الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> طَلَبْنا النّوالَ الغَمْرَ، وَالخَيرُ يُبْتَغى >>
قصائدالأبيوردي
طَلَبْنا النّوالَ الغَمْرَ، وَالخَيرُ يُبْتَغى
الأبيوردي
- طَلَبْنا النّوالَ الغَمْرَ، وَالخَيرُ يُبْتَغى
- فلمْ نَرَ أنْدى مِنْكَ ظِلاًّ وَأَسْبَغا
- وزرنا بني كعبٍ فخلنا وجوههمْ
- شموساً نبتْ عنها النَّواظرُ بزَّغا
- فأنتَ الحيا والجودُ يغبرُّ أفقهُ
- وليثُ الشَّرى والبأسُ يحمرُّ في الوغى
- وتسطو كما يعتنُّ في جريانهِ
- أتيٌّ إذا ماردَّ ريعانهُ طغى
- وَلَولاكَ لَمْ تَرْضَعْ غَوادِيَ مُزْنَة ٍ
- خَمَائِلُ تَضْحي السُّحْبُ عَنْهُنَّ رُوغَّا
- لكَ الرّاحَة ُ الوَطْفاءُ يُربي نَوالُها
- على مطرٍ في صفحة ِ الأرضِ رسَّغا
- وعزمة ُ ذي شبلينِ إنْ شمَّ مرغماً
- أخاضَ النَّجيعَ الوردَ ناباً وأولغا
- ونادٍ يغضُّ الطَّرفُ فيهِ مهابة ً
- ولا ينقلُ العوراءُ عنهُ ولا اللَّغا
- فلا الماحلُ الواشي يفوهُ بباطلٍ
- لديهِ، ولا الإصغاءُ يدني المبلِّغا
- يكادُ فَمُ الجَبّارِ يَرْشُفُ بُسْطَهُ
- إذا الخَدُّ في أَطرافِهِنَّ تَمرَّغا
- إذا ما مَخَضْتَ الرّأْيَ وَالخَطْبُ عاقِدٌ
- نَواصِيَهُ بانَ الصَّريحُ مِنَ الرُّغا
- تَشيمُ الظُّبا حَتّى إذا الحَرْبُ أُلْقِحَتْ
- هَزَزْتَ حُساماً لِلجَماجِمِ مِفْدَغَا
- غدا والرّدى تستنُّ في شفراتهِ
- يَميرُ دَماً بالحائِنينَ تَبَيَّغا
- فَما الرَّأيُ إِلاّ أَنْ يُضَرِّجَ غَرْبَهُ
- بِهِ تَحْتَ أَذيالِ العَجاجِ وَيَصْبُغا
- ولا عزَّ حتّى تتركُ القرنُ مرهقاً
- حمتهُ العوالي أن يعيثَ وينزغا
- فبكِّرْ عليهِ بالأراقمِ لسَّعاً
- وأسرِ إليهِ بالعقاربِ لدَّغا
- وَأَرْعِفْ شَباة َ الرُّمْحِ، فَالنَّصْرُ حائِمٌ
- عليكَ إذا ما الطَّعنُ بالدَّمِ أوزغا
- وكلّ امرئٍ جازى المسيءَ بفعلهِ
- فلا حَزْمَهُ أَلْغَى ، ولا الدّينَ أَوْتَغَا
- فِدى ً لكَ مَنْ يَطوي الهِجاءُ أديمَهُ
- على حَلَمٍ إذْ لَمْ يَجِدْ فيهِ مَدْبَغا
- وَقَدْ نَعَشَتْهُ ثَرْوَة ٌ غيرَ أَنَّهُ
- أَعَدَّ بِها لِلذَّمِّ عِرْضاً مَمَشَّغا
- فَإنَّ ازْدِيادَ المالِ مِنْ غَيْرِ نائِلٍ
- يَشين الفَتى كَالسِّنِ لُزَّ بِهِ الشَّغا
- إذا صيحَ بالأمجادِ أقمأَ شخصهُ
- وَإِنْ زَأَرَ الضِّرغامُ في غابِهِ ثَغا
- وإن هدرتْ يومَ الفخارِ شقاشقٌ
- شحا فاهُ يستقري الكلامَ الممضَّغا
- تلوبُ المنى من راحتيهِ على صرى ً
- وتمتاحُ بحراً من يمينكَ أهيغا
- وَشارِدَة ٍ يَطوي بِها الأرضَ بازِلٌ
- إذا اضطربَ الأعناقُ من لغبٍ رغا
- أَدارَ بِها الرّاوي كُؤوسَ مُدامَة ٍ
- يَظَلُّ فَصيحُ القَوْمِ مِنْهُنَّ أَلْثَغا
- وَدونَ قَوافيها كبا كُلُّ شاعِرٍ
- إذا قيدَ كرهاً في أزمَّتها ضغا
- فذلَّلتها حتّى تحلَّتْ بمنطقٍ
- يردُّ على أعقابِ وحشيِّها اللُّغا
- أَراكَ بِطَرفٍ ما زَوى عَنْكَ لَحْظَهُ
- ولا افترَّ عن قلبٍ إلى غيركم صغى
- بقيتَ ضجيعَ العزِّ في خضنٍ دولة ٍ
- لَبِسْتَ بِها طَوْقَ الأَهِلَّة ِ مُفْرَغا
المزيد...
العصور الأدبيه