الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن حيوس >> بالحولِ نلتَ ونالَ النَّاسُ بالحيلِ >>
قصائدابن حيوس
بالحولِ نلتَ ونالَ النَّاسُ بالحيلِ
ابن حيوس
- بالحولِ نلتَ ونالَ النَّاسُ بالحيلِ
- فَسُدْ جَمِيعَ الْوَرى مُسْتَوْجِباً وَطُلِ
- وَارْسُمْ لِدَهْرِكَ ما تَخْتَارُ يَجْرِ عَلَى
- عاداتِ مستمعٍ للرَّسمِ ممتثلِ
- مَازِلْتَ تَلْتَذُّ طَعْمَ الْعَفْوِ مُقْتَدِراً
- حَتّى ابْتُغي عِنْدَكَ الْإِحْسانُ بِالزَّلَلِ
- هذِي الْفَضَائِلُ لَمْ نَعْرِفْ لَها شَبَهاً
- ضلَّ الورى حينَ قالوا الفضلُ للأُولِ
- فَكَيْفَ يَثْبُتُ هذَا فِي قِيَاسِهِمُ
- وخيرة َ الخلقِ أضحى خاتمُ الرُّسلِ
- أجلتَ أعيننا في كلِّ معجزة ٍ
- لَمْ تَجْرِ فِي خَلَدٍ مِنْهُمْ وَلَمْ تَجُلِ
- فَإِنْ أَتى حَسَنٌ مِنْ فِعْلِ بَعْضِهِمِ
- فَقَدْ يَصِحُّ وُقُوعُ السَّعْدِ عَنْ زُحَلِ
- للهِ رأيُ إمامِ الخلقِ كيفَ سرى
- إِلَيْكَ وَالْوَقْتُ دَاجٍ مُظْلِمُ السُّبُلِ
- ألفى الوزارة َ لمْ تسندْ إلى وزرٍ
- يَوْماً وَلَمْ يَخْلُ طَرْفُ الْعَيْنِ مِنْ خَلَلِ
- فَرَبَّها مِنْكَ نَحْوَ الْكُفْءِ يَمْهُرُها
- آرَاءَ مُكْتَهِلٍ فِي عَزْمِ مُقْتَبِلِ
- مَا زَالَ إِنْ طَغَتِ الْأَعْدَاءُ جَلَّلَها
- رَأْياً يَفُلُّ شَبَاة َ الْحادِثِ الْجَلَلِ
- أَزَلْتَ قُرَّة َ عَنْ دَارِ الْقَرَارِ بِمَا
- أعملتهُ منْ سدادِ الرَّأيِ والعملِ
- مَالُوا عَنِ الْحَقِّ فَاسْتَنْهَضْتَ نَحْوَهُمُ
- فوارساً غيرَ ما ميلٍ ولا عزُلِ
- لَوْ لَمْ يَنُمَّ صَهِيلُ الْخَيْلِ تَحْتَهُمُ
- ظُنُّوا شُمُوسَ ضُحى ً وَافَتْ عَلَى قُلَلِ
- تَهْدِيهِمُ وَ دَيَاجِي اللَّيْلِ مُظْلِمة ٌ
- لَمْعُ الْأَسِنَّة ِ فِي الْخَطِّيَّة ِ الذُّبُلِ
- أَوْلَغْتَهَا مِنْ دَمِ الْأَوْدَاجِ ظامِئَة ً
- وَزِدْتَها دُفَعاً في الْعَلِّ وَالنَّهَلِ
- فحينَ ما ثملتْ هزَّتْ معاطفها
- وغيرُ بدعٍ تثنّي الشَّاربِ الثَّملِ
- أشرقتَ حينَ تركتَ الشَّمسَ شاحبة ً
- كأنَّما ألبستْ دكناً منَ الحللِ
- وراحَ نقعكَ في أجفانها كحلاً
- وَمَا عَهِدْنَا بِجَفْنِ الشَّمْسِ مِنْ كَحَلِ
- عَزَائِمٌ مَغْرِبِيَّاتٌ تَنَاذَرَها
- أَهْلُ الْعِرَاقَيْنِ قَبْلَ السَّهْلِ وَالْجَبَلِ
- لَقَدْ رَأَى طُغْلُبَكٍ في تَخَوُّفِها
- رَأْياً بَعِيداً مِنَ التَّثْرِيبِ والخَطَلِ
- أضحى يظنُّ ضياءَ الصُّبحِ منْ قضبٍ
- سلَّتْ وأنَّ نجومَ اللَّيلِ منْ أسلِ
- تركتَ أعضاءهُ تنقدُّ منْ وجلٍ
- رُعْباً وَأَضْلُعَهُ تَنْقَضُّ مِنْ وَهَلِ
- فَلاَ تَلُمْهُ إِذَا لَمْ يَشْكُ عِلَّتَهُ
- فَالْمَيْتُ لاَ يَتَشَكى حادِثَ الْعِلَلِ
- قدْ أصبحتْ صفحاتُ الملكِ مشرقة ً
- وصافحتكَ بتسليمٍ يدُ الدُّولِ
- فَاحْكُمْ بِسَعْدِكَ رفيمَا أَنْتَ فَاعِلُهُ
- وجاوزِ الحكمَ بالجوزاءِ والحملِ
- فالسَّبعة ُ الشُّهبُ لوْ نالتْ أمانيها
- لأَصْبَحَتْ خَوَلاً مَعْ هذِهِ الْخَوَلِ
- بالكاملِ الأوحدِ استخذى الزَّمانُ لنا
- وصارَ يُنعتُ بالهيَّابة ِ الوكلِ
- آباؤُهُ الْغُرُّ طالُوا النَّاسَ كُلَّهُمُ
- وأصبحَ المجدُ منهمْ محصدَ الطَّولِ
- زَالُوا وَخَلدَتِ الْعَلْياءُ ذِكْرَهُمُ
- كأنَّ أشخاصهمْ في النَّاسِ لمْ تزلِ
- الحاكمينَ بما في الشَّرعِ منْ حكمٍ
- والنَّاصريهِ على الأديانِ والمللِ
- لَمْ يَبْقَ في كِبدِ الْمَعْروفِ مِنْ غُلَلٍ
- بِهِمْ وَلاَ فِي قَناة ِ الْمَجْدِ مِنْ مَيَلِ
- ومتربونَ منَ العلياءِ تربهمُ
- ألمى الشِّفاهِ منَ التَّعفيرِ والقُبلِ
- أصخْ إلى الدَّهرِ تسمعْ قولهُ طرباً
- هذَا وَلِيُّ عَلِيٍّ صَفْوَة ُ ابْنِ عَلِي
- يا سامِعاً صَوْتَ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ بُعُدٍ
- وليسَ يسمعُ نجوى اللَّومِ في العذلِ
- لقدْ حقنتَ دمَ العليا بجودِ يدٍ
- مخضوبة ٍ بدماءِ المحلِ والبخلِ
- أَظْما إِلى رَشْفِها يَوْماً فَيَصْدِفُني
- عَنْها تَعَرُّضُ سَيْلِ الْعارِضِ الْهَطِلِ
- هذي كواعبُ قدْ وافتكَ مقسمة ً
- أَنْ لَمْ تُزَفَّ إِلى بَعْلٍ وَلَمْ تُنَلِ
- قدْ صنتهنَّ عنِ الخطَّابِ قاطبة ً
- كَما تُصانُ ذَوَاتُ الخِدْرِ بِالِكلَلِ
- لولاكَ ما حلِّيتْ يوماً ترائبها
- ولا نضا الدَّهرُ عنها حُلَّة َ العطلِ
- إنْ غابَ شخصيَ عنْ هذا المقامَ فقدْ
- صحبتهُ بالرَّجاءِ المحضِ والأملِ
- فانعمْ بتخفيفِ ما أسديتَ منْ نعمٍ
- بِكَثْرَة ِ النُّورِ يَعْشى ناظِرُ الْمُقَلِ
- واستبقِ مهجة َ عبدٍ رحتَ مالكهُ
- فربَّ حتفٍ جناهُ كثرة ُ الجذلِ
- ولتمهلنَّ اللَّيالي حاسديكَ فقدْ
- سقتهمُ المهلَ والغسلينَ في مهلِ
- وافنِ الزَّمانَ بعزٍّ غيرِ منصرمٍ
- وسؤددٍ بنواصي النَّجمِ متَّصلِ
المزيد...
العصور الأدبيه