الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى >>
قصائدالشريف المرتضى
أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى
الشريف المرتضى
- أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى
- وتَشكو، ولكن ليسَ تَشْكو إلى مُشْكِ
- فيا دمنة الحى ّ الذين تحمّلوا
- بوادي الغَضا ماذا ألمَّ بنا منكِ
- خشعتِ فلا عينٌ تراكِ لناظرٍ
- دثوراً ولا نطقٌ يخبّرنا عنكِ
- وأذْكرْتِني والشَّيبُ يضحكُ ثَغرُهُ
- بلمّتنا عهدَ الشّبيبة ِ والفتكِ
- ليالى َ لا حلمٌ لذى الحلمِ والنّهى
- ولا نسكٌ فيها يصابُ لذى نسكِ
- فللهِ أفواهٌ لقينَ أُنوفَنا
- بأذكى وقد ودَّعْن من عَبَقِ المسكِ
- وكم من سقيمٍ ليس نرجو شفاءهُ
- بأجراعكمْ أو من أسيرٍ بلا فكِّ
- فقلْ للأُلى تاركْتُهمْ لاحتقارِهمْ
- فأبصرَهمْ كفِّي وأَطمعَهمْ تركي
- لَكَمْ مَرَّة ٍ مَحَّصتكمْ وخَبَرْتُكمْ
- فبهرجكمْ نقدى وزّيفكمْ سبكى
- فلا يبعدَنْ مَن كنتُ بالأمس بينهمْ
- على هَضْبة ٍ الباني وفي ذِروة ِ السَّمكِ
- بلغتُ بهمْ ما لم تَنَلْهُ يدُ المنى
- وحُكِّمتُ حتَّى صرتُ أحكمُ في الملكِ
- وجاورتهمْ شمَّ العرانين كلّما
- معكتُ بهمْ جاروا " سبيلى " فى المعكِ
- كرامٌ فلا أموالُهمْ لُعبابِهمْ
- ولا دَرُّهمْ للحَقْنِ لُؤماً وللحَشْكِ
- وأفنية ٌ لا يُعرَفُ الضَّيمُ بينَها
- ولا الفقرُ مرهوبٌ ولا العيش بالضّنكِ
- همُ أخرجوا من ضيقِ سخطٍ إلى رضاً
- وهمْ أبدلوا قلبى اليقين من الشكِّ
- وهمْ نزَّهوني أنْ أذِلَّ لمطمعٍ
- وهمْ حقنوا لى ماءَ وجهى من السّفكِ
- وهمْ ملّكونى بعدما كنتُ ثاوياً
- مدى الدّهرِ واستعلوا بنجمى على الفلكِ
- وكنتُ وكانوا إلفة ً وتجاوراً
- مكان سرودِ العقدِ من مسلك السّلكِ
- مَضَوا لابديلٌ لي ولا عِوَضٌ بهمْ
- فها أنا ذا دهرى على فقدهمْ أبكى
المزيد...
العصور الأدبيه