الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن حيوس >> وَإِذَا أَزَارَ الطِّرْسَ نِقْسَ دَوَاتِهِ >>
قصائدابن حيوس
وَإِذَا أَزَارَ الطِّرْسَ نِقْسَ دَوَاتِهِ
ابن حيوس
- وَإِذَا أَزَارَ الطِّرْسَ نِقْسَ دَوَاتِهِ
- خوِّلْتَهُ فَالصَّبْرُ مِنْ آلاَتِهِ
- لَكَ مِنْ سَدَادِكَ مُخْبِرٌ بَلْ مُذِكْرٌ
- أَنَّ الزَّمَانَ جَرى عَلَى عَادَاتِهِ
- اثكلتهُ أحداثهُ وَخطوبهُ
- فَکصْبِرْ لَهُ إِنْ نَالَ بَعْضَ تِرَاتِهِ
- صدعَ القلوبَ بما أتى مستيقناً
- أنْ لا يذمَّ وَأنتَ منْ حسناتهِ
- إنَّ الذي عمَّ الأنامَ مصابهُ
- وَ تشعبتْ شعبُ المنى بوفاتهِ
- أَمَلُوا شَتَاتَ الشَّمْلِ خُيِّبَ ظَنُّهُمُ
- أَنّى وَقَدْ مُلِّكْتَ جَمْعَ شَتَاتِهِ
- لَمَّا رَأَى أَنَّ الشَّبِيبَة َ لِلْعُلى
- وَزرٌ وَبانَ الضعفُ في حركاتهِ
- وَلاَّكَ مِنْها ما تَوَلَّى بُرْهَة ً
- وَفَدى حَياتَكَ رَاضِياً بِحَياتِهِ
- فلذاكَ لاقى يومهُ مستبشراً
- حتى ظننا الموتَ بعضَ عفاتهِ
- وَقضى عليماً أنْ تقومَ مقامهُ
- بعدَ الفراقِ فلمْ يفهْ بوصاتهِ
- مليتَ ما ورثتهُ منْ عزهِ
- وَوُقِيْتَ بِالمَسْمُوْعِ مِنْ دَعَوَاتِهِ
- فلقدْ مضى ترجو الممالكُ ردهُ
- فتسومهُ وَتخافُ منْ سطواتهِ
- فبكاهُ ثغرٌ كانَ عصمة َ أهلهِ
- وَمعاذَ قاصدهِ وَعزَّ ولاتهِ
- أجناهُ ربُّ العرشِ غرسَ فعالهِ
- وَقضى لهُ بالخلدِ في جناتهِ
- بالرفقِ أدركَ وادعاً ما لمْ ينلْ
- أَنْخى المُلُوكِ بِكُمْتِهِ وَكُمَاتِهِ
- حتى لحلناهُ نبياً مرسلاً
- وَمحاسنُ الأخلاقِ منْ آياتهِ
- فَامْلِكْ بِمَا مَلَكَ القُلُوبَ مُكَذِّباً
- منْ ظنَّ أنَّ مماتها بمماتهِ
- مالِي ظَلِلْتُ مُنَبِّهَاً ذَا يَقْظَة ٍ
- يَأْتِي مِنَ الإِحْسانِ ما لَمْ آتِهِ
- أمْوَالُهُ مَرْفُوضَة ٌ كَعُدَاتِهِ
- وَصلاتهُ مفروضة ٌ كصلاتهِ
- وَإذا أزارَ الطرسَ نفسَ دواتهِ
- أيقنتَ أنَّ الفضلَ منْ أدواتهِ
- ما زَالَ يَثْنِي الدَّهْرَ عَنْ عَزَمَاتِهِ
- فيفلها وَيجودُ في أزماتهِ
- تمسي كرامُ العصرِ بعضَ ضيوفهِ
- وَيَبِيْتُ فِعْلُ الخَيْرِ مِنْ صَبَوَاتِهِ
- وَأسدُّ منْ أسدى يداً مأثورة ً
- مَنْ أَوْدَعَ المَعْرُوفَ عِنْدَ ثِقاتِهِ
- صَبْراً جَلاَلَ المُلْكِ تَحْمَدْ غِبَّ ما
- هخولتهُ فالصبرُ منْ آلاتهِ
- لاَ تشعرنَّ الدهرَ أنكَ جازعٌ
- مِنْ فِعْلِهِ فَيَلَجَّ فِي غَدَرَاتِهِ
- فلأنتَ مجدُ ملوكِ دهركَ فليعدْ
- عَنْ قَوْلِهِ مَنْ قالَ مَجْدُ قُضاتِهِ
- وَلَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ بَيْنَكُمُ الَّذي
- لاَ تَرْحَلُ العَلْياءُ عَنْ حُجُرَاتِهِ
- وَافاكَ مني ذا الكلامُ مغرياً
- بَلْ رَاغِباً في الصَفْحِ عَنْ زَلاَّتِهِ
- قولٌ أتى عنْ علة ٍ وَفجيعة ٍ
- فاقبلهُ مستوراً على علاتهِ
المزيد...
العصور الأدبيه