الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> أصُونُ لِسانِي والجنانُ يُذالُ >>
قصائدابن الخياط
أصُونُ لِسانِي والجنانُ يُذالُ
ابن الخياط
- أصُونُ لِسانِي والجنانُ يُذالُ
- وأقْصِرُ بثِّي والشجُونُ طِوالُ
- وأحبِسُ عنْ قومٍ عنانَ قصائدِي
- وقدْ أمكَنَ الطرفَ الجوادَ مجالُ
- تُذَمُّ اللَّيالِي إنْ تَعَذَّرَ مَطْلَبٌ
- وأوْلى لَعَمْرِي أنْ تُذَمَّ رِجالُ
- وما أُلْزِمُ الأيّامِ ذَنْبَ مَعاشِرٍ
- لِدَرِّهِمُ قَبْلَ الرِّضاعِ فِصالٌ
- وآلِ غنى ً جمٍّ همُ البحرُ ثروة ً
- ولكِنَّهُمْ عِنْدَ النَّوائِبِ آلُ
- لَوَ کنَّ بِلالاً جاءَهُمْ بِمُحَمَّدٍ
- لعادَ وما في فيهِ منهُ بِلالُ
- خَلِيليَّ ما كُلُّ العَسِيرِ بِمُعْجِزٍ
- مَرامِي ولا كُلُّ اليسيرِ يُنالُ
- وَلَيْسَ أُخو الحاجاتِ مِنْ باتَ راضِياً
- بِعَجْزٍ على الأقْدارِ فيهِ يُحالُ
- تقلبْتُ في ثوبِي رخاءٍ وشدة ٍ
- كذلكَ أحوالُ الزمانِ سجالُ
- وقَدْ وَسَمْتَنِي الأرْبَعونَ بِمَرِّها
- وحالَتْ بِشَيْبِي للِشَّبِيبَة ِ حالُ
- فليتَ الذي أرجُو من العمرِ بعدَها
- يطيبُ بهِ عيشٌ وينعمُ بالُ
- يقولُ أناسٌ كيفَ يُعزُكَ الغِنى
- وَمِثْلُكَ يَكْفِيهِ الفِعالِ مَقالُ
- وما عِنْدَهُمْ أنَّ السُّؤالَ مَذَلَّة ٌ
- ونقْصٌ وما قدْرُ الحياة ِ سُؤالُ
- ترفعْتُ إلا عنْ ندى ابنِ مُحسِنٍ
- وخيرُ الندى ما كانَ فيهِ جَمالُ
- وَعِنْدَ وَجِيهِ الدَّوْلَة ِ ابنِ رَشِيدِها
- وَلا بُدَّ لِي مِنْ دُوْلة ٍ فَخْمَة ٍ
- وأخلاقُ غيثٍ كلَّما جئتُ صادِياً
- وردْتُ بهنَّ العيشَ وهوَ زُلالُ
- وَبِشْرٌ إلى الزُّوارِ فِي كُلِّ لَزْبَة ٍ
- بهِ تُلْقَحُ الآمالُ وهيَ حِيالُ
- تدانَتْ بهِ الغاياتُ وهيَ بعيدة ٌ
- وخفَّتْ بهِ الحاجاتُ وهيَ ثِقالُ
- وما البِشْرُ إلاّ رائِدٌ بَعْدَهُ الحَيا
- مَتى أرْجُ إسمَعيلَ لِلْعِزِّ والغِنَى
- فما هوَ إلا عصْمَة ٌ وثِمالُ
- فتى ً ظافَرَتْ همّاتُهُ عزماتِهِ
- كَما ظافَرَتْ سُمْرَ الصِّعادِ نِصالُ
- هوَ البدْرُ إلاّ أنهُ لا يُغبُّهُ
- على طُولِ أوقاتِ الزمانِ كمالُ
- مِنَ القَوْمِ ذَادَ النّاسَ عَنْ نَيْلِ مَجْدِهِمْ
- قِراعٌ لهمْ دُونَ العُلى ونضالُ
- نِبالُ المساعِي، ما تزالُ ثوابتاً
- لَهُمْ فِي قُلُوبِ الحاسِدِينَ نِبالُ
- إذا قاوَلُوا بالأحْوَذِيَّة ِ أفْحَمُوا
- وإنْ طاوَلُوا بالمَشْرَفِيَّة ِ طالُوا
- أُولئِكَ أنصارُ النَّبِيِّ ورَهْطُهُ
- إذا عُدَّ فخْرٌ باهِرٌ وجلالُ
- أأزعُمُ أنْ لا مالَ لِي بعدَ هذِهِ
- وَجُودُكَ ذُخْرٌ لِلمُقِلِّ ومالُ
- ومنْ سارَ يستقْرِي نداكَ إلى الغِنى
- فليسَ بمخشِيٍّ عليهِ ضلالُ
- وما جوهَرُ الأشياءِ والخلْقِ خافياً
- إذا ما طِباعٌ مُيِّزَتْ وخِلالُ
- لَفَضَّلَ ما بيْنَ السُّيوفِ مَضاؤُها
- وفضَّلَ ما بينَ الرجالِ فعالُ
- ولكِنَّهُ المعْشوقُ فيهِ دَلالُ
- وَعِنْدِي ثناءٌ لا يُملُّ كَما انثنى
- إلى عاشِقٍ بَعدُ الصدودِ وِصالُ
- يُزانُ بهِ عِرْضُ الفَتى وَهْوَ ماجِدٌ
- كما زانَ مَتْنَ المَشْرَفِيِّ صِقالُ
- بِها مِنْ صُرُوفِ النّائِباتُ أُدالُ
- وَمِنْ نِعْمَة ٍ خَضْراءَ عِنْدَكَ غَضَّة ٍ
- يُمَدُّ عَليْها لِلنَّعيمِ ظِلالُ
- فلا يستَرِثْ ميعادَ مجدِكَ جاهِلٌ
- فما عندَ مجدِ الأسعدينَ مِطالُ
- فإنَّ نجومَ الليلِ في حندِسِ الدجى
- يُرينَ بطيئاتٍ وهنَّ عِجالُ
- وهلْ للورى إلا عليكَ مُعوِّلٌ
- وهلْ للعُلى إلا إليكَ مآلُ
- فَما المَجْدُ إلاّ لِلكِرامِ مَمالِكٌ
- وَلا النّاسُ إلاّ لِلْكُفاة ِ عِيالُ
- إذا ما القوافِي بشَّرَتْكَ بمطلبٍ
- وفى لكَ مِنها بالحقائِقِ فالُ
المزيد...
العصور الأدبيه