الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أشاعرة ٌ بما نلقى ظلومُ >>
قصائدالشريف المرتضى
- أشاعرة ٌ بما نلقى ظلومُ
- فما نلقى وإنْ حقرتْ عظيمُ
- ولو صدق الوشاة ُ إليك عنّى
- لقالوا إِنّه دَنِفٌ سقيمُ
- أفاقوا من هوًى فلحوا عليه
- ومن لا يعرفُ البَلْوى يلومُ
- يلومُ على الهوى مَن ليس يدري
- وداداً أنَّه أبداً مُقيمُ
- وناموا والهوى سَقَمٌ دَخيلٌ
- طويلٌ لا ينامُ ولا يُنِيمُ
- وليلة َ زارنا منكمْ خيالٌ
- وجِلْدُ اللّيل من وَضَحٍ بَهيمُ
- وأحسبُهُ الضَّجيعَ على وِسادي
- وما رامَ اللّقاءَ ولا يرومُ
- وكيفَ يزورُ من بلدٍ بعيدٍ
- ولاعَنَقٌ هناك ولارَسيمُ؟
- ومعشوقٍ له نطقٌ رخيمٌ
- يُدِلُّ به ومُنْتَطَقٌ هَضيمُ
- لنا من لفظهِ دُرٌّ نَثيرٌ
- ومن ثغرٍ له درٌّ نظيمُ
- خلوتُ به وباطنه سليمٌ
- بلا دَنَسٍ وظاهرُه كليمُ
- لمنْ طللٌ وقفتُ به سحيراً
- أصيحابى وقد هوتِ النّجومُ ؟
- وللظَّلماءِ في الخضراءِ بُرْدٌ
- وُشومٌ بالكواكب أَو رُقومُ
- وعُجنا نحوَهُ والشَّوقُ حادٍ
- قلائصَ فى مغانيها القصيمُ
- وكيف سؤالُ رسمٍ "عن فريقٍ"
- ولم تعرف فتخبرك الرّسومُ ؟
- لفخر الملك فى شرف المعالى
- محلٌّ لا يُرامُ ولا يَرِيمُ
- وفضلٌ حلّ ساحته خصوصٌ
- وأفضالٌ تجلّلنا عمومُ
- خلائقُ كالزُّلالِ العَذْبِ أضحَى
- يزعزعه لدى صحرٍ نسيمُ
- وصدرٌ لا يبيت عليه حقدٌ
- وَلاَ تَسْرِي بِسَاحَتِهِ السَّخِيمُ
- وبشْرٌ قبلَ أنْ تكفِ العطايا
- يُشاهدُه فيستغني العديمُ
- وإنْ قِسناهُ فالتَّبريزُ نقصٌ
- لمن يَعدُوهُ والتَّبذيرُ لُومُ
- ألا قلْ للألى ملكوا البرايا
- وعشعش فى ديارهمُ النّعيمُ
- وحلّوا كلَّ شاهقة ِ المبانى
- منَ العلياء يسكنُها الكريمُ
- وطالتْ فيهمُ أيدٍ إذا ما
- تمنّوه كما طالتْ جسومُ
- ملوكٌ ما لهمْ طرفٌ دَنيٌّ
- يهابُ به ولا خُلُقٌ ذَميمُ!
- أرونا مثلَ فخرِ الملكِ فيكُمْ
- يَقومُ منَ الأمور بما يقومُ؟
- ومن خضعتْ لغرّتهِ النّواصى
- وقيدتْ فى أزمّتهِ القرومُ
- فللَّهِ انبعاثُكَ كلَّ يومٍ
- تسومُ منَ العظيمة ما تَسومُ
- على جرداءَ إنْ حبستْ فقصرٌ
- وإنْ ركضتْ لِهَمٍّ فالظَّليمُ
- وحولك فى ململة ٍ رجالٌ
- ركودٌ فى سروجهمُ جثومُ
- وفى أيديهمُ أسلٌ طوالٌ
- لها ذِمَة ٌ إلى الأَرواحِ هِيمُ
- إذا غضبوا رأيتَ الموتَ صِرْفاً
- على مُهَجِ الكرامِ بهمْ يحومُ
- وعيدُ النَّحْرِ يُخبرُ أنَّ ظِلاًّ
- مَنَنْتَ بهِ على الدّنيا يدومُ
- وقد جادتْ سحائبهُ سُعوداً
- ونُعْمى لاتجودُ بها الغيومُ
- فنلْ منه الطّلابَ فكلُّ يومٍ
- أَنالَكَ ماطلبتَ أخٌ حميمُ
- فعيشٌ لاتكونُ بهِ مُماتٌ
- ودهرٌ لستَ عاذره ملومُ
- وأُمُّ الدّهر ناسلة ٌ ولكنْ
- لمثلك أنْ يكون لها عقيمُ
- وما نخشى صروفَ الدّهرِ جمعاً
- وأنّك من بواثقها حريمُ
المزيد...
العصور الأدبيه