الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن حيوس >> إدراكُ وصفكَ ليسَ في الإمكانِ >>
قصائدابن حيوس
إدراكُ وصفكَ ليسَ في الإمكانِ
ابن حيوس
- إدراكُ وصفكَ ليسَ في الإمكانِ
- ما للمقالِ بذا الفعالِ يدانِ
- قَدْ دَقَّ عَنْ فِكْرِ الْوَرى وَتَحَيَّرَتْ
- فِيكَ الْعُقُولُ وَكَلَّ كُلُّ لِسَانِ
- والوصفُ ما لا تستزيدُ بهِ على ً
- أَنَّى وَمَجْدُكَ وَاضِحُ البُرْهَانِ
- جاوزتَ مالمْ تسعَ في طرقاتهِ
- هِمَمٌ وَلَمْ تَطْمَحْ إِلَيْهِ أَمَانِي
- وأبانَ فضلكَ للزَّمانِ فضيلة ً
- تَبْقى إِذَا دَرَسَتْ هِضَابُ أَبَانِ
- قَدْ كانَ مِنْ غُرَرِ الْمَحَاسِنِ مُعْدِماً
- فَالآنَ قَدْ أَفْضَى إِلى الوِجْدَانِ
- أعطى الرَّعيَّة َ سؤلها منْ عدلهِ
- ملكٌ عليها بالرِّعاية ِ حانِ
- يُغفي وليسَ ينامُ ناظرُ دينهِ
- أَعْظِمْ بِهِ مِنْ نَائِمٍ يَقْظَانِ
- فإذا دعوا وتضرَّعوا لمْ يسألوا
- إِلاَّ إِدَامَة َ عِزِّ ذَا السُّلْطَانِ
- قدْ كانَ هذا الشَّامُ نُهزة َ ناكثٍ
- حيناً فصارَ أعزَّ منْ خفَّانِ
- أَسْكَنْتَ مُقْفِرَهُ وَلَوْ لَمْ تَحْمِهِ
- لخَلَتْ معاقلهُ منَ السُّكَّانِ
- مذْ ظلَّ في عمَّانَ جيشكَ نازلاً
- عَنَتِ الْبَوَادِي مِنْ وَرَاءِ عُمَانِ
- عَنْ هَيْبَة ٍ ضَمَّنْتَهَا إِذْ لَمْ تَزَلْ
- للعزِّ أوفى ضامنٍ بضمانِ
- أَلاَّ يَقِرَّ النَّوْمُ فِي أَجْفَانِهِمْ
- حَتّى تَقِرَّ ظُبَاكَ فِي الأَجْفَانِ
- مَا زِلْتَ تُزْجِي مُزْنَة ً فِي ضِمْنِهَا
- إِطْفَاءُ مَا شَبُّوا مِنَ النِّيرَانِ
- حَتّى تَرَكْتَ ظُنُونَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ
- وَقْفاً عَلَى الإِخْفَاقِ وَالْخَفَقَانِ
- منْ آخذٍ بمضلَّة ٍ أوْ عائدٍ
- بمذلَّة ٍ أوْ عائذٍ بأمانِ
- بينَ النَّباهة ِ والخمولِ مسافة ٌ
- لولاكَ ما بعدتْ على حسَّانِ
- لَوْ لَمْ تَذُدْ عَنْهُ الإِمَارَة َ عَنْوَة ً
- لاقتادَ مصعبها بغيرِ حرانِ
- لَيَّنْتَهُ وَلَوَيْتَهُ فَتُرَاثُهُ
- بَينَ اللَّيَانِ يَضيعُ وَاللَّيّانِ
- وَسُطَاكَ تَأْبى أَنْ تَفُوزَ قِدَاحُهُ
- حتّى يفوزَ لديكَ بالغفرانِ
- فَامْدُدْ عَلَيْهِ ظِلَّ رَأْفَتِكَ الَّذِي
- يَجْنِي ثِمَارَ الْعَفْوِ مِنْهُ الْجَانِي
- فَمَتى يُسِرُّ الْغَدْرَ مَنْ غَادَرْتَهُ
- حَيَّ الْمَخَافَة ِ مَيِّتَ الأَضْغَانِ
- مُطلتْ مطامعهُ بما منَّيتهُ
- فمنيتهُ بتخاذلِ الأعوانِ
- مذْ زالَ مخائيلُ عنْ خيلائهِ
- زلَّتْ بطالبِ نصرهِ القدمانِ
- لرأى بناظرِ حزمهِ لمَّا رأى
- ألاَّ سلاحَ لديكَ كالإذعانِ
- وكفى احتماءً ملكَ قيصرَ أنَّهُ
- أَلْقى مَقَالِدَهُ إِلى خَاقَانِ
- أوفى البريَّة ِ نائلاً وحميَّة ً
- فِي عَامِ مَسْغَبَة ٍ وَيَوْمِ طِعَانِ
- مَلِكٌ إِذَا ما امْتاحَ أَروَاحَ العِدى
- جعلَ القنا عوضاً منَ الأشطانِ
- وَإِذَا الْفَوَارِسُ أَمْكَنَتْ أَسْلابُها
- لَمْ يُرْضِهِ سَلَبٌ مِنَ التِّيجَانِ
- مَنْ كُنْتَ عُدَّتَهُ لِقَهْرِ عُدَاتِهِ
- ذلَّ البعيدُ لعزِّهِ والدَّاني
- بَأْسٌ لَوَ کنَّ الْجَاهِلِيَّة ِ رُوِّعَتْ
المزيد...
العصور الأدبيه