الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> سَقَوْهُ كأسَ فُرْقَتِهِمْ دِهاقا >>
قصائدابن الخياط
سَقَوْهُ كأسَ فُرْقَتِهِمْ دِهاقا
ابن الخياط
- سَقَوْهُ كأسَ فُرْقَتِهِمْ دِهاقا
- وأسْكرهُ الوداعُ فما أفاقا
- إذا ما الكأْسُ لمْ تَكُ كأسَ بينٍ
- فليست بالحميمِ ولا الغَساقَا
- أبى إلاّ افتراقاً شملُ صبري
- وَدَمْعِي إذْ نأوْا إلاَّ افْتِرَاقا
- رِفاقٌ ما ارْتَضَوْا في السَّيرِ إلاَّ
- قُلُوبَ الْعاشِقينَ لَهُمْ رِفاقا
- أرائِقَة َ الجَمَالِ وَلاَ جَمِيلٌ
- أرَاقَكِ أنْ جَعَلْتِ دَمِي مُرَاقا
- وَسِرْتِ فَلَمِ أسَرْتِ فُؤادَ حُرِّ
- حَلَلْتِ وَمَا حَلَلْتِ لَهُ وَثَاقا
- تُعَيِّرُنِي بِأحْداثِ اللَّيالِي
- وَكَيْفَ يُدَافِعُ الْبَدْرُ الْمِحاقا
- شَبابٌ كانَ مُعْتَلاًّ فَوَلَّى
- وصدْرٌ كان مُتسعاً فضاقَا
- يُكَلِّفُنِي الزَّمَانُ مَدِيحَ قَوْمٍ
- يَرَوْنَ كَسادَ ذِكْرِهِمُ نَفَاقا
- ومنْ يرجُو منَ النارِ ارتواءً
- كمنْ يخشى من الماءِ احتراقَا
- ولوْ أنَّ الزمانَ أرادَ حمْلَ الَّـ
- ـذي حُمِّلْتُ منهُ ما أطَاقا
- ولي عزمٌ أنالُ بهِ انفتاحاً
- لِبابِ الْمَجْدِ إنْ خِفْتُ انْغِلاقا
- بَعَثْتُ بهِ النِّياق وَقَدْ يُرَجِّي
- أنيقَ العيشِ مَن بعثَ النِّياقا
- سريتُ بها وحظِّي ذُو سُباتٍ
- وجئْتُ أبا الفوارسِ فاستفاقا
- سعى وسعى الملُوكُ فكانَ أقصى
- مدى ً وأشدَّ في السَّعْيِ انطلاقا
- وأطْوَلَهُمْ لدى العلْياءِ باعاً
- وأثْبَتَهُمْ لَدى الْهَيْجَاءِ سَاقا
- يطبِّقُ غيثُهُ أرضَ الأماني
- ويسمُو سعدُهُ السَّبعَ الطِّباقا
- ويسبقُ عزمهُ كلمَ الليالي
- فَكَيْفَ يُحَاوُلُونَ لَهُ سِبَاقا
- ومن يطلبْ للمْعِ البرقِ شأواً
- يَجِدْهُ أعزَّ مَطْلُوبٍ لَحاقا
- وَمَا بِالْجَدِّ فَاقَ النَّاسَ صِيتاً
- وَلَكِنْ بِالنَّدَى والْبَأسِ فَاقا
- ومن خطبَ المعاليَ بالعوالِي
- وبالجدوى فقد أربى الصداقا
- وَإنْ طَرقَ الْعِدى لَمْ يَرْضَ مِنْهُمْ
- سوى هامِ الملوكِ لهُ طِراقا
- وَقَدْ كَرِهَ التَّلاَقِي كُلُّ صَبٍّ
- كأنَّ إلى الفراقِ بهِ اشْتياقا
- وَشَدَّد بِالخِنَاقِ على الأعادِي
- فتى ً راخى بنائلهِ الخِناقا
- تلاقتْ عندك الآمالُ حتّى
- أبى إسرافُ جودِكَ أنْ يُلاقا
- وأقبلَ بالهناءِ عليكَ عيدٌ
- حَداهُ إليك إقبالٌ وساقا
- فسرَّكَ وهوَ منْكَ أسَرُّ قلباً
- وَلاَ عَجَبٌ إنِ المُشْتاقُ شَاقا
- وَمِثْلُكَ يَا مُحَمَّدُ سَاقَ جَيْشاً
- يُكَلِّفُ نَفْسَ رَائيهِ السِّياقا
- إذا الخَيْلُ الْعِتاقُ حَمَلْنَ هَمّاً
- فهمُّكَ يحملُ الخيلَ العتاقا
- وَمَنْ عَشِقَ الدِّقَاقَ السُّمْرَ يَوْماً
- فإنكَ تعشقُ السّمْرَ الدِّقاقا
- وَتَخْتَرِمُ الْمُلُوكَ بِها اخْتِرَاماً
- وَتَخْتَرِقُ الْعَجاجَ بِها اخْتِرَاقا
- يَسُركَ أنْ تُساقي الجيشَ كأْساً
- منَ الحربِ اصطباحاً واغتباقَا
- وأشجعُ مَن رأيناهُ شُجاعٌ
- يُلاقيهِ السرورُ بأنْ يُلاقى
- وما ماءٌ لذِي ظمإٍ زُلالٌ
- بأعْذَب منْ خلائقهِ مذاقا
- حباني جودُهُ عيشاً كأنِّي
- ظفرتُ به منَ الدهرِ استراقا
- فأيَّامِي بهِ بِيضٌ يِقَاقٌ
- وَكَانَتْ قَبْلَهُ سُوداً صِفَاقا
- وطَّوقني ابنُ مالِكَ طوقَ مَنٍّ
- فصُغْتُ من الثناءِ لهُ نِطاقا
- أرى الأيَّامَ لا تُعْطِي كَرِيماً
- بلوغَ مُرادِهِ إلاَّ فَوَاقا
- فَلا عَاقَتْكَ عَنْ طَلَبِ الْمَعالِي
- إذا الأيَّامُ كادَتْ أنْ تُعاقا
المزيد...
العصور الأدبيه