الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> كأنّني بالدّيارِ قَد خَرِبَتْ، >>
قصائدأبو العتاهية
كأنّني بالدّيارِ قَد خَرِبَتْ،
أبو العتاهية
- كأنّني بالدّيارِ قَد خَرِبَتْ،
- وبالدّموعِ الغِزارِ قَد سُكبَتْ
- فضَحتِ لا بل جرَحتِ، واجتحتِ يا
- دُنْيَا رِجَالاً عَلَيْكِ قَدْ كَلِبَتْ
- الموتُ حَقٌ والدَّارُ فانِية ٌ
- وكُلُّ نفسٍ تجزَى بِمَا كَسَبُتْ
- يَا لكِ منْ جيفَة ٍ معفَّنَة ٍ
- أيّ امتِناعٍ لهَا إذا طُلِبَتْ
- ظَلَّتْ عَلَيْها الغُوَاة ُ عاكِفَة ً
- ومَا تُبَالِي الغُوَاة ُ مَا ركِبَتْ
- هيَ التي لم تَزَلْ مُنَغِّصَة ً،
- لا درَّ دَرُّ الدُّنْيَا إذَا احتلِبَتْ
- ما كُلