الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> أُرَدِّدُ الظَّنَّ بينَ اليأْسِ وَالأَمَلِ >>
قصائدالأبيوردي
أُرَدِّدُ الظَّنَّ بينَ اليأْسِ وَالأَمَلِ
الأبيوردي
- أُرَدِّدُ الظَّنَّ بينَ اليأْسِ وَالأَمَلِ
- وَأَعذِرُ الحُبَّ يُفْضي بي إلى العَذَلِ
- وَأَسأَلُ الطَّيْفَ عَنْ سَلْمَى إذا قُبِلَتْ
- شَفاعَة ُ النَّوْمِ لِلسّارِي إلى المُقَلِ
- وَما أَظُنُّ عُهودَ الرَّمْلِ باقِيَة ً
- وَأَيُّ عَهْدِكَ يا ظَمْياءُ لَمْ يُحَلِ
- للهِ ما صَنَعتْ أَيدي الرِّكابِ بِنا
- عَشِيَّة َ اسْتَتَرَ الأَقْمارُ بِالكِلَلِ
- إذا ابْتَسَمْنَ سَلَبْنَ البْرقَ رَوْعَتَهُ
- وَإنْ نَظَرْنَ فَجَعْنَ الظَّبْيَ بِالكَحَلِ
- مِنْ كُلِّ بَيْضاءَ مَصْقولٍ تَرائِبُها
- مَقْسومَة ِ العَهْدِ بَيْنَ الغَدْرِ وَالمَلَلِ
- تَسُلُّ مِنْ مُقْلَتَيْها صارِماً أَخَذَتْ
- مِنْ حَدِّهِ وَجْنَتاها حُمْرَة َ الخَجَلِ
- طَرَقْتُها وَالدُّجى شابتْ ذَوائِبُهُ
- وَالفَجرُ مُقْتَبِلٌ في زِيِّ مُكْتَهِلٍ
- وَلِلرَّقِيبِ خُشوعٌ في لَواحِظِهِ
- يُعيرُها نَظَراتِ الشّارِبِ الثَّمِلِ
- فَرَدَّ دُونَ وِشاحَيْها العَفافُ يداً
- تَبُزُّ في الرَّوْعِ دِرْعَ الفارِسِ البَطَلِ
- ثُمَّ انصَرَفْتُ وَقَلبانا كَأّنَّهما
- عِنْدَ الوَداعِ جَناحا طائِرٍ وَجِلٍ
- وَفي مَباسِمِها لي ما يُتابِعُهُ
- بِراحَتَيْكَ المُلوكُ الصِّيدُ مِنْ قُبَلِ
- للهِ دَرُّكَ مِنْ قَرمٍ كَمِ اختَضَبتْ
- إليهِ بِالدَّمِ أَيدي الخَيْلِ وَالإبل
- سَهْلِ الشَّريعَة ِ سَبّاقٍ إلى أمدٍ
- تَسْري الرِّياحُ بِهِ حَسْرى على مَهَلِ
- وَمُسْتَبِدٍّ بِرَأْيٍ لا يُتَعْتِعُهُ
- خَطْبٌ يُشيرُ على الآراءِ بِالزَّلَلِ
- يَنْضُوهُ لِلأَمْرِ قد سُدَّتْ مَطالِعُهُ
- وَضاقَ في طَرَفَيْهِ مَسْلَكُ الحِيَلِ
- وَالسَّيْفُ يَنْفَعُ يَوْمَ الرَّوْعِ حامِلَهُ
- إذا تَبَدَّلَ يُمْناهُ مِنَ الخَلَلِ
- فَزادَهُ المُقْتَدي بِاللّهِ تَكْرِمَة ً
- كَسَتْهُ بُرْدَ الشَّبابِ النّاضِرِ الخَضلِ
- وَعادَ رَيْعانُ عُمْرٍ بانَ رَيِّقُهُ
- فَراجَعَ البيضَ مِنْ أَيّامِهِ الأُوَلِ
- يُزْهَى بِهِ الخَلِعُ المَيْمُونُ طائِرُها
- زَهْوَ الخَرائِدِ بالمَكْحولَة ِ النُّجُلِ
- هُنَّ الرِّياضُ لَها مِنْ خُلْقِهِ زَهَرٌ
- وَمِنْ أَيادِيهِ صَوْبُ العارِضِ الهَطِلِ
- وَمَنْ غَدا بِرِداءِ الفَخْرِ مُشْتَمِلاً
- أَضْحَى بِما يَكْتَسِيهِ غَيْرَ مُحْتَفِلِ
- وَجاءهُ الطِّرفُ وَالأَعداءُ في كَمَدٍ
- يُدمي الجَوانِحَ والإخوانُ في جَذَلِ
- يَسْمو بِهاديهِ وَالأعناقُ خاضَعَة ٌ
- لِحافِرٍ بِعُيونِ القَوْمِ مُنْتَعِلُ
- يا سَعْدُ كَمْ لَكَ مِنْ نَعْماءِ جُدْتَ بِها
- حَتّى تَرَكْتَ الحَيا يُعْزَى إلى البَخَلِ
- أَهذهِ قَصَباتُ المُلْكِ تُعْمِلُها
- أَمِ الضَّرائِرُ لِلْخَطِّيَّة ِ الذُّبُلِ
- فقد بَلَغْتَ بِها ما عَزَّ مَطْلَبُهُ
- على ظُبا الهِنْدِ وانِيّاتِ وَالأَسَلِ
- إنَّ الكَتائِبَ كُتْبٌ عَنْكَ صادِرَة ٌ
- فَاسْدُدْ بِها لَهَواتِ السَّهْلِ وَالجَبَلِ
- وافْخَرْ بِما شِدْتَ مِنْ مَجْدٍ يُؤَثِّلُهُ
- نَدى ً يَروحُ وَيَغْدو غايَة َ المَثَلِ
- إنَّ المَكارِمَ شَتّى في طَرائِقها
- وأنتَ تَنْزِلُ مِنها مُلْتَقَى السُّبُلِ
- لازال شَمْلُ المَعالي مِنْكَ مُنْتَظِماً
- وَدامَ صَرْفُ اللَّيالي عَنكَ في شُغُلِ
المزيد...
العصور الأدبيه