الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> غداً أبطنُ الكشحَ الحسامَ المهنَّدا >>
قصائدالأبيوردي
غداً أبطنُ الكشحَ الحسامَ المهنَّدا
الأبيوردي
- غداً أبطنُ الكشحَ الحسامَ المهنَّدا
- إذا وقذَ الحيَّ الهوانُ وأقصدا
- ولله فهريٌّ إذا الوردُ رابهُ
- أبى الرِّيَّ واختارَ المنيَّة َ موردا
- يراقبُ أفراطَ الصَّباحِ بناظرٍ
- يساهرُ في المسرى جديّاً وفرقدا
- ولو بقيت في المشرفيَّة ِ هبَّة ٌ
- ضربتُ لداعي الحيِّ بالخصبِ موعدا
- وهل ينفعُ الصَّمصامُ من يرتدي بهِ
- بحيثُ الطُّلى تفرى إذا كانَ مغمدا
- فما أرضعتني درَّة َ العزِّ حرَّة ٌ
- لَئِنْ لم أَذَرْ شِلْوَ ابنِ سَلْمَى مُقدَّدا
- تَريعُ إليهِ كُلَّ مُمْسى ً وَمُصْبَحٍ
- حَصانٌ تَشُقُّ الأَتْحَمِيَّ المُعَضَّدا
- بِعَيْنٍ تَفُلُّ الدَّمْعَ بالدَّمْعِ ثَرَّة ٍ
- أَفاضَتْ على النَّحْرِ الجُمانِ المُبَدَّدا
- وَطيْفٍ سَرى وَاللّيْلُ يَنْضو خِضابَهُ
- وَيَجْلو علَينا الصُّبْحَ خَدَّاً مُوَرَّدا
- أَتى ، والثُّريّا حِلَّة ُ الغَوْرِ، مَعْشَراً
- كراماً بأطرافِ المروداتِ هجَّدا
- يَرومونَ أَمراً دونَهُ رَبُّ سُرْبَة ٍ
- لُهامٍ تَشُبُّ الكَوْكَبَ المُتَوَقِّدا
- وصلنا بهِ سمرَ الرِّماحِ وربّما
- هَجَرْنا لهَا بِيضَ التّرائِبِ خُرَّدا
- وإنّي على ما فِيَّ مِنْ عَجْرَفِيَّة ٍ
- إذا ما الْتَقَى الخَيْلانِ، أَذْكُرُ مَهْدَدا
- هِلاليَّة ٌ أَكْفاؤُها كُلُّ باسِلٍ
- بَعيدِ الهَوى ، إنْ غارَ لِلْحَرْبِ أَنْجَدا
- رَمَتْني بِعَيْنَيْ جُؤْذَرٍ وَتَلَفَتَتْ
- بذي غيدٍ يعطو بهِ الرِّيمُ أجيدا
- فيا خادييها سائقينِ طلائحاً
- تَجوبُ بِصَحْراءِ الأَراكَة ِ فَدْفَدا
- إذا أصغرت أو أكبرت في حنينها
- ظَلِلْتُ على آثارِهِنَّ مُغرِّدا
- أَفيقا قَليلاً مِنْ حُداءِ غَشَمْشَمٍ
- أقامَ من القلبِ المعنّى وأقعدا
- فَإنّكُما إنْ سِرْتُماهَا بِهُدْنَة ٍ
- رَمَتْ بِكُما نَجْداً مِنْ اليَومِ أوْغَدا
- وسيّانِ لولا حبُّها عامرَّية ً
- غرابٌ دعا بالبينِ أو سائقٌ حدا
- وَكُلُّ هَوى ً نَهْبَ اللَّيالي وَحُبُّها
- إذا بَلِيَتْ أَهْواءُ قَوْمٍ تَجَدَّدا
- وعاذلة ٍ نهنهتُ من غلوائها
- وَكُنْتُ أَبِيّاً لا أُطيعُ المُفَنِّدا
- إذا اسْتَلَّ مِنّي طارِقُ الخَطْبِ عَزْمَة ً
- فلابُدَّ مِنْ نَيْلِ المَعالي أَوِ الرَّدى
- أأسحبُ ذيلي في الهوانِ وأسرتي
- تَجُرُّ إلى العِزِّ الدِّلاصَ المُسَرَّدا
- ولي من أميرِ المُؤمِنينَ إيالَة ٌ
- سَتُرْغِمُ أَعْداءً وَتَكْمِدُ حُسَّدا
- هي الغاية ُ القصوى إذا اعتلقت بها
- مآربُ طلاّبِ العلا بلغوا المدى
- أَغَرُّ مَنافيٌّ يَمُدُّ بِضَبْعِهِ
- جُدودٌ يُعالُونَ الكَواكِبَ مَحْتِدا
- تبرَّعَ بالمعروفِ قبلَ سؤالهِ
- فلم يبسطِ العافي لساناً ولا يدا
- فَرُحْنابِمالٍ فَرَّقَ المَجْدُ شَمْلَهُ
- وَراحَ بِحَمْدٍ ضَمَّ أَشْتاتَهُ الندى
- حَلَفْتُ بِفَتْلاءِ الذِراعِ شِمِلَّة ٍ
- تخبُّ بقرمٍ من أميَّة َ أصيدا
- وَتَهْوي إلى البَيْتِ العَتيقِ ، وَرَبُّها
- إذا غالَ من تأويبهِ البيدُ أسأدا
- أَظَلَّتْ مُحِلَّيْ طيّءٍ مِنْهُ وَقْعَة ٌ
- فكادوا يُبارونَ النَّعامَ المُطَرَّدا
- ولاقى رَئيسُ القَوْمِ عَمْرو بنُ جابِرٍ
- طِعاناً يُنَسِّيهِ الهَدِيَّ المُقَلدا
- لأستودِ عنَّ الدَّهرَ فيكم قصائداً
- وهنَّ يوشّحنَ الثَّناءَ المخلَّدا
- زجرتُ إليكم كلَّ وجناءَ حرَّة ٍ
- وأدهمَ محجولَ القوائمِ أجردا
- فألبستموني ظلَّ نعمى كأنَّني
- أُجاوِرُ رِبْعِيّاً مِنْ الرَّوْضِ أَغْيَدا
- تَسيرُ بِها الرُّكْبانُ شَرْقاً وَمَغْرِباً
- وَيَسْري لها العافونَ مَثْنى وَمَوْحَدا
- وكم لكَ عندي منَّة ً لو جحدتها
- لَقامَ بِها أَبناءُ عدنانَ شُهَّدا
- بِمُعْتَرَكِ العِزِّ الّذي في ظِلالِهِ
- أفلُّ شبا الخطبِ الّذي جارَ واعتدى
- يَظَلُّ حَوالَيْهِ المَساكِينُ عُوَّذاً
- بخير إمامٍ، والسَّلاطينُ سجّدا
- عليهِ من النُّورِ الإلهيِّ لمحة ٌ
- إِذا اكْتحَلَ السّاري بلأْلائِها اهْتَدى
- ورثتَ عبيدَ اللهِ عمَّكَ جودهُ
- وأشبهتَ عبدَ اللهِ جدَّكَ سؤددا
المزيد...
العصور الأدبيه