الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> نَظرتُ خِلالَ الرَّكْبِ والمُزْنُ هَطَّالُ >>
قصائدالأبيوردي
نَظرتُ خِلالَ الرَّكْبِ والمُزْنُ هَطَّالُ
الأبيوردي
- نَظرتُ خِلالَ الرَّكْبِ والمُزْنُ هَطَّالُ
- إلى الجزعِ هَل تروَى بِواديهِ أَطلالُ
- وأَخفيتُ ما بي من هوى ً، وَمَطِيُّنا
- يلبِّسُ أُخراهُ بأولاهُ إِعجالُ
- وَقُلتُ لَهُمْ : جُرْتُمْ ، فَمِيلُوا إِلى اللِّوى
- وَما القَومُ - لولا حُبُّ عَلْوَة َ - ضُلاّلُ
- فَحيِّيتَ رَبعاً كاد يضحكُ رسمهُ
- وَنمَّ بِما أُخفي مِن الوَجدِ إِعوالُ
- وقد علموا أَنِّي أجرتُ رِكابَهُمْ
- فَقالُوا وهُم مِمَّا يُعانُونَ عُذّالُ
- أَرَاكَ الحِمى وادي الأَراكِ فَزُرْتَهُ
- وَضلَّ بنا مِمَّا نوافِقُكَ الضَّالُ
- وَقد نَفَعَتْني وَقْفَة ٌ في ظِلالِه
- فلم أُرعِهِم سمعي ولا ضرَّ ما قالوا
- وقلَّ لذاكَ الرَّبعِ مِنّا تحيَّة ٌ
- كما خالطَتْ ماءَ الغَمامَة ِ جِريالُ
- تَعَثَّرُ في أذيالِهِنَّ خَمائِلٌ
- إذا انْسَحَبَتْ فيهِ مِن الرّيحِ أَذْيالُ
- لياليهِ أسحارٌ، وَفيهِ هَواجرٌ
- كَما خَضِلَتْ، والشَّمسُ تنعسُ، آصالُ
- فلم يبقَ إلاّ غُبَّرٌ من تذكُّرٍ
- إِذا لاحَ مَغْنى ً لِلْبَخيلَة ِ مِحْلالُ
- وَقَد خَلَفَ الدَّهْرُ الغَواني ، فَصَرْفُهُ
- كَأَلْحاظِها في مَنْزِلِ الحَيِّ مُغْتالُ
- وَلم أَدرِ منْ أَدنى إلى الغَدرِ: صاحِبي
- أَم الدَّهْرُ أم مَهْضومَة ُ الكَشْحِ مِكْسالُ
- منَ العَربيِّاتِ الحِسانِ كأنّها
- ظِباءٌ تُناغِيها بِوجرَة َ أَطفالُ
- يُباهي بِها اللَّيْلُ النَّهارَ ، فَشُبْهُهُ
- عُقودٌ ، وَمِن عَيْنِ الغَزالَة ِ أَحْجالُ
- فَلا وَصلَ حَتَّى يذرعَ العِيسُ مَهمَهاً
- إذا الجِنُّ غنَّتنا بهِ رَقصَ الآلُ
- نزورُ إماماً يعلمُ الله أنَه
- مُطِيقٌ لأعْباءِ المَكارِمِ مِفْضالُ
- يَضِيقُ عَلى قُصَّادِهِ كُلُّ مَنْهَجٍ
- فَقد مَلأَتْ أَقطارَهُ عَنهُ قُفَّالُ
- إِليكَ ابنَ عمِّ المُصْطَفى تَرتَمي بِنا
- رَكائِبُ أَنْضاهُنَّ وَخْدٌ وإرْقالُ
- لَئِنْ لَوَّحَتْنا الشَّمسُ- وَالبُرْدُ مُنْهِجٌ-
