الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> نشدتُكَ لا تُعْدِمِ الرّاحَ راحا >>
قصائدابن الخياط
نشدتُكَ لا تُعْدِمِ الرّاحَ راحا
ابن الخياط
- نشدتُكَ لا تُعْدِمِ الرّاحَ راحا
- ولا تمْنعَنَّ الصَّبُوحَ الصَّباحا
- فقدْ أصبَحَ الغيثُ يكْسُو الجَمالَ
- وُجوهاً مِنَ الأرْضِ كانَتْ قِباحا
- يُعيدُ إلى العودِ إيراقَهُ
- ويهتَزُّهُ بالنَّسِيمِ ارتِياحا
- بكى رحْمَة ً لِجُدُوبِ البلادِ
- وَحَنَّ اشْتِياقاً إليها فَساحا
- وسَحَّ كما غَلَب المُسْتَها
- مَ وجْدٌ فأجْرى دموعاً وَباحا
- كأنَّ الغيُومَ جيُوشٌ تسُومُ
- مِنَ العدلِ في كلِّ أرضٍ صَلاحا
- إذا قاتَلَ المَحْلَ فِيها الغَمامُ
- بِصَوْبِ الرِّهامِ أجادَ الكِفاحا
- فَوافاهُ يَحْمِلُ مِنْ طَلِّهِ
- ومنْ وبلِهِ للقاءِ السِّلاحا
- يقرطِسُ بالطَّلِّ فيهِ السِّهامَ
- ويُشْرِعُ بالوبْلِ فيهِ الرِّماحا
- وسَلَّ عَلَيْهِ سُيوفَ البُروقِ
- فأَثْخَنَ بالضّرْبِ فيهِ الجراحا
- ترى ألسُنَ النَّوْرِ تُثْنِي عليهِ
- فتعجَبُ منهُنَّ خُرْساً فِصاحا
- كأنَّ الرياضَ عَذارى جلونَ
- عليكَ ملابسهُنَّ المِلاحا
- وقَدْ غادَرَ القَطْرُ مِنْ فَيْضِه
- غَدِيراً هُوَ السَّيلُ حَلَّ البِطاحا
- إذا صافَحَتْهُ هوافِي الرِّياحِ
- تموَّجَ كالطِّرْفِ رامَ الجِماحا
- ودِيكاً ترى الصُّفْرَ جِسْماً لهُ
- وَمِنْ فِضَّة ٍ رِيشَهُ والجَناحا
- إذا الماءُ راسَلَهُ بالخَرِيـ
- ـرِ أحْسَنَ تَغْرِيدَهُ وَالصِّياحا
- لهُ شيمتانِ منَ المكْرُماتِ
- يُريكَ الوقارَ بها والمِراحا
- إذا همَّ منْ طربٍ أنْ يطيـ
- ـرَ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْ حَياءٍ بَراحا
- إذا ما تَغَنّى أغارَ الحَمامَ فَرَ
- فرجَّعَ ألحانَهُ ثمَّ ناحا
- غَداة ٌ غدا اليومُ فيها صَريحاً
- وأضْحى الغَمامُ لديها صُراحا
- كأنَّ حَياها يُجارِي الأمِيرَ
- ليُشْبِهَ معروفَهُ والسَّماحا
- وكيفَ يُشاكِلُ مَنْ لا يُغِـ
- ـبُّ مجداً مصُوناً ومالاً مُباحا
- أعَمَّ نوالاً منَ البحرِ فاضَ
- وأطْيَبَ نشراً منَ المسكِ فاحا
- فدُونَكَ فاشْرَبْ كُؤُوساً تُصِيبُ
- مِزاجاً لهنَّ السُّرورَ القَراحا
- إذا ما جَلونا عَرُوسَ المُدامِ
- أجالَ الحَبابُ عَلَيْها وِشاحا
- وقدْ فسَحَ الوصْلَ للعاشِقِين
- فصادَفَ منهُمْ صُدوراً فِساحا
- إذا كَرُمَ الدَّهْرُ فِي عَصْرِنا
- فَكيفَ نَكُونَ عَلَيْهِ شِحاحا
المزيد...
العصور الأدبيه