الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> عَتادُكَ أنْ تشنَّ بها مغارا >>
قصائدابن الخياط
عَتادُكَ أنْ تشنَّ بها مغارا
ابن الخياط
- عَتادُكَ أنْ تشنَّ بها مغارا
- فقُدْها شُزَّباً قبَّاً تَبَارى
- كأنَّ أهِلَّة ً قَذفَتْ نُجُوماً
- إذا قدحت سنابكُها شَرارا
- وَهَلْ مَنْ ضَمَّرَ الجُردَ المَذاكي
- كَمَنْ جَعلَ الطِّرادَ لها ضِمارا
- كأنَّ الليلَ موتورٌ حريبٌ
- يحاوِلُ عندَ ضوءِ الصُّبحِ ثارا
- فليسَ يحيدُ عنها مستجيشاً
- على الإصباح عثيرها المُثارا
- أخَذْنَ بِثأْرِهِ عَنَقاً وَرَكْضاً
- مددنَ على الصباحِ بهِ إزارا
- وقد هبتْ سيوفُكَ لامعاتٍ
- تُفرِّقُ في دجنتهِ نَهارا
- أمَا والسابقاتِ لقدْ أباحتْ
- لَكَ الشَّرَفَ المُمَنَّعَ وَالْفَخَارا
- فزُرْ حلباً بكلِّ أقبًَّ نهدٍ
- فَقَدْ تُدْنِي لَكَ الْخَيْلُ الْمَزارا
- وكلِّفْ ردَّها إن شئْتَ قسراً
- عَزائمَ تَستَرِدُّ المُستعارا
- فأجْدِرْ بِالمَمالِكِ أنْ تراها
- لمنْ كانتْ ممالكَهُ مِرارا
- وإنْ ولدَتْ لكَ الآمال حظّاً
- فما زالَتْ مواعدُها عِشارا
- إذا عايَنْتَ مِنْ عُودٍ دُخاناً
- فأوشِكْ أنْ تُعايِنَ منهُ نارا
- ويأبى اللَّهُ إنْ أبَتِ الأعادي
- لِناصرِ دِينهِ إلاَّ انتصِارا
- وما كبُرَتْ عليكَ اُمورُ مجدٍ
- إذا أصْدَقْتَها الهممَ الكِبارا
- وما هممُ الفَتى إلاَّ غُصُونٌ
- تَكونُ لها مَطالِبُهُ ثِمارا
- ألسْتَ ابنَ الذي هطلتْ يداهُ
- ندى ً سرَفاً لمنْ نطقَ اختصارا
- وأعطى الأفَ لمْ تُعْقَرْ بنَقْصٍ
- وما غُنِّي ولا شَرِبَ العقارا
- وأشْبَعَ جُودُهُ غَرْثى الأمانِي
- وَرَوَّى بأسُهُ الأسَلَ الحِرارا
- وقَادَ إلى الأعادِي كُلَّ جَيْشٍ
- تَقُودُ إليْهِ رَهْبَتُهُ الدِّيارا
- وَلَوْ قُلْتُ ابنُ مَحْمُودٍ كَفَتْنِي
- صِفاتُ عُلاكَ فَضْلاً واشتِهارا
- وهلْ يخفى علَى السَّارينَ نَهجٌ
- إذا ما البَدْرُ في الأُفُقِ استنارا
- مِنَ القَوْمِ الأولى جَادُوا سِرارا
- وَعادَوْا كُلَّ مَنْ عادَوْا جِهارا
- وما كتَمُوا الندى إلا ليَخْفى
- ويأْبى الْغَيْثُ أنْ يَخْفى انْهِمارا
- بُدُورُ الأرضِ ضاحية ً عليها
- وأطيَبُ مَنْ ثوى فيها نُجارا
- إذا ما زُلْزِلَتْ كانوا جِبالاً
- وإنْ هِيَ أمْحَلَتْ كانوا بِحارا
- وأنْتَ أشدُّهُمْ بَأساً وَأنْدا
- هُمُ كفَّا وأكثرهمْ فخارا
- وأوفاهمْ إذا عقدوا ذِماماً
- وَأحْمَاهُمْ إذا حَامَوْا ذِمارا
- وأمْرَعُهُمْ لِمُرْتَادٍ جَناباً
- وأمنعهمْ لمطلُوبٍ جِوارا
- لَقَدْ لَبِسَتْ بِكَ الدُّنْيَا جَمالاً
- فلو كانتْ يداً كنتَ السِّوَارا
- يُضِيءُ جَبِينُكَ الوَضَّاحُ فيها
- إذا ما الرَّكْبُ في الظَّلْماءِ حارا
- فما يدري أنارُ قِراكَ لاحَتْ
- لهُ أمْ بَرقُ غيثكَ قد أنارا
- تَمَلَّ أبا القِوامِ شَرِيفَ حَمْدٍ
- رفعْتُ بهِ على الدُّنْيا مَنارا
- ثناءٌ ما حَداهُ الفِكْرُ إلاّ
- أقامَ بِكلِّ مَنْزِلَة ٍ وَسارا
- إذا أُثْني بحمدَ قالَ قومٌ
- بِحَقِّ الرَّوْضِ أنْ حَمِدَ القِطارا
- غَفَرْتُ ذِنُوبَ هذا الدَّهْرِ لَمَّا
- أصارَ إليَّ رُؤْيَتَكَ اعْتِذَارا
- وردَّ ليَ الصِّبا بنداكَ حتّى
- خلعتُ لديهِ في اللهوِ العِذارا
المزيد...
العصور الأدبيه