الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا >>
قصائدالشريف المرتضى
أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا
الشريف المرتضى
- أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا
- ومَن ليسَ يوماً للمنيَّة ِ ذائقا
- هو الموتُ ركّاضٌ إلى كلِّ مُهجة ٍ
- يُكِلُّ مطايانا ويُعْيي السَّوابقا
- فإنْ هو ولَّى هارِباً فهْوَ فائتٌ
- وإنْ كان يوماً طالباً كان لاحقا
- فكم ذا تغول النّائباتُ نفوسنا
- وتستلبُ الأهلينَ ثمَّ الأصادقا
- وكم ذا نعير المطمعات عيوننا
- وندنى إلى ريح الغرورِ المناشقا
- ولعشق فى دار الفناءِ مواطناً
- يعرّين منّا لم يكنّ معاشقا
- ونشتاقُ إمّا قالياً أو مُقاطعاً
- فيا شائقاً لى ما أضرّك شائقاً !
- ولو أنّنى وفّيت حقَّ تجاربى
- قطعتُ منَ الدَّهرِ العَثورِ العلائقا
- نطاح إلى الأجداثِ فى كلّ ليلة ٍ
- ونوسدُ فى فقرِ التّراب المرافقا
- فيا خبراً أذرى العيونَ جوامداً
- وأبقى القلوبَ السّاكناتِ خوافقا
- أتانى طروقاً وهو غيرُ محبّبٍ
- وكم جاءَ ما لا تَشْتهي النّفسُ طارقا
- وددتُ وداداً أنّه غير صادقٍ
- وكم قاتلٍ ما كنتُ أهواه صادقا
- أصابكَ من شهمِ الرَّدى ما أصابني
- وكان لجلدي قبلَ جلدِكَ خارقا
- ولو أنّنى حمّلتُ ثقلك كلّه
- حملتُ عَلوقاً بالذي كنتُ عالقا
- فإنْ يكُ غصنٌ من غصونك ذاوياً
- فقد أبقت الأيّامُ أصلك باسقا
- وإن يكُ نجمٌ غار بعد طلوعه
- فقد ملأتْ منك الشُّموسُ المشارقا
- أزال الرّدى منّا على الرّغم تلعة ً
- وأبقى لنا منك الجبالَ الشّواهقا
- وما ضرَّ والسِّربالُ باقٍ على الفتى
- إذا شعّثتْ منه الّليالى البنائقا ؟
- وفيكَ وفي صِنْوٍ له عِوضٌ به
- إذا نحن أنصفنا الخطوبَ الطّوارقا
- وساء به من سرّنا بمكانه
- وأفناه من أعطاه بالأمس رازقا
- حرمناهُ حظّاً بعد أنْ أخذتْ لنا
- على حظّنا منك الّليالى المواثقا
- وما كنتُ أخشى أنْ يسدَّ به الرّدى
- فُروجَ الليالي دونَنا والمخارقا
- وأنْ يحجبَ الصُّفّاحُ بيني وبينَهُ
- ويودعَه وسْطَ العَراءِ الشَّقائقا
- فيا أيّها ذا العادلُ " المقرمُ " الذى
- رضيناه خلقاً كاملاً وخلائقا
- تعزَّ عن الماضى ردًى بثوابه
- وكن بالذى يجزى على الصّبرِ واثقا
- فليس لمخلوقٍ وإن عضّه الرّدى
- فضاق ذراعاً أنْ يعارض خالقا
المزيد...
العصور الأدبيه