الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَواعِجُ الحُبِّ أُخفيها وَأُبديها >>
قصائدالأبيوردي
لَواعِجُ الحُبِّ أُخفيها وَأُبديها
الأبيوردي
- لَواعِجُ الحُبِّ أُخفيها وَأُبديها
- والدَّمْعُ يَنشُرُ أَسْراري وَأَطْويها
- وَلَوْعَة ٌ كَشَباة ِ الرُّمْحِ يُطْفِئُها
- تَجَلُّدي وَأُوارُ الشَّوقِ يُذكيها
- إِحْدى كِنانَة َ حَلَّتْ سَفْحَ كاظِمَة ٍ
- غَداة َ سألَ بِظُعْنِ الحَيِّ واديها
- فَلَسْتُ أدري أَمِنْ دَمْعٍ أُرَقْرِقُهُ
- أَمْ مِنْ مَباسِمِها ما في تَراقيها
- ذَكَرْتُ بِالرَّمْلِ مِنْ حُزْوَى رَوادِفَها
- وَالعَيْنُ تَمْرَحُ عَبْري في مَغانيها
- بحيثُ تَرشَحُ أُمُّ الخِشْفِ واحِدَها
- على مَذانِبَ تَرْعى في مَحانيها
- دارٌ على عَذَباتِ الجِزْعِ ناحِلَة ٌ
- تُميتُها الرِّيحُ والأَمطارُ تُحْييها
- حَيَّيْتُها وَجُفونُ العَيْنِ مُتْرَعَة ً
- بِأَدْمُعٍ رَسَبَتْ فيها مَآقيها
- وَقَلَّ لِلدّارِ منّي مَدْمَعٌ هَطِلٌ
- وَعَبْرَة ٌ ظَلْتُ في رُدْني أُواريها
- فقد نَضَوْتُ بِها الأَيَّامَ ناضِرَة ً
- تُغْني عَنِ السَّحَرِ الأَعْلى لَياليها
- أَزْمانَ أَخْطِرُ في بُرْدَيْ هَوى ً وَصِباً
- بِلِمَّة ٍ يُعْجِبُ الحَسْناءَ داجيها
- فَانْجابَ لَيْلُ شَبابٍ كنتُ آلَفُهُ
- إذ لاحَ صُبْحُ مَشيبي في حَواشيها
- يا سَرْحَة َ القاعِ رَوَّاكِ الحَيا غَدَقاً
- مِنْ دِيمة ً هَطَلَتْ وُطْفاً عَزاليها
- زُرْناكِ وَالظِّلُّ أَلْمى فَاسْتُريبَ بِنا
- ولم يُنِخْ عِنْدَكِ الأَنْضاءَ حاديها
- وَمَسْرَحُ المُهْرَة ِ الدَّهْماءِ مُكْتَهِلٌ
- لَوْ كانَ بِالرَّوْضَة ِ الغَنَّاءِ راعيها
- لَوَيْتُ عَنْهُ عِناني وَهْيَ تَجْمَحُ بي
- وَالبيضُ مُرْتَعِداتٌ في غَواشيها
- مُهْرَ الفَزارِيِّ غُضَّ الطَّرْفَ عن نُغْبٍ
- يُروي بِها إبِلَ العَبْسِيِّ ساقيها
- فقد نَمَتْكَ جيادٌ لا تُلِمُّ بِها
- حَتّى تَرى السُّمْرَ مُحْمَرّاً عَواليها
- كَأَنَّ آذانَها الأَقلامُ جارِيَة ً
- بِما نبا السَّيْفُ عَنْهُ في مَجارِيها
- منها النَّدى وَالرَّدى فالمُعْتفونَ رَأَوْا
- أَرْزاقَهُمْ مَعَ آجالِ العِدا فيها
- بِكَفِّ أَرْوَعَ لَمْ يَطْمِحْ لِغايَتِهِ
- ثَواقِبُ الشُّهُبِ في أَعْلى مَساريها
- يُمْطي ذُرا الشَّرَفِ العاديِّ هِمَّتَهُ
- مُلْقى ً على الأَمَدِ الأَقصى مَراسيها
- ذو سُؤْدَدٍ كَأَنابيبِ القَنا نَسَقٍ
- في نَجْدَة ٍ من دماءِ الصِّيدِ تُرْويها
- يُزْهى بِها الدَّهْرُ وَالأيّامُ مُشْرِقَة ٌ
- تَهُزَّ في ظِلِّهِ أَعْطافَها تيها
- وَعُصْبَة ٍ مُلِئَتْ أَسْماعُهُمْ كَلِماً
- ظَلِلْتُ أَخْلُقُها فيهِمْ وَأَفْريها
- أُوطَأْتُهُمْ عَقِبي إذ فُقْتُهُمْ حَسَبا
- بِراحَة ٍ يَرْتَدي بِالنُّجْحِ عافيها
- فَقُلِّدَ السَّيْفَ يَوْمَ الرَّوْعِ طابِعُهُ
- وَأُعطيَ القَوْسَ عِنْدَ الرَّميِ باريها
- أَرى أُهيلَ زماني حاوَلوا رُتَبي
- وَلِلِنُّجومِ ازوِرارٌ عَنْ مَراقيها
- وَلِلصُّقَورِ مَدى ً لا تَرْتَقي صُعُداً
- إليهِ أَغْرِبَة ٌ تَهْفو خَوافيها
- لولا مَساعيكَ لم أَهْدِرْ بِقافِيَة ٍ
- يكادُ يَسْتَرْقِصُ الأَسْماعَ راويها
- إذا وَسَمْتُ بِكَ الأَشْعارَ أَصْحَبَ لي
- أَبِيهُّا فيكَ وَانْثالَتْ قَوافيها
المزيد...
العصور الأدبيه