الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن حيوس >> أبا زنة ٍ لاَ زالَ جدكَ هابطاً >>
قصائدابن حيوس
أبا زنة ٍ لاَ زالَ جدكَ هابطاً
ابن حيوس
- أبا زنة ٍ لاَ زالَ جدكَ هابطاً
- وَحَدُّكَ مَفْلُولاً وَسَعْيُكَ خَيَّابا
- وَأَلْحَقَكَ اللّهُ الْكَرِيمُ بِعُصْبَة ٍ
- فتحتَ إلى ضربِ الرقابِ لهمْ بابا
- فكمْ لكَ في بسطِ الردى منْ حبائلٍ
- تَكُونُ إِلى مَا يَكْرهُ اللّهُ أَسْبَابا
- ألستَ الذي أغرى بمولاهُ جندهُ
- وَعَادَ وَمَا يَحْوِي مِنَ الْمُلْكِ أَسْلاَبا
- وَعَاوَدْتَ فِيمَنْ بِالشَّامِ نَاظِراً
- فأرملتَ نسواناً وَفرقتَ أحبابا
- وَلما عممتَ الخلقَ بالفقرِ وَالردى
- فبادوا وَأوسعتَ المنازلَ إخراجا
- عمدتَ إلى منْ لا يعددُ فضلهُ
- وَلَوْ كَانَ أَهْلُ الْبَدْوِ وَالْحَضْرِ حُسَّابا
- جهدتَ لكيْ ما تسلبُ الدينَ عزهُ
- وَكُنْتَ لِمَا لَمْ يُرْضِ ذَا الْعَرْشِ طَلاَّبا
- وَ ذلكَ كيدٌ عادَ منْ قبلِ ضرهِ
- هَبَاءً فَمَا أَخْلى مِنَ الضَّيْغَمِ الْغَابا
- وَمَكْرٌ بحَمْدِ اللّهِ حَاقَ بِأَهْلِهِ
- وَعارضُ بفيٍ قبلَ أنْ يمطرَ انجابا
- وَلمْ ترجُ هذا الملكَ يوماً وَإنما
- خَبُثْتَ فَأَغْرَيْتَ الطُّغَاة َ بِمَنْ طَابا
- وَمَنَّيْتَ أُمَّاناً كَدِينِكَ دِينُهُ
- وَلوْ أمهلتهُ البيضُ ألفاكَ كذابا
- حويتَ صفاتِ الكلبِ إلاَّ حفاظهُ
- ففي الأمنِ هراراً وَفي الخوفِ هرابا
- كَأَفْعَالِ مَنْ حَاوَلْتَ بِالْخَتْلِ نَفْسَهُ
- فلاَ زلتَ مغلوباً وَلاَ زالَ غلابا ؟
- مُبِيحُ حِمى الأْموالِ إِنْ زَمَنٌ نَبَا
- وَمانعُ سرحِ الملكِ إنْ حادثٌ نابا
- إذا اجتابَ ثوباً منْ على ً وَمهابة ٍ
- لبستَ منَ الفحشاءِ وَالخزي أثوابا
- وَإنْ عدَّ مرداساً وَنصراً وَصالحاً
- لَدى ً الْفَخْرِ وأسْتَثْنى شَبَيباً وَوَثَّابا
- بجحتَ بهناسٍ وَطلتَ بتروسٍ
- وَزالاَ وَأربابٍ تضامُ فلاَ تابا ؟
- وَ بالسيفِ يسطو حينَ تسطو بحيلة ٍ
- وَيُنْفِقُ أَمْوالاً وَتُنْفِقُ أَلْقَابا
- تنزهَ عنْ عجبٍ معَ العزَّ وَالغنى
- وَزِدْتَ مَعَ الإِذْلاَلِ وَالفَقْرِ إِعْجَابا
- وَما دونهُ للطالبي العرفِ حاجبٌ
- إِذَا مَا أَتَوْا مِنْ دُونِ بَابِكَ حُجَّابا
- وَمَا تَحْتَ ذَاكَ الْبَابِ إِلاَّ دَهَاثِمٌ
- بِها عِشْتَ لاَ طَالَتْ حَيَاتُكَ أَحْقَابا
- لَئِنْ كُنْتَ مِنْ قَوْمٍ لِئَامِ فَلَمْ تَزَلْ
- أَقَلَّهُمُ خَيْراً وَأَكْثَرَهُمْ عَابا
- زعمتَ لحاكَ اللهُ أنكَ تائبٌ
- وَما هذهِ الأفعالُ أفعالُ منْ تابا
- نَظارِ تَرَ الْمَمْلُوءَ بَأْساً وَنَخْوَة ً
- وَقَدْ مَلَأَ الْغَبْرَاءَ تُرْكاً وَأَعْرَابا
- فما ملكُ الأملاكِ وَالعصرِ راضياً
- وَإِنْ غابَ عَمَّا قَدْ جَنَيْتَ فَما غابا
- وَما هِيَ إِلاَّ عَزْمَة ٌ عامِرَيَّة ٌ
- تقطعُ آراباً وَتبلغُ آرابا
المزيد...
العصور الأدبيه