- فَقَد يَبْلُغُ المَجْدَ الفَتى وَهْوَ أَسْمالُ
- ولم يبقَ مِنّي في مُهاواتنا السُّرى
- ومن صاحبي إلاّ نجادٌ وسربالُ
- أَضاءت لنا الأيَّامُ في ظلِّ دولة ٍ
- بِعَدْلِكَ فِيها لِلرَّعِيَّة ِ إِهْلاَلُ
- ومَا الأَرْض إِلا الغَابُ أّنْتُمْ أُسودُهُ
- وهَلْ يُسْتَباحُ الغَابُ يَحْمِيهِ رِئْبالُ
- وَإِنَّ امْرأً وَلَّيْتَه الحَرْبَ لاقِحاً
- قَليلٌ لَهُ في مُعْضِلِ الخَطْبِ أَمْثالُ
- تَتَبَّعَ أهواءَ النُّفوسِ فَصَرَّحَتْ
- بِجُبِّكَ أقوالٌ لَهُنَّ وأَفْعالُ
- وَسكَّنَ روعَ النّائباتِ بعزمة ٍ
- يذلُّ لها في حَومة ِ الحربِ أَبطالُ
- فلم يستشِر حَدَّيهِ أبيضُ صارمٌ
- وَلا هَزَّ مِن عِطْفَيْه أَسْمَرُ عَسَّالُ
- وردَّتُ صدورُ الخيلِ وهي سليمة ٌ
- كما سلمت في الروَّعِ منهنّ أَكفالُ
- عَلى حينَ صاحَتْ بِالضَّغائِنِ فِتْنَة ٌ
- وَمَدَّتْ هَوادِيها إلى القَوْمِ آجالُ
- ولَو لَمْ تَوَقَّرْها أَناتُكَ لا لْتَقَتْ
- بِمُعْتَرَكِ الهَيجاءِ هامٌ وأَوْصالُ
- فأنت اللبابُ المحضُ من آل هاشمٍ
- وَرُبَّ مُغالٍ ، في المدحي نَبَذْتُهُ
- عليكَ التقى بالفخرِ عمروٌ وعامرٌ
- فَللّه أَعمامٌ نَمَوْكَ وأخوالُ
- أَغَرُّ كِنانِيٌ عَلَتْ مُضَرٌ بِهِ
- وَأروعُ مِن عُلْيَا رَبيعَة َ ذَيّالُ
- هُمُ القَوْمُ يَقْرُونَ الرَّجاءَ عَوارِفاً
- على ساعة ٍ فيها السَّمَاحة ُ أقوالُ
- بِمُسْتَمْطِراتٍ مِن أَكُفٍّ كَريمَة ٍ
- تزاحمُ آجالٌ عليها وآمالُ
- إِذا أَنْعَموا أَغْنَوْا ، وَإِنْ قَدَرُوا عَفَوْا
- وإنْ ساجلوا طالُوا، وإنْ حاولُوا نالوا
- وَتلكَ مَساعِيهِمْ فَلَو شِئْتُ حَدَّثَتْ
- بما استودِعَتْ منها شهورٌ وأحوالُ
- وَللشِّعرِ منها ما أُؤَمِّلُ فالعُلا
- إِذا لَم أَسْمِها بِالقَصائِدِ- أَغْفالُ
- وربَّ مغالٍ، في مَديحي نبذتُهُ
- وَرائي ، فَخَيْرٌ مِن أيادِيهِ إِقْلالُ
- وَعِفْتُ ثَراءً دونَه يَدُ باخِلٍ
- إذا لَمْ أَصُنْ عِرضي فلا حَبَّذا المالُ
- ولم أرْضَ إِلاّ بِالخَلائِفِ مَطْلَباً
- فَما خاملٌ ذِكري ، ولا النَّاسُ أشكالُ
- وأَعتقتُ- إلاّ من نوالكَ- عاتقي
- على أنَّ أطواقَ المواهبِ أَغلالُ
المزيد...
العصور الأدبيه