قصائدابن حيوس



أَمَا وبديعِ مَا تأْتِي يَمِينَا
ابن حيوس



  • أَمَا وبديعِ مَا تأْتِي يَمِينَا

  • تَحَرّجَ رَبُّهَا مِنْ أَنَ يَمِينَا

  • لَقَدْ أُوتِيتَ يَاشَرْفَ الْمَعَالِي

  • عنانَ المجدِ دونَ العالمينا

  • ولمْ ترضَ ابتداعَ سواكَ عوناً

  • فلستَ بآخذِ الحسناتِ عونا

  • فعاودَ شكُّنا فيما سمعنا

  • بما تبديهِ منْ حسنٍ يقينا

  • وكنَّا ذاهلينَ إذا سمعنا

  • بأبناءِ الملوكِ الأوَّلينا

  • وَجِئْتَ فَصارَ أَعْظَمُ ما رَوَينا

  • هَباءً عِنْدَ أَيْسَرِ ما تُرِينا

  • مساعٍ طلتهمْ جدّاً ومجداً

  • بها وفضلتهمْ دنيا ودينا

  • إِذَا قالَ الوَرى بَلَغَتْ مَدَاها

  • عَلَتْ شَرَفاً بِرَغْمِ الْحاسِدِينا

  • فمدَّة ُ عصركَ الماضي حميداً

  • تُرى ساعاً وإنْ كانتْ سنينا

  • وَآنِفُهُ بِعَدْلِكَ سَوْفَ تَبْقى

  • عَلى مَرِّ اللَّيالِي ما بَقِينا

  • فَيا مِلكَ الْمُلُوكِ وَلاَ أُحاشِي

  • ومنْ يدفعُ الحقَّ المبينا

  • وَيا غَيْثاً يَعُمُّ الْعَامَ سَيْباً

  • وصوبُ الغادياتِ يخصُّ حينا

  • وَيا لَيْثاً حَمى الآفاقَ طُرّاً

  • ومنعُ اللَّيثِ لاَ يُخطي العرينا

  • ليالينا بظلِّ علاكَ بيضٌ

  • وَكانَتْ قَبْلَكَ ألأَيَّامُ جُونا

  • أَضَفْتَ إِلى الغِنى أَمْناً وَعَدْلاً

  • لَقَدْ جاوَزْتَ حَدَّ الْمُنْعِمِينا

  • فَطَوْراً تَصْرِفُ الَّلأوآءَ عَنَّا

  • وَطَوْراً تُجْزِلُ الآلاءَ فِينا

  • فَأَيْنَ قِرَاعُ عَمْروٍ مِنْ قِرَاعٍ

  • حميتَ بهِ تُراثَ المسلمينا

  • وأينَ فتى إيادٍ منْ أيادٍ

  • بِها تَسْتَعْبِدُ الْمُسْتَعْبِدينا

  • وهلْ تعصي ملوكُ الأرضِ ملكاً

  • بِسُلْطَانٍ سَمَائِيٍّ أُعِينا

  • إذا طلبوا عظيماً فاستعانوا

  • فلستَ بغيرِ عزمكَ مستعينا

  • وبيضٍ منْ سيوفِ الهندِ سُلَّتْ

  • فألوى جهلها بالجاهلينا

  • وَعَاوَدَتِ الْجُفُونَ وَقَدْ تَقَضَّتْ

  • هَناتٌ تَمْنَعُ النَّوْمَ الْجُفُونا

  • أَحَلْتَ مَذَلَّة َ الإِسْلاَمِ عِزّاً

  • بها وقساوة َ الأيَّامِ لينا

  • وَسُمْرٍ عُوِّدَتْ فِي كُلِّ حَرْبٍ

  • تحكَّمُ في نفوسِ الدَّارعينا

  • تَحِيدُ إِلى الْمَقاتِلِ عَنْ سِوَاها

  • فهلْ خلقَ القيونُ لها عيونا

  • وَتُرْدِي مَنْ يُقَابِلُها وَتَأْبَى

  • جباناً لاَ يقبِّلها الجبينا

  • وَخَيْلٍ كُلَّما حاوَلْتَ أَمْراً

  • سبقنَ إلى مآربكَ الظُّنونا

  • إِذَا عَلَتِ الهِضابَ فَلَسْتَ تَدْرِي

  • أصخراً دسنَ أمْ طيناً وطينا

  • تغيرُ على العدى منْ كلِّ أوبٍ

  • مخافتها وإنْ كانتْ صفونا

  • ومنْ أضحى بملككَ مستجيراً

  • فَما يُلْفى لِخَطْبٍ مُسْتَكِينا

  • أَخَفْتَ الآمِنِينَ سُطى ً فَلَمَّا

  • عَفَوْتَ غَدَوْتَ أَمْنَ الْخائِفِينا

  • نُصِرْتَ مِنَ السَّماءِ وَكانَ حَقّاً

  • على الرَّحمنِ نصرُ المؤمنينا

  • وَشِدْتَ لِهَاشِمٍ بِالسَّيْفِ عِزّاً

  • فَقَدْ أَشْبَهْتَ أَنْزَعَها البِطِينا

  • وَقَائِعُ شَيَّبَتْ أَيَّامَ شُبَّتْ

  • قروناً بعدَ أنْ أفنتْ قرونا

  • رآها الأقربونَ فأعظموها

  • وسارَ حديثها في الأبعدينا

  • فلوْ لمْ يعرفوا لكَ ما عرفنا

  • لَما اعْتَرَفُوا بِحَقِّكَ طائِعِينا

  • وَقَدْ لَبَّاكَ قِرْوَاشٌ مُجِيباً

  • فَبَوَّأَ مُلْكَهُ حِصْناً حَصِينا

  • وجاورَ دوحة ً عذُبتْ ثماراً

  • وَطَابَتْ مَغْرِساً وَعَلَتْ غُصُونَا

  • رَجَا نَفَحَاتِكَ الْمَلِكُ الْمُرَجّى

  • وَقَادَ رَجَاؤُكَ الأَمَلَ الْحَرُونا

  • فما دونَ العراقِ اليومَ خصمٌ

  • يُلطُّ وقدْ تخيَّرتَ الضَّمينا

  • أَقِلْ سُكَّانَهُ العَثَرَاتِ وَاحْسِمْ

  • بِهذَا الْعَدْلِ جَوْرَ الْجَائِرِينا

  • فقدْ نزلتْ رسائلكَ المواضي

  • مكاناً منْ قلوبهمُ مكينا

  • رسائلُ ضُمِّنتْ أمناً وخوفاً

  • فَهُمْ بِسَماعِها مُتَخَالِفُونا

  • فَمَظْلُومٌ يَحِنُّ إِلَيْكَ شَوْقاً

  • وَظَلاَّمٌ يُحَاذِرُ أَنْ يَحِينا

  • فكيفَ بمنْ لهُ الزّوراءُ دارٌ

  • إذا فارقتَ ميَّا فارقينا

  • سَتَسْتوْفي الظُّبى لِبَني عَلِيٍّ

  • بِهَا مِنْ آلِ عَبَّاسٍ دُيُونا

  • وشطرُ الأرضِ في يسراكَ ملكٌ

  • أَلاَ فَاشْغَلْ بِبَاقِيها الْيَمِينا

  • فَكَمْ حَاوَلْتَ مُعْجِزَة ً فَكَانَتْ

  • وقدْ حكمَ الورى أن لاَ تكونا

  • وَقَالٌوا أَصْحَرَتْ جَهْلاً نُمَيْرٌ

  • لِتَنْصُرَهَا جُنُودُ الْمُشْرِكِينا

  • وَمَا أَغْنَوْهُمُ وَبَنُو كِلاَبٍ

  • عشيَّة َ رعتهمْ متظافرينا

  • أبا الطُّرداءِ يبغونَ انتصاراً

  • وَمَا انْتَفَعُوا بِبَأْسِ الطَّارِدِينا

  • وَلَوْ عَدَّاكَ هذَا الْجَيْشُ يَوْماً

  • لأَصْبَحَتِ الْحُصُونً لَهُمْ سُجُونا

  • وقلعة ُ دوسرٍ بابٌ إلى ما

  • تُحَاوِلُ فَارْمِهَا بِالفَاتِحِينا

  • بِأَسْدِ وَغى ً إِذَا زَأَرَتْ أَحَالَتْ

  • زئيرَ الأُسدِ منْ فرقٍ أنينا

  • كتائبُ شبنَ حاضرة ً ببدوٍ

  • يُصَرِّفْنَ الْمَنَايا حَيْثُ شِينَا

  • فكمْ بلدٍ ملكتَ بهِ بلاداً

  • وَكَمْ حِصْنٍ فَتَحْتَ بِهِ حُصُونا

  • وشمْ للرَّقَّة ِ البيضاءِ بيضاً

  • بِهَا أَقْرَرْتَ فِي حَلَبَ العُيُونا

  • كَتَبْتَ مِنَ الْخُطُوبِ لَهَا أَمَاناً

  • وكنتَ على رعيَّتها أمينا

  • لئنْ أعيتْ على بنجوتكينٍ

  • فَقَدْ وَلَّيْتَها بَنْجُوتَكِينا

  • تعدّى ربُّها سفهاً وحيناً

  • وَكُنْتَ بِأَخْذِهَا سَلْبَاً قَمِينا

  • تَمَنّى أَنْ يَنَالَ النَّجْمَ جَهْلاً

  • فما صدقتْ منى ً جلبتْ منونا

  • أَعَنْتَ السَّيْفَ مُنْصَلِتاً بِرَأْيٍ

  • إذا أشهدتهُ الحربَ الزَّبونا

  • جَعَلْتَ طَلِيعَة ً مِنْهُ أَمَامَ الْ

  • جُيُوشِ وَمِنْ وَرائِهِمُ كَمِينا

  • أَلاَ لاَيَدَّعِ الْعَلْيَاءَ خَلْقٌ

  • فَقَدْ فَضَحَ الْمُحِقُّ الْمُدَّعِينا

  • وَلاَ يَقْضِي الزَّمَانُ بِعِزِّ شَيءٍ

  • إِذَا شَاءَ الْمُظَفَّرُ أَنْ يَهُونا

  • وَدُونَكَهَا مَدَائِحَ بِتُّ أُنْضِي

  • إِلَيْها الفِكْرَة َ العَنْسَ الأَمُونا

  • لَقَدْ غَادَرْتَ بِالإِحْسَانِ بَيْنِي

  • وبينَ النَّائباتِ نوى ً شطونا

  • وَضَنَّ نَدى يَدَيكَ بِمَاءِ وَجْهِي

  • فمالي لاَ أكونُ بهِ ضنينا

  • فَمَيِّزْ خَاطِراً يَأْبى الدَّنَايَا

  • وشعراً ما تبذَّلَ منذُ صينا

  • وَقَفْتُ لَدَيكَ وَالعِشْرُونَ سِنِّي

  • وها أنا قدْ قربتُ الأربعينا

  • وَمَا جَازَيْتُ مِنْ نُعْمَاكَ يَوْماً

  • عَلى أَنِّي أَفُوتُ القَائِلِينا

  • لَئِنْ أَضْحى مَعِيناً ماءُ قَوْلِي

  • فَمُنْذُ جَعَلْتَ فِعْلَكَ لِي مُعِينا

  • مَآثِرُ أَصْبَحَتْ فِي كُلِّ تاجٍ

  • عَلَى هامِ العُلى دُرّاً ثَمِينا

  • إِذَا ما رُمْتُ مِنْها وَصْفَ فَنٍّ

  • أَتَاحَتْ بِالفَضَائِلِ لِي فُنُونا

  • وَماذَا يَبْلُغُ الشُّعَرآءُ مِنها

  • وقدْ ذهلَ الكرامُ الكاتبونا

  • فعشْ ما كرَّ شهرُ الصَّومِ تجني

  • مُضَاعَفَة ً أُجُورَ الصَّائِمِينا

  • أَفَادَ الْحَمْدُ مِنْ رَيَّاكَ طِيباً

  • فَدَامَ لَدَيْكَ مُحْتَبَساً رَهِينا

  • فسُكَّانُ البسيطة ِ ما توالى

  • بحضرتكَ الهناءُ مهنِّئونا



أعمال أخرى ابن حيوس



المزيد...

العصور الأدبيه



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