الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> ثَنى عِطْفَهُ لِلْبارِقِ المُتَأجِّجِ >>
قصائدالأبيوردي
ثَنى عِطْفَهُ لِلْبارِقِ المُتَأجِّجِ
الأبيوردي
- ثَنى عِطْفَهُ لِلْبارِقِ المُتَأجِّجِ
- كَما عَلِقَتْ نارٌ بِأَطْافِ عَرْفَجِ
- وقد صَغَتِ الجَوْزاءُ وَالفَجْرُ ساطِعٌ
- كَما لَمَعَتْ رَيّا إِلَيَّ بِدُمْلُجِ
- فَبِت أُراعيهِ على حَدٍّ مِرْفَقٍ
- بِطَرْفٍ مَتى يَطْمَحُ بِهِ الشَّوقُ أَنشِجِ
- وكادَتْ عَذارى الحَيِّ يَقْبِسْنَ نارَهُ
- إذا ما تَلَوَّتْ في السَّنا المُتَوَهِّجِ
- وَشَوْقي حَليمٌ غَيْرَ أَنَّ صَبابَة ً
- تُسَفِّهُ حِلَْ الوامِقِ المُتَحَرِّجِ
- إذا ما سَرى بَرْقٌ وَقَدْ هَبَّتِ الصَّبا
- كَلِفْتُ بِذِكْرَى أَكْحَلِ العَيْنِ أَدْعَجِ
- فَفي وَمَضانِ البَرْقِ مِنْهُ ابْتِسامَة ٌ
- وَلِلرِّيحِ رَيّا نَشْرِهِ المُتَأَرِّجِ
- لَبَيْتٌ بِأَعْلى تَلْعَة ٍ في ظِلالِهِ
- مَلاعِبُ خَفّاقٍ مِنَ الرِّيحِ سَجْسَجِ
- تَشُدُّ النَّزارِيّاتُ أَطْنابُهُ العُلا
- بِأَرْضٍ يَلوذُ الطَّيْرُ فيها بِعَوْسَجِ
- وَيَمْشِينَ رَهْواً مِشْيَة ً قُرَشِيَّة ً
- تَنُوءُ بِكُثْبانِ النَّقا المُتَرَجْرِجِ
- وَتُشْرِقُ بِالوَرْدِ الخُدودُ نَواضِراً
- إذا ابتَسَمَتْ عَنْ أَقْحُوانٍ مُفَلَّجِ
- وَنَغْمَة ُ راعي الذَّوْدِ يُزْجِي إفالَهُ
- بِدعِصٍ يُهاديِهِ نَدى اللَّيلِ، أَثْبَجِ
- وغارَتُنا والصُّبْحُ حَطَّ لِثامَهُ
- عَلى كُلِّ موّارِ المِلاطَيْنِ أَْهوَجِ
- أَحبَّ إلَيْنا مِنْ قُوَيْقٍ وَضَجْعَة ٍ
- على زَهَرٍ يَسْتَوْقِفُ العَيْنَ مُبْهِجِ
- فَلِلّهِ مَرأى ً بِالعَقيقِ ومَسْمَعٌ
- عَشِيَّة َ مَرَّتْ بِالحِمى أُخْتُ مُدْلِجِ
- يَحُفُّ بِها مِنْ فَرْعِ خِنْدِفَ غِلْمة ٌ
- كِنانِيَّة ٌ تَنْحو خَمائِلَ مَنْعِجِ
- أمالوا العَوالي بَيْنَ آذانِ قُرَّحٍ
- تَرَدَّدْنَ في آلِ الضُّبَيْبِ وَأَعْوَجِ
- فَلَمْ أرَ أُسْداً قَبْلَهُمْ تَحْتَ أَدْرُعٍ
- وَلا رَشَأً مِنْ قَبْلِها وَسْطَ هَوْدَجِ
- تَجَلَّتْ لَنا كَالشَّمْسِ، يَكْنُفُ خِدْرَها
- بُدورٌ تَوارَتْ مِنْ حُدوجٍ بِأَبْرجِ
- فَما اكتَحَلَتْ عَيْني وَللبَيْنِ رَوْعَة ٌ
- بِأَحْسَنَ مِنْ يَوْمِ الوَداعِ وَأَسْمَجِ
- وَهاجَتْ تَباريحُ الصَّبابَة ِ وَالهَوى
- بَلابِلَ مِنْ صَدْرٍ على الوجْدِ مُشْرَجِ
- كَأَنَّ فُؤادي بينَ أَحشاءِ مُجرِمٍ
- دَعاهُ الفَتى الجُوثِيُّ يَخْشى وَيَرْتَجي
- يُلِمُّ بِمَغْشيِّ الرُّواقَيْنِ ماجِدٍ
- يُساجِلُ أَنْواءَ الرَّبيعِ المُثَجَّجِ
- وَيَنْسِبَهُ آلُ المُسَيبِ في الذُّرا
- إلى كُلِّ مَشْبوحِ الذِّراعَيْنِ أَبْلَجِ
- وَتُعْرَفُ فيهِ من وَهيبٍ وَجَعْفَرٍ
- شَمائِلُ مَنْ يَفْخَرْ بِها لا يُلْجِلجِ
- سَماحٌ إذا ألْقَى الشِّتاءُ جِرانَهُ
- وَهَبَّتْ لَكَ النَّكْباءُ مِنْ كُلِّ مَنْأَجِ
- وَطَعْنٌ يُجِرُّ القِرنَ عالِيَة َ القنا
- وَيَخْطِرُ مِنْهُ في الرِّداءِ المُضَرَّجِ
- وَتيهٌ عُقَيليٌّ كَأَنَّ دِلاصَهُ
- يُزَرُّ على ذي لِبْدَتَيْنِ مُهَيَّجِ
- عليك بَهاءَ الدَّولتينِ تَعَطَّفَتْ
- هَوازِنُ في جُرْثومِها المُتَوَشِّجِ
- تخوضُ الوَغى وَالقَوْمُ ما بينَ مُلْجِمٍ
- أَتاهُ الصَّريخُ العامِرِيُّ ، وَمُسْرِجِ
- إذا اعْتَقَلَ القَيْسيُّ رُمْحاً تَكَسَّرَتْ
- أَعالِيهِ في صَدْرِ الكَمِيِّ المُدَجَّجِ
- فَكَم لَكَ مِنْ يَوْمٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ
- وَقَتْلَى عَلَيْها الأَنْسُرُ الفُتْخُ تَنْتَجي
- تَرَكْتُمْ لَدى النَّشَّاشِ مِنْ سِرِّ وائِلٍ
- جُثاً حَنفيّاتٍ بِكُلِّ مُعَرَّجِ
- وبَالحِفَرِ القَبْرُ القَنانُّي دائِرٌ
- بهِ هامَة ٌ لَمْ يَسْقِها آلُ مَذْحِجِ
- وَكُلُّ غُلامٍ عامِرِيٍّ إذا سَما
- إلى القِرْنِ لَمْ يَحْفِلْ صِياحَ المُهَجْهِجِ
- تُرَشِّحُ لِلهَيجاءِ نَفْساً شَريسَة ً
- مَتى تُلْقِحِ الحَرْبَ العَقيمَة َ تُنْتَجِ
- ولو كُنْتَ يَوْمَ الجَوْنِ بِالشِّعْبِ لَمْ يَسُدْ
- شُرَيْحٌ ولم يُذْكَرْ غَناءٌ لِخُنْدُجِ
- فَسَدَّ بِكَ الحَيُّ العَبادِيُّ في العُلا
- مَكانَ الخَفاجِيِّ الأَغَرِّ المُتَوَّجِ
- وَنِيطَ بكَ الآمالُ ، لا زالَ يَنْتَهي
- إليكَ بِآمالِ الوَرى كُلُّ مَنْهَجِ
- وَجَاءكَ بي نِضْوٌ كَأنِّي فَوْقهُ
- مُهيبٌ بِصَفّاقِ الجَناحَيْنِ أَخرَجِ
- وَلَولاكَ لَمْ أَخْبِطْ دُجَى اللَّيْلِ وَالفَلا
- بِسَيْرٍ يُلوِّي مِنْ طُلَى الرَّكْبِ، مُزْعِجِ
- وعندَكَ قَوْمٌ يُلْقِحونَ ضَغائِناً
- فَألْحِقْ مُتِمَّ الحامِلاتِ بِمُخْدِجِ
- فَذُو العُرِّ يُكوى َ حينَ يُعْضِلُ داؤُهُ
- وَكُلُّ أَخِي حَزْمٍ مَتى يَكْوِ يُنْضَجِ
المزيد...
العصور الأدبيه