الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> هِيَ الجَرْعاءُ صادِيَة ٌ رُباها >>
قصائدالأبيوردي
هِيَ الجَرْعاءُ صادِيَة ٌ رُباها
الأبيوردي
- هِيَ الجَرْعاءُ صادِيَة ٌ رُباها
- فزرها يا هُذيمُ أما تراها
- وَخَلِّ بِها دُموعَكَ واكِفاتٍ
- وكيفَ السُّحبِ واهية ً كلاها
- وَلا تَذْعَرْ بِها أَدْماءَ تُزْجي
- بروقيها على لغبٍ طلاها
- أَتَنْسَى قَوْلَ صَحْبِكَ إذْ تَرَاءتْ
- هيَ ابنة ٌ وائلٍ لولا شواها
- فَأَنتَ تَخالُها ظَمْياءَ تَمْشي
- على خفرٍ وقد فقدتْ حلاها
- وما فتخاءُ تنفضُ كلَّ أرضٍ
- بِعَيْنٍ إنْ رَنَتْ بَلَغَتْ مَداها
- جَريمَة ُ ناهِضٍ يَشكو طَواهُ
- إليها وهيَ شاكية ٌ طواها
- فطارتْ والفؤادُ لهُ التفاتٌ
- إليهِ وقدْ عناهُ ما عناها
- تَصِيدُ وَلا تَحِيدُ وَلَوْ تَمطَّى
- بِها ما حاوَلَتْهُ إلى رَداها
- فَيُسِّرَ نُجْحُها وَلكُلِّ نَفْسٍ
- مِنَ الطَّلَبِ المَنيَّة ُ أوْ مُناها
- وعادتْ تبتغيهِ ولمْ تجدهُ
- وَكَادَ يُذِيبُ مُهْجَتَها جَواها
- وباتتْ وهي تنشدهُ بعينٍ
- مُؤرَّقَة ٍ يُصارِمُها كَراها
- بِأَبرَحَ مِنْ أَخيكَ أَسَى ً وَوَجْداً
- إذا الحَسْناءُ شَطَّ بِها نَواها
- نبيلة ُ ما تواري الأزرُ منها
- صَمُوتٌ حَجْلُها خَفِقٌ حَشاها
- لها بيتٌ رفيعُ السَّمكِ ضخمٌ
- بهِ تزهى إذا انتسبتْ أباها
- أُظنُّ الخَمْرَ ريقَتَها وَظَنِّي
- تحقِّقهُ إذا قبَّلتُ فاها
- متى ابتسمتْ تكشَّفَ عن أقاحٍ
- تُقَرِّطُهُنَّ سارِية ٌ نَداها
- أُحِبُ لحبِّها تلَعاتِ نَجْدٍ
- وما شغفي بها لولا هواها؟
- أما والرَّاقصاتِ تقلُّ ركباً
- كأنَّهمُ الصُّقور على مَطاها
- لتَرتمينَّ بِي وَاللَّيلُ داجٍ
- إِليها العِيسُ مائِلة ً طُلاها
- فإنَّ بِها أَواِنسَ نَاضَلَتنِي
- بألحاظٍ تغيظُ بها مهاها
- ومرتبعاً بهِ الغدرانُ تخدي
- إليها النَّاجِياتُ على وَجاها
- وَتلصِقُ صِحَّة ً بالدَّاءِ مِنْها
- إذا اعتنقتْ كلاكلها ثراها
المزيد...
العصور الأدبيه