الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ >>
قصائدالشريف المرتضى
ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ
الشريف المرتضى
- ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ
- وماذا الذى ينتابنى من خيالكِ ؟
- هجرتِ وأنتِ الهمُّ إذ نحنُ جِيرة ٌ
- وزرتِ وشحطٌ دارنا من دياركِ
- فما نلتقي إلاّ على نَشوة ِ الكرَى
- بكلّ خدارى ٍّ من اللّيل حالكِ
- يفرّق فيما بيننا وضحُ الضّحى
- وتجمعنا زهرُ النّجومِ الشّوابكِ
- وما كان هذا البذلُ منك سجيَّة ً
- ولا الوصلُ يوماً خَلَّة ً من خِلالِكِ
- فكيفَ التقينا والمسافة ُ بيننا
- وكيف خطرنا من بعيدٍ ببالكِ ؟
- وقد كنتِ لمّا أوسعونا وشاية ً
- بنا وبكمْ آيستنا من وصالكِ
- فلم يبقَ فى أيماننا بعد ما وهتْ
- عقودُ التَّصابي رُمَّة ٌ من حبالِكِ
- وليلة بتنا دون رملة ِ مربخٍ
- خطوتِ إلينا عانكاً بعد عانِكِ
- وما كان مَن يستوطنُ الرَّملَ طامعاً
- وأنتِ على وادى " القرى " فى مزاركِ
- ولمّا امتطيتِ الرّملَ كنتِ حقيقة ً
- بغير الهدى لولا ضياءُ جمالكِ
- تزورين شُعثاً ماطَلُوا اللّيلَ كلَّه
- على أعوجيَّاتٍ طِوالِ الحوارِكِ
- إذا خِفْنَ في تِيهٍ من الأرضِ ضَلَّة ً
- ولا ضوءَ أوْقَدْنَ الحصَى بالسَّنابِكِ
- سلامٌ على الوادي الذي بانَ أهلُهُ
- ضُحيّاً على أُدْمِ المطيِّ الرَّواتِكِ
- وفيهنّ ملآنٌ من الحسنِ مفعمٌ
- يفئُ بعزمِ النّاسك المتماسكِ
- يتاركنى وصلاً وبذلاً ونائلاً
- وموضعهُ فى القلب ليس بتاركى
- إذا افْتَرَّ يوماً أو تبسَّمَ مُغرباً
- فعن لؤلؤٍ عذبٍ نقى ّ المضاحكِ
- أبى الرّشفَ حتّى ليس يثنى بطيبه
- بُعَيْدَ الكَرى إلاّ فروعَ المساوِكِ
- ولمّا تنادوا غفلة ً برحيلهمْ
- فما شئتَ بين الحى ّ من متهالكِ
- ومن معقولٍ يشكو الفراقَ وواجمٍ
- ومِن آخذٍ ما يبتغيهِ وتاركِ
- مَضَوا بعد ما شاقوا القلوبَ ووكَّلوا
- بأعيننا فيضَ الدّموع السّوافكِ
- عشيّة َ لاثوا الرّبطَ فوق حدوجهمْ
- على مثلِ غزلان الصّريمِ الأواركِ
- يحدّثنَ عن شرخ الصّبا كلَّ من رأى
- تماماً لهنَّ بالثّدِيِّ الفَوالِكِ
- ألا إنَّ قوماً أخرجوكُنَّ قد بَغَوا
- وسَدُّوا إلى طُرْقِ الجميلِ مَسالكي
- هُمُ منحونا بِشْرَهمْ ثمَّ أَسْرجوا
- قلوباً لهمْ مملوءة ً بالحسائكِ
- تَرى السِّلْمَ منهمْ بادياً في وجوههمْ
- وبينَ ضلوعِ القومِ كلُّ المعاركِ
- وما نَقَموا إلاّ التّصامُمَ عنهمْ
- وصَفحي لهمْ عن آفكٍ بعد آفكِ
- وإنّى َ ألقى القولَ بالسّوءِ منهمُ
- بمَدْرَجِ أنفاسِ الرِّياحِ السَّواهكِ
- وأسترُ منهمْ جانبَ الذَّمِّ مُبْقياً
- على خارقٍ منهمْ لذاك " وهاتكِ "
- إذا كنتُمُ آتاكُم اللهُ رُشْدَكمْ
- تودّون ودّاً أنّنى فى الهوالكِ
- فمنْ ذاكُمُ أعددتُمُ لذمارِكمْ
- إذا قمتمُ فى المأزقِ المتلاحكِ ؟
- ومَن ذا يُنيلُ الثّأرَ عفواً أكفَّكمْ
- وتظفركمْ أيّامه " بالممالكِ " ؟
- ومن قوله يومَ الخصومة ِ فيكمُ
- يبرِّحُ بالخصمِ الألدِّ المماحِكِ
- ومَن دافَعَ الأيّامَ عن مُهَجاتِكمْ
- وهنَّ أخيذاتُ لأيدى المهالكِ ؟
- رأيتكمُ لا ترشحون لجاركمْ
- من الخير إلاّ بالضّعافِ الرّكائكِ
- يبيتُ خميصاً فى القضيض وأنتمُ
- كظيظون جثّامون فوق الأرائكِ
- تَنوبكُمُ أو شِلْوُهُ للمناهكِ
- وإنْ الذى يمريكمُ لعطائهِ
- لمستمطرٌ رفدَ الأكفّ المسائكِ
- ألا هلْ أرى فى أرضِ بابلَ أدرعاً
- تصول بأسيافٍ رقاقٍ بواتكِ ؟
- وهلْ أردنْ ماءَ الفراتِ قبيلة ً
- بلا ظمأٍ مشلولة ً بالنّيازكِ ؟
- يعُجُّ القنا بالطَّعنِ في ثُغَراتها
- عجيجَ المطايا جُنَّحاً للمباركِ
- وهلْ أَنافي فجٍّ من الأَرض خائفٌ
- أذودُ بأطراف القنا للصّعالكِ ؟
- فمن لي على كسب المحامِدِ والعُلا
- ورغمِ الأعادي بالصَّديق المشاركِ
المزيد...
العصور الأدبيه