قصائدابن حيوس



أمَّا وَسَيْفُكَ في النُّفُوسِ مُحَكَّمُ
ابن حيوس



  • أمَّا وَسَيْفُكَ في النُّفُوسِ مُحَكَّمُ

  • فَالعِزُّ أَجْمَعُهُ إِلَيْكَ مُسَلَّمُ

  • منْ لاَ يطيعكَ والمقاديرُ الَّتي

  • تُرْضِي وَتُجْدِي بَعْضُ مَا يَسْتَخْدِمُ

  • فَلِكُلِّ قَلْبٍ مِنْ سُطاكَ مُرَوِّعٌ

  • وَبِكُلِّ وَجْهٍ مِنْ جَمِيلِكَ مِيسَمُ

  • عوِّدتَ فصلَ الأمرِ أشكلَ ناطقاً

  • أوْ ساكتاً فالسَّيفُ عنكَ مترجمُ

  • وخصصتَ بالإبداعِ في فعلاتكَ الـ

  • حسنى ليظهرَ عجزُ منْ يتهمَّمُ

  • ومتى يجيءُ بمثلها منْ نفسهِ

  • مَنْ ظَلَّ يُبْصِرُهَا فَلاَ يَتَعَلَّمُ

  • لوْ لمْ يعزَّ بنو أبيكَ ويكرموا

  • طالوا الورى شرفاً بأنَّكَ منهمُ

  • أَبْشِرْ بِسَبْقِكَ مَنْ تَقَدَّمَ مُوقِناً

  • أَنَّ الْفَضَائِلَ لاَ الْعُصُورَ تُقَدِّمُ

  • كُنَّا نَظُنُّكَ تَابِعاً آثَارَهُمْ

  • فَأَبَنْتَ بِالإِعْجَازِ أَنَّكَ مُلْهَمُ

  • ولقدْ سمعتَ كما سمعنا عنهمُ

  • وعلمتَ بالإحسانِ ما لمْ يعلموا

  • أفهلْ ظفرتَ بمنْ جرى في ذا المدى

  • مذْ قامَ بالإحسانِ فيهمْ قيِّمُ

  • قلبُ الهدى بكَ لنْ يراعَ وقهرهُ

  • لَنْ يُسْتَطَاعَ وَعَقْدُهُ لاَ يُفْصَمُ

  • للهِ بذلكَ حينَ لاَ مستمنحٌ

  • يُرْجى وَمَنْعُكَ حِينَ لاَ مُسْتَعْصَمُ

  • لَنْ يَكْشِفَ الْحَقُّ الْجَلِيُّ لِثَامَهُ

  • إلاَّ ووجهكَ بالعجاجِ ملثَّمُ

  • وإذا عزمتَ على اجتياحِ قبيلة ٍ

  • كَثُرَ اليتِيمُ بِحَيِّها وَالأَيِّمُ

  • يَخْشى عَوَادِيكَ الهِزَبْرُ بِغِيلِهِ

  • ويخافها تحتَ التُّرابِ الأرقمُ

  • وتصيبُ شاكلة َ الرَّميِّ مفوِّقاً

  • وتطيشُ عنكَ إذا رميتَ الأسهمُ

  • إنَّ المظفَّرَ منْ أبتْ فتكاتهُ

  • أنْ تخرجَ الأيَّامُ عمَّا يرسمُ

  • في كلِّ يومٍ ناطقٌ بلسانهمْ

  • منْ خوفهمْ فلذاكَ ما يستعجمُ

  • وإذا امتطى سيفُ الخلافة ِ عزمهُ

  • فَلِدَوْلَة ٍ تُبْنى وَأُخْرى تُهْدَمُ

  • وإذا نظرتَ إلى عواقبِ رأيهِ

  • أيقنتَ أنَّ ظنونهُ تتنجَّمُ

  • فاسألهُ عمَّا لمْ يكنْ بكناية ٍ

  • فالغيبُ منْ أفكارهِ يستعلمُ

  • ولذاكَ حقِّقَ ظنُّهُ فيما أتى

  • وَظُنُونُ أَهْلِ الْخافِقِيْنَ تَوَهُّمُ

  • رقَّاكَ عزمكَ مخطراً لا يرتقى

  • فَعَلِمْتَ مِنْ ذَا الْمَجْدِ ما لاَ يُعْلَمُ

  • وإذا علاَ باغي الغنيمة ِ همَّة ً

  • وَأَطاعَهُ الْمِقْدَارُ جَلَّ الْمَغْنَمُ

  • شرفَ المعالي فزتَ بالشَّرفِ الَّذي

  • قَدْ باتَ يَحْسُدُهُ السُّهى وَالْمِرزَمُ

  • وَقَتَلْتَ مَنْ لَوْ غَيْرُكَ الْمُجْتاحُهُ

  • لأبتْ نزارٌ أنْ يطلَّ لهُ دمُ

  • وَجَنَيْتَ أَثْمارَ الْعَوَالِي وَاجْتَنى

  • وَمِنَ الْجَنا أَرْيٌ وَمِنْهُ عَلْقَمُ

  • وإذا الوغى عبستْ وطالَ عبوسُها

  • عندَ النِّزالِ فعنْ فتوحكَ تبسمُ

  • ظفرٌ جميعُ الطِّيبِ أضحى كاسداً

  • مُذْ أَصْبَحَتْ أَخْبارُهُ تُتَنَسَّمُ

  • وَلَقَدْ تَحَقَّقَتِ الْعَوَاصِمُ أَنَّها

  • بِسِوَاكَ يا سَيْفَ الْهُدى ما تُعْصَمُ

  • غَرَضَ النَّوَائِبِ لَمْ تَزَلْ فَمَنَعْتَهَا

  • قَسْراً كَما مَنَعَ الْعَرِينَ الضَّيْغَمُ

  • ما زرتها إلاَّ ليأمنَ خائفٌ

  • وَيُغاثَ مَلْهُوفٌ وَيُثْرِيَ مُعْدِمُ

  • فلتعتصمْ بكَ ذي الثُّغورُ وأهلها

  • مِمَّا تَخافُ فَطَوْدُ عِزِّكَ أَيْهَمُ

  • وَلَقَدْ عَمَمْتَ الْمُذْنِبِينَ صَنائِعاً

  • حَتّى لَظّنُّوا أَنَّهُمْ لَنْ يُحْرَمُوا

  • فدعِ الألى مرقوا فإنَّ بعادهمْ

  • عَنْ ذَا الْجَنابِ لَهُمْ عِقابٌ مُؤْلِمُ

  • أولادُ مرداسٍ لسيفكَ طعمة ٌ

  • في كلِّ أرضٍ أنجدوا أوْ أتهموا

  • وَلَوْ أنَّهُمْ عَقَلُوا لَدَيْكَ ظُنُونَهُمْ

  • لرأوا بكَ الرَّشدَ الَّذي عنهُ عموا

  • ومنَ السَّفاهة ِ أنْ تضلَّ حلومهمْ

  • منْ بعدِ ما وضحَ الطَّريقُ الأقومُ

  • قدْ عاينوا عينَ الرَّدى لمَّا رأوا

  • فِي تَلِّ خَالِدٍ الْقَنَا يَتَحَطَّمُ

  • لَمَّا أَبَانَ خَلِيفَة ٌ عَنْ رُشْدِهِ

  • فعلَ امرئٍ تزكو لديهِ الأنعمُ

  • فِي فِتْيَة ٍ جَعَلُوا رِضاكَ سِلاَحَهُمْ

  • فلذاكَ أحجمَ منْ لقوهُ وأقدموا

  • نُصِرَ الْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ فَما انْجَلَتْ

  • عَنْهُمْ وَفِي أَرْماحِ حِزْبِكَ لَهْذَمُ

  • غَارَتْ هُنالِكَ فِي النَّوَاظِرِ وَالْطُّلى

  • عندَ الطِّعانِ كما تغورُ الأنجمُ

  • فَإِذَا بَعَثْتَ إِلى الْعَدُوِّ طَلِيعَة ً

  • أغنتْ غناءَ الجيشِ وهوَ عرمرمُ

  • بِظُبى ً إِذَا خَرِسَ الكُماة ُ بِمَوْقِفٍ

  • فلها كلامٌ في الجماجمِ يفهمُ

  • وبها نحتْ جسرَ الحديدِ عصائبٌ

  • كَانَتْ عَلَى بابِ الْحَدْيدِ تُخَيِّمُ

  • والرُّومُ بينَ مؤرَّقٍ سلبَ الكرى

  • أَوْ نائِمٍ بِهُجُومِ جَيْشِكَ يَحْلُمُ

  • يَتَجَلَّدُونَ ضَرُورَة ً مَعَ عِلْمِهِمْ

  • لمَّا دنوتَ بأيِّ داهية ٍ رموا

  • مُتَمَسِّكِينَ بِهُدْنَة ٍ ما تَنْقَضِي

  • إِلاَّ وَأَنتَ عَلَى الْخَلِيجِ مُخَيِّمُ

  • وَمَتى رَكَزْتَ بِدَارِ مَسْلَمَة َ الْقَنا

  • زرقَ الأسنَّة ِ سلَّموا أوْ أسلموا

  • فليستكنْ ملكٌ تفلُّ جميعهُ

  • بِعِصابَة ٍ مِمَّا فَلَلْتَ وَتَهْزِمُ

  • هَيْهاتَ تَجْحَدُكَ الْمُلُوكُ سَفاهَة ً

  • ما قَدْ تَعالَمَهُ السَّوَادُ الأَعْظَمُ

  • ردءُ الخلافة ِ منْ مضائكَ عاصمٌ

  • وَرِدَاؤُها بِجَمِيلِ صُنْعِكَ مُعْلَمُ

  • مجدٌ تخرَّمتِ العمالقُ دونهُ

  • وتمزَّقتْ عادٌ وبادتْ جرهمُ

  • في كلِّ يومٍ بلدة ٌ تحتازُ منْ

  • أَرْضِ العَدُوِّ وَقَلْعَة ٌ تُتَسَلَّمُ

  • وكذا إلى أنْ تملكَ الدُّنيا بما

  • جمعتْ ويسعدكَ البقاءُ الأدومُ

  • فاندبْ لمملكة ِ العراقِ ضراغماً

  • علَّمتهمْ فرسَ العدى فتعلَّموا

  • مِنْ كُلِّ مَنْ لِسُرَاهُ ظَهْرُ مَطِيَّة ٍ

  • وَلِطَعْنِهِ ثُغَرَ الْعُدَاة ِ مُطَهَّمُ

  • جَنّابُ ما وَلَدَ الْوَجِيهُ وَلاَحِقٌ

  • رَكَّابُ ما وَلَدَ الْجَدِيلُ وَشَدْقَمُ

  • كيما ترى عضديَّة ً تركيَّة ً

  • قَدْ طالَما اسْتَوْلَتْ عَلَيْها الدَّيْلَمُ

  • قَدْ آنَ أَنْ تَروى بِقُرْبِكَ أَنْفُسٌ

  • ظمئتْ وأنْ تحيا بعدلكَ أعظمُ

  • لَنْ يَدْفَعَ الإِصْبَاحَ عَنْ إِشْرَاقِهِ

  • منْ بعدِ مطلعهِ الهزيعُ المظلمُ

  • رُمْ أَيَّ مَمْلَكَة ٍ أَرَدْتَ فَإِنَّما

  • حلبٌ إلى كلِّ الممالكِ سلَّمُ

  • وبصدركَ القلبُ الَّذي لمَّا يرعْ

  • وبكفِّكَ العضبُ الَّذي لا يكهمُ

  • وارجعْ رجوعَ اللَّيثِ وهوَ مظفَّرٌ

  • وَالسَّيْفِ يَقْطُرُ مِنْ غِرَارَيْهِ الدَّمُ

  • مُتَجَلْبِبَ النَّصْرِ کلَّذِي عُوِّدْتَهُ

  • إِذْ كانَ خَلْفَكَ حَيْثُما تَتَيَمَّمُ

  • فَدِمَشْقُ مِثْلُ الْغَابِ غَابَ هِزَبْرُهُ

  • والجفنِ فارقهُ الحسامُ المخذمُ

  • وَبِأَهْلِها عَطَشٌ إِلَيْكَ وَكُلُّهُمْ

  • كَالنَّبْتِ نَكَّبَهُ السَّحَابُ الْمُرْزِمُ

  • وَسَيَقْدَمُ العِزُّ الأَشَمُّ عَلَيْهِمُ

  • والعارضُ السَّحّاحُ ساعة ً تقدمُ

  • شَعْبَانُ شَعَّبَ يَوْمَهُمْ فَلْيَرْقُبُوا

  • إِنَّ الْمُحَرَّمَ لِلسُّهادِ مُحَرِّمُ

  • عامٌ حلولكَ فيهمُ بحلولهِ

  • عامٌ يبجَّلُ عندهمْ ويعظَّمُ

  • يا غامرَ المتظلِّمينَ بعدلهِ

  • حَتَّامَ مَالُكَ في اللُّهى يَتَظَلَّمُ

  • أنتَ الَّذي لوْ لمْ تطعْ حكمَ النَّدى

  • ما كانَ مخلوقٌ عليهِ يحكمُ

  • يغنى الَّذي تحبوهُ أوَّلَ مرَّة ٍ

  • وسواكَ ينقصُ نيلهُ فيتمَّمُ

  • فالجودُ إلاَّ منْ يدكَ مصرَّدٌ

  • والظَّنُّ إلاَّ في نداكَ مرجَّمُ

  • قلْ للعفاة ِ مضى عنِ البحرِ القذى

  • فردوا مشارعهُ ولاَ تتلوَّموا

  • إنَّ المكارمَ أفرقتْ منْ دائها

  • مُذْ أَفْرَقَ الْمَلِكُ الأَجَلُّ الأَعْظَمُ

  • فلتبردِ الآنَ القلوبُ فإنَّها

  • كانتْ بنيرانِ الأسى تتضرَّمُ

  • لاَ عَادَكَ الأَلَمُ الْمُلِمُّ فَلَمْ يَزَلْ

  • قلبُ العلاءِ لأجلهش يتألَّمُ

  • والعيدُ يقصرُ عنْ سلامتكَ الَّتي

  • هِيَ في النُّفُوسِ أَجَلُّ مِنْهُ وَأَعْظَمُ

  • فَاسْعَدْ بِها وَبِهِ وَدُمْتَ مُسَلَّماً

  • مَا طَافَ بِالبَيْتِ الْمُحَرَّمِ مُحْرِمُ

  • فَلِكَثْرَة ِ الدَّعَوَاتِ في أَرْجَائِهِ

  • قَدْ كَادَ يَفْهَمُها الْحَطِيمُ وَزَمْزَمُ

  • كلُّ الورى داعٍ وجلُّ دعائهمْ

  • أَلاَّ يُزِيلَ اللّهُ ظِلَّكَ عَنْهُمُ

  • أغنى نوالكَ بعضهمْ عنْ بعضهمْ

  • كي لا يُرى في الأرضِ غيركَ منعمُ

  • فلذاكَ ألسنهمْ لسانٌ واحدٌ

  • يثني بما خوَّلتَ والدُّنيا فمُ

  • زادَ الثَّناءُ بمأثراتكَ بهجة ً

  • ولربَّما زانَ السِّوارَ المعصمُ

  • وَأَطَاعَني فِيكَ الْكَلامُ وَهَلْ دَرَتْ

  • هذِي الْعُقُودُ لأَيِّ شَيءٍ تُنْظَمُ

  • وَلَقَدْ تَعَمَّدْتُ الإِطَالَة َ عَالِماً

  • أنَّ استماعَ ثناكَ مالاَ يسأمُ



أعمال أخرى ابن حيوس



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك