قصائدابن الخياط



هَبُوا طيفَكُمْ أعْدى علَى النِّأْي مَسراهُ
ابن الخياط



  • هَبُوا طيفَكُمْ أعْدى علَى النِّأْي مَسراهُ

  • فَمنُ لِمَشُوقٍ أنْ يُهَوِّمَ جَفْناهُ

  • وهلْ يهتدِي طيفُ الخيالِ لناحِلٍ

  • إذا السُّقْمُ عنْ لحظِ العوائِدِ أخْفاهُ

  • غِنى ً في يَدِ الأحلامِ لا أستفيدهُ

  • ودَيْنٌ عَلى الأيَّامِ لا أتقاضاهُ

  • وَما كُلُّ مَسْلُوبِ الرُّقادِ مُعادُهُ

  • وَلا كُلُّ مَأْسُورِ الفُؤَادِ مُفاداهُ

  • يَرى الصَّبْرَ مَحْمودَ العَواقِبِ مَعْشَرٌ

  • وَما كُلُّ صَبْرٍ يَحْمَدُ المَرْءِ عُقْباهُ

  • ليَ اللهُ مِنْ قَلْبٍ يُجَنُّ جُنُونُهُ

  • مَتى لاحَ بَرْقٌ بِالقَرِينَيْنِ مَهْواهُ

  • أحِنُّ إذا هَبَّتْ صَباً مُطْمَئِنَّة ٌ

  • حَنِينَ رذايا الرَّكْبِ أوْشَك مَغْدَاهُ

  • خَوامِسَ حَلاّها عَنِ الوَرْدِ مَطْلَبٌ

  • بعيدٌ على البُزْلِ المصاعِيبِ مرْماهُ

  • هوى ً كلَّما عادَتْ مِنَ الشَّرْقِ نَفْحَة ٌ

  • أعادَ لِيَ الشَّوْقَ الَّذِي كانَ أبْداهُ

  • وما شَغَفِي بالرِّيحِ إلاّ لأنَّها

  • تَمُرُّ بِحَيٍّ دُونَ رامَة َ مَثْواهُ

  • أُحِبُّ ثَرى الوادِي الَّذِي بانَ أهْلُهُ

  • وأصْبوا إلى الرَّبْعِ الَّذِي مَحَّ مَغْناهُ

  • فَما وَجَد النِّضْوُ الطَّلِيحُ بِمَنْزِلٍ

  • رَأى وِرْدَهُ فِي ساحَتَيْهِ وَمَرْعاهُ

  • كَوَجْدِي بِأطْلالِ الدِّيارِ وَإنْ مَضى

  • علَى رسْمِها كَرُّ العُصُورِ فأبْلاهُ

  • دوارِسَ عفّاها النَّحُولُ كأَنَّما

  • وَجَدْنَ بِكُمْ بَعْدَ النَّوَى ما وَجَدْناهُ

  • ألا حبَّا عْدُ الكَثِيبِ وناعِمٌ

  • مِنَ العَيْشِ مجرورُ الذُّيولِ لبِسْناهُ

  • لَيَالِيَ عاطَتْنا الصَّبابَة ُ دَرَّها

  • فلمْ يبقَ منْها منهَلٌ ما وَردْناهُ

  • وللَّهِ وادٍ دُونَ مَيْثاءٍ حاجِرٍ

  • تَصِحُّ إذا اعْتَلَّ النَّسِيمُ خُزاماهُ

  • أُناشِدُ أرْواحَ العَشِيّاتِ كُلَّما

  • نَسَبْنَ إلى رَيّا الأحبَّة ِ ريّاهُ

  • أناشَتْ عَرارَ الرَّمْلِ أمْ صافَحَتْ ثَرى ً

  • أغَذَّ بهِ ذَاكَ الفَرِيقُ مَطاياهُ

  • خَلِيلَيَّ قَدْ هَبَّ اشْتِياقِي هُبُوبُها

  • حُسُوماً فهلْ مِنْ زَوْرَة ٍ تتلافاهُ

  • أعِينا عَلَى وَجْدي فليسَ بنافِعِ

  • إخاؤُكما خِلاًّ إذا لَمْ تُعِيناهُ

  • أما سُبَّة ٌ أنْ تَخْذُلا ذَا صَبَابة ٍ

  • دَعا وَجْدَهُ الشَّوْقُ القَدِيمْ فَلَبَّاهُ

  • وأكَمَدُ محزُونٍ وأوْجَعُ مُمْرَضٍ

  • مِنَ الوجدِ شاكٍ ليسَ تُسْمَعُ شَكْواهُ

  • شَرى لُبُّهُ خَيْلُ السَّقامِ وبَاعَهُ

  • وَأرْخَصَهُ سَوْمُ الغَرامِ وأغْلاهُ

  • وبالجِزْعِ حيٌّ كلَّما عنَّ ذِكْرُهُمْ

  • أماتَ الهوى منِّي فُؤاداً وأحْياهُ

  • تَمَنَّيْتُهُمْ بِالرَّقْمَتَيْنِ وَدارُهُمْ

  • بِوادِي الغَضَا يا بُعْدَ ما أتمَنَّاهُ

  • سَقَى الوابِلُ الرّبْعِيُّ ماحِلَ رَبْعِكُمْ

  • وَرَوَاحَهُ ما شاءَ رَوْحٌ وَغاداهُ

  • وجَرَّ عليهِ ذيلَهُ كُلُّ ماطِرٍ

  • إذا ما مَشَى فِي عَاطِلِ التُّرْبِ حَلاّهُ

  • وَما كنْتُ لَوْلا أنَّ دَمْعِي مِنْ دَمٍ

  • لأحمِلَ منّا للسحابِ بسُقياهُ

  • على أنَّ فخرَ المُلْكِ للأرضِ كافِلٌ

  • بِفَيْض نَدى ً لا يَبْلُغُ القَطْرُ شَرْوَاهُ

  • بصُرْتُ بأمّاتِ الحَيا فظننتُها

  • أنامِلَهُ إنَّ السَّحائِبَ أشْباهُ

  • أخُو الحزْمِ ما فاجاهُ خطبٌ فكادَهُ

  • وذُو العزمِ ما عانهُ أمرٌ فعنّاهُ

  • وَساعٍ إلى غاياتِ كُلِّ خَفِيَّة ٍ

  • مِنَ المَجْدِ ما جاراهُ خَلْقٌ فَباراهُ

  • بهِ رُدَّ نحوِي فائتُ الحَظِّ راغِماً

  • وأسْخَطَ فِيَّ الدَّهْرُ مَنْ كَانَ أرْضاهُ

  • تَحامَتْنِي الأيَّامُ عِنْدَ لِقائهِ

  • كأنِّي فِيها بأسُهُ وَهْيَ أعْداهُ

  • إليكَ رحلْتُ العِيسَ تَنْقُلُ وقرَها

  • ثناءً وللأعلى يجهَّزُ أعلاهُ

  • وَلا عُذْرَ لِي إنْ رابَنِي الدَّهْرُ بَعْدَما

  • تَوخَّتْكَ بِي يا خَيْرَ مَنْ تَتَوَخّاهُ

  • وَرَكْبٍ أماطُوا الهَمَّ عَنْهُمْ بهِمَّة ٍ

  • سَواءٌ بها أقْصى المَرامِ وأدْناهُ

  • قطعتُ بهمْ عرْضَ الفلاة ِ وطالَما

  • رمى مقتَلَ البيداء عزمِي فأصْماهُ

  • وَسَيْرٍ كإيماضِ البُرُوقِ ومَطْلَبٍ

  • لبِسْنا الدُّجى منْ دُونِهِ وخلَعْناهُ

  • إلى المَلِكِ الجَعْدِ الجزِيلِ عطاؤُهُ

  • إلى القَمَرِ السَّعْدِ الجَمِيلِ مُحَيّاهُ

  • إلى رَبْعِ عمّارِ بنِ عمارٍ الذي

  • تكفَّلَ أرْزاقَ العُفاة ِ بجدواهُ

  • ولَمّا بَلَغْناهُ بَلَغْنا بهِ المُنى

  • وشِيكاً وأعطَيْنا الغِنى منْ عطاياهُ

  • فتى ً لمْ نَمِلْ يوماً برُكْنِ سماحِهِ

  • على حَدَثانِ الدَّهرِ إلا هدمْناهُ

  • مِنَ القَوْمِ ياما أمْنَع الجارَ بَيْنَهُمْ

  • وَأحْلى مَذاقَ العَيْشِ فِيهِمْ وَأمْراهُ

  • وأصْفى حياة ً عندهُمْ وأرقَّها

  • وأبرَدَ ظِلاً في ذَراهُمْ وأنداهُ

  • أغَرُّ صبيحٌ عرضُهُ وجبينُهُ

  • كأنَّهُما أفْعالُهُ وَسَجاياهُ

  • لكَ اللهُ ما أغراكَ بالجودِ همَّة ً

  • سرُوراً بما تحبُو كأنَّكَ تُحباهُ

  • دعوْنا رَقُدَ الحظَّ باسمِكَ دعْوة ً

  • فَهَبَّ كأنَّا منْ عِقالٍ نَشَطْناهُ

  • وجُدْتَ فأثْنَيْنا بحمدِكَ إنَّهُ

  • ذمامٌ بحُكْمِ المَكْرُماتِ قضَيْناهُ

  • مَكارِمُ أدَّبْنَ الزَّمانَ فَقَدْ غَدا

  • بِها مُقْلِعاً عَمّا جَنَى وَتَجَنّاهُ

  • أيامَنْ أذالَ الدَّهْرُ حَمْدِي فَصانَهُ

  • وقلَّصَ ظِلَّ العَيْشِ غنِّي فأضفاهُِ

  • وعلَّمنِي كَيْفَ المطالِبُ جُودُهُ

  • وما كنْتُ أدرِي المطالِبُ لَولاهُ

  • لأنْتَ الَّذِي أغْنَيْتَنِي وَحَمَيْتَنِي

  • لَيالِيَ لا مالٌ لَدَيَّ وَلا جاهُ

  • أنلتَنِيَ القدرَ الذي كنتُ أرتجِي

  • وأمَّنَتنِي الخَطْبَ الَّذِي كُنْتُ أخْشاهُ

  • وأمضَيْتَ عضْباً منْ لسانِيَ بَعدما

  • عمرْتُ وحداهُ سواءُ وصَفحاهُ

  • وسرْبَلَتْنِي بالبِرِّ حتّى تركتْتنِي

  • بِحَيْثُ يَرانِي الدَّهْرُ كُفْؤاً وَإيّاهُ

  • فدُونَكَ ذا الحمدَ الذي جلَّ لفظُهُ

  • ودقَّ على الإفهامِ في الفضلِ معناهُ

  • فَلا طُلَّ إلاّ مِنْ حَبائِكَ رَوْضُهُ

  • ولا باتَ إلاّ في فِنائِكَ مَأْواهُ



أعمال أخرى ابن الخياط



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك