الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَلاَ مَنْ لِنَفْسٍ لا تَزالُ مُشيحَة ً >>
قصائدالأبيوردي
أَلاَ مَنْ لِنَفْسٍ لا تَزالُ مُشيحَة ً
الأبيوردي
- أَلاَ مَنْ لِنَفْسٍ لا تَزالُ مُشيحَة ً
- على كَمَدٍ لَمْ يَبقَ إلاّ ذَماؤُها
- أَرى هِمَّتي هَمّاً تَخَوَّنَ مُهْجَتي
- فَقُلْ يا شَقيقَ النَّفْسِ لي ما شِفاؤها
- وَمَنْ رامَ ما أَسْمُو إِلَيْهِ أَزارَهُ
- صَوارِمَ تَرْوى بِالنَّجيعِ ظِماؤُها
- وَطُلاّبِ مَجْدٍ دونَ ما يَبْتَغونَهُ
- أَعالي رُباً لا يُسْتَطاعُ امْتِطاؤُها
- عَلَونا ذُراها كَالبُدورِ تَأَلَّقَتْ
- فَجَلَّى دياجيرَ الظَّلامِ ضياؤها
- ونحنُ مُعاوِيُّون يَرْضَى بِنا الوَرى
- مُلوكاً ، وفينا مِنْ لُؤَيٍّ لِواؤُها
- وَأَخْوالُنا ساداتُ قَيْسٍ وَوائِلٍ
- وَأَعْمامُنا مِنْ خِنْدِفٍ خُلفاؤها
- وَقَدْ عَلِمَتْ عُليا كِنانَة َ أنَّنا
- إذا نَقَضَ الطَّيْشُ الحُبا، حُلَماؤها
- وَما بَلَغَتْ إلاّ بِنا العَرَبُ العُلا
- وقد كان مِنّا عِزُّها وَثَراؤها
- وَأَيُّ قَريضٍ طَبَّقَ الأَرْضَ لَمْ يَرُضْ
- قَوافيَهُ في مَدْحِنا شُعَراؤُها؟
- وَلَمّا انتَهَتْ أَيّامُنا عَلِقَتْ بِها
- شَدائِدُ أَيّامٍ قَليلٍ رَخاؤُها
- وَكانَ إلينا في السُّرورِ ابتِسامُها
- فَصارَ عَلَيْنا في الهُمومِ بُكاؤُها
- أُصيبَتْ بِنا فَاسْتَعْبَرَتْ، وَضلوعُها
- على مِثْلِ وَخْزِ السَّمْهَرِيِّ انْطِواؤُها
- وَلَو عَلِمَتْ ماذا تُعانِيهِ بَعْدَنا
- لَما شَتِمَتْ جَهلاً بِنا سُفَهاؤُها
- إذا ما ذَكَرْنا أَوَّلينَا تَوَلَّعَتْ
- بنا مَيْعَة ٌ يُطْغِي الفَتى غُلْواؤُها
- وقد ساءَ قَوْماً مِنْ نِزارٍ وَيَعْرُبٍ
- فَخاري وَهُمْ أَرضٌ وَنَحْنُ سَماؤُها
- وَهَلْ تَخْفِضُ الأُسْدُ الزَّئيرَ بِمَوْطنٍ
- إذا لَجَّ فيهِ مِنْ كِلابٍ عُواؤُها
- مَلَكْنا أَقالِيمَ البِلادِ فَأَذْعَنَتْ
- لَنا رَغْبَة ً أَوْ رَهْبَة ً عُظَماؤُها
- وَجاسَتْ بِنا الجُرْدُ العِتاقُ خِلالَها
- سَواكِبَ مِنْ لَبّاتِهِنَّ دِماؤُها
- فَصِرْنا نُلاقي في النّائِباتِ بِأَوْجُهٍ
- رِقاقِ الحَواشي، كادَ يَقْطُرُ ماؤُها
- إذا ما أَرْدنا أن نَبُوحَ بِما جَنَتْ
- عَلَيْنا اللَّيالي لَمْ يَدَعْنا حَياؤُها
- وَأَنْتُمْ بَني مَنْ عِيبَ أَوْلادُهُ بِهِ
- ذَوو نِعْمَة ٍ يَضْفو عَلَيْكُمْ رِداؤُها
- فَلَمْ تَسْأَلُوا عَمّا تُجِنُّ نُفُوسُنا
- وَتَمْنَعُنا مِنْ ذِكرِهِ كِبرياؤُها
- وَلا خَيْرَ في نَفسٍ تَذِلُّ لِحادثٍ
- يُلِمُّ وَلا يَعْتادُها خيَلاؤُها
- فَلا كانَ دَهْرٌ نِلْتُمُ فيهِ ثَرْوَة ً
- وَتَبّاً لِدُنْيا أَنتمُ رُؤَساؤُها
المزيد...
العصور الأدبيه