الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أهاجَكَ ذكرٌ منهمُ ووساوسُ >>
قصائدالشريف المرتضى
- أهاجَكَ ذكرٌ منهمُ ووساوسُ
- و قد نزحتْ بيدٌ بهمْ وبسابسُ
- وما رَحلوا إلاّ وحشْوُ حُدوجِهمْ
- شموسٌ لروادِ الهوى ومقابسُ
- كأنَّ قطينَ الحيِّ لمّا تحمَّلوا
- جميعاً ضُحى ً جُنحٌ منَ اللّيلِ دامسُ
- أوِ الصَّخرُ من أعلامِ ثَهْلانَ زائلاً
- أو الدوحُ دوحُ الغابة المتكاوسُ
- فجادَ ديارَ العامريَّة ِ وابلٌ
- وعادَ ديارَ العامريَّة ِ راجِسُ
- و لا درستْ تلك الرسومَ ملموٌ
- ولارَمَسَتْ تلكَ الطُّلولَ الرَّوامسُ
- فقد طالما قضيتُ مأربة َ الصبا
- بهنَّ وندماني الظباءُ الأوانسُ
- و بيضٍ لبسنَ الحسنَ عن كلَّ ملبسٍ
- فزانَ لنا مالا تزينُ الملابسُ
- يعرن الصبا منْ لم يكن همهُ الصبا
- فيطمع فيه كلُّ من هو آيسُ
- و ساقطن عذباً من حديثٍ كأنهُ
- نسيمُ رياضٍ آخرَ الليل ناعسُ
- و لما التقينا والرقيبُ على الهوى
- يخالسنا من لحظهِ ونخالسُ
- أَرَيْنَ وجوهاً للجمال كأنَّها
- نصولٌ حبتها للقيونِ والمداوسُ
- فهنَّ كمالاً مالهنَّ صواحبٌ
- وهنَّ عَفافاً مالهنَّ حوارسُ
- حلفتُ بمن طافَ الحجيجُ ببيتِهِ
- و من هو للركنِ اليمانيَّ لامسُ
- و ايدي المطايا يبتدرن مغمساً
- وهنَّ خَميصاتُ البطون خوامِسُ
- طَواها السُّرى طيَّ الحريرِ على البِلَى
- فهنَّ قِسِيٌّ مالهنَّ مَعاجِسُ
- و منْ أمَّ جمعاً والمطيُّ لواغبٌ
- تماطلُ مضماضَ الكرى وتماكسُ
- و ما هرقوا عند الجمارِ على منى ً
- من الدمِ منه مستبلٌّ وجامسُ
- لقد ولدتْ منِّي النساءُ مُشيَّعاً
- له الرَّوْعُ مَغْنى ً والحروبُ مجالسُ
- و قد جربوا أني إذا احتدم الوغى
- لأِثَوابِها دونَ الكتيبة ِ لابسُ
- بضربٍ كما اختارتْ شفارُ " مناصلٍ "
- و طعنٍ كما شاء الكميُّ المداعسُ
- تطامنَ عني كلُّ ذي خنزوانة ٍ
- و غمض دوني الأبلجُ المتشاوسُ
- فلم يرَ لي لما سمقتُ مطاولٌ
- ولم يبقَ لي لمّا سبقتُ منافِسُ
- و ذللتها هوجاءَ " سامية " القرا
- وما كلُّ روّاضٍ تطيعُ الشّوامِسُ
- فقلْ للذي يبغي الفَخارَ ودونَهُ
- مفاوز لا تسطيعهنّ العرامسُ
- قعدتَ عن الحسنى وغيرك قائمٌ
- وقمتَ إلى السَّوأى وغيرُك جالسُ
- و رمتَ الذي لم تسعَ يوماً بطرقهِ
- ونَيْلَ الجَنَى عفواً وما أنتَ غارسُ
- وأنَّى ببرحِ الأمر في القومِ ناهضٌ
- و أنتَ عن الأمر المبرحِ " خانسُ "
- و لي النظرُ السامي إلى كلّ ذروة ٍ
- فكيفَ تُساميني العيونُ النَّواكِسُ
- ترومون أنْ تعلوا وأنتمْ أسافلٌ
- و أن تشرقوا فينا وأنتم حنادس
- نَهسْتُمْ لَعَمْري مَرْوَتي جَهلة ً بها
- فيا للنهى ماذا استفاد النواهسُ ؟
- و كيف عجميمْ هاتماً كلَّ عاجمٍ
- ومارستُمُ مَن كَلَّ عنه الممارسُ
- فما لعجاجي منكمُ اليومَ تابعٌ
- و لا لعبابي منكمُ اليومَ قامسُ
- فإنْ أنتُمُ أَقْذَيْتُمُ صفوَ عيشِنا
- فقد رغمتْ آنافكمْ والمغاطسُ
- وإنْ جرَّ دهرٌ نحوكُمْ بعضَ سعدِهِ
- فما أنتمُ في الدهرِ إلاّ المناحسُ
- و من ذا الذي لولاي آوى سروحكمْ
- وأنتمُ لآسادِ الخطوب فرائسُ
- وما البِيضُ بيضُ الهند لولا أكفُّها
- و ما الخيلُ يومَ الروع إلاّ الفوارسُ
- و إنْ أنتَ لم تحرسكَ نفسك نجدة ً
- فليسَ بحامٍ عن جنابِك حارسُ
- و مالك من كلّ الذين تراهمُ
- و إنْ غضبوا إلاّ الطلولُ الدولرسُ
المزيد...
العصور الأدبيه