُصبحُ
- في كربة ٍ لا تَنْجلي وشَديدة ٍ
- لا تنقضي ودُجُنَّة ِ لا تُصبِحُ
- جَمري تناقَلُهُ الأكفُّ ولم تجدْ
- لَفْحاً له وجمارُ غيري تلفحُ
- وإذا عزمتُ على النّجاءِ فليس ما
- أنجو به إلاّ الطِّلاحُ الرُّزَّحُ
- قُل للَّذي يعدو به في مَهْمَهٍ
- طِرْفٌ تخيّرهُ الفوارسُ أقرحُ
- بلِّغْ بلغتَ عميدَنا وزعيمَنا
- ومشرِّفًا دُنيًا لنا لا يَمْصَحُ
- إنّي ببعدِكَ في بهيمٍ مُظلمٍ
- لمّا عداني مَن به أستصبحُ
- إنْ طابَ ليّ طعمُ الحياة ِ أمر!َهُ
- شوقٌ إليكَ كما علمتَ مبرِّحُ
- ولقد علمتُ زمانَ تَبغي كارهًا
- قُربي بِبُعدِكَ أنَّني لا أربحُ
- وأنا الذي من بعدِ نأيكَ مُبْعَدٌ
- عن كلِّ ما فيهِ الإرادة ُ مُنزَحُ
- في أسْرِ أيدٍ بالأذى مَفْتوحة ٍ
- لكنَّها عندَ النَّدى لا تُفتحُ
- ومهوِّنٌ عندي الشدائدَ أنّها
- تدنو الأنامَ وأنتَ عنها الأنزحُ
- وإذا عَدَتْكَ سهامُ دهرٍ ترتمي
- فدعِ السِّهامَ لجِلدِ غيرِك تجرحُ
- ما ضَرَّنا وقلوبُنا مُلتفَّة ٌ
- دَوٌّ تَعَرَّضُ بيننا أو صَحْصَحُ
- فالأبعدونَ معَ المودَّة حُضَّرٌ
- والأقربون بلا الموَّدة ِ نُزَّحُ
- ولقدْ فضحتَ معاشراً لم يبلغوا
- شأْوًا بلغتَ وفضلُ مثلك يفضحُ
- وتَركتنا من بعدِ حقٍّ كانَ في
- كفَّيكَ نَغبُقُ بالمُحالِ ونَصْبَحُ
- وإذا بنو عبد الرَّحيم تَبوَّءوا
- شِعْبًا فإنّي بينهُمْ لا أبرحُ
- المسرعون إلى الصّريخ فإن قضوا
- وَطَرَ الوَغَى فهُمُ الجبالُ الرُّجَّحُ
- لا أستطيعُ فراقهمْ ولربمّا
- فارقتُ مَن بفراقهمْ لا أسمحُ
- وأنا الجواد فإنْ سُئلتُ تحوُّلاً
- عن قربِكُم فأنا البخيلُ الشَّحْشَحُ
- قومٌ وقَوْني الشَّرَّ وهو مُصَمِّمٌ
- وكفونيَ "الضراءَ" وهي تُصرِّحُ
- إنْ ناكروا الأمرَ الذميمَ تباعدوا
- أو باكروا المَغنى الكريمَ ترَوَّحوا
- وإذا دَعوتَهُمُ لنصرِك منْ ردًى
- جاءتْ إليكَ بهمْ جِيادٌ قُرَّحُ
- مِثْلَ الدّبا لَفّتْهُ فينا زَعزَعٌ
- والسَّيلُ ضاق به علينا الأبطحُ
- والبيضُ في قلل الكُماة ِ غمودُها
- والسّمرُ من ماءِ التّرائبِ تُنضحُ
- فعليك منّي غائبًا عن مُقلتي
- فدموعها حتى تراهُ تسفَحُ
- تسليمَة ٌ لا تَنْقضي وتَحيَّة ٌ
- يمضي المدى وقليبها لا ينزحُ
- وصَفحتُ عن ذنبِ الزَّمانِ وإنّني
- عن ذنبهِ بفراقنا لا أصفحُ
المزيد...
العصور الأدبيه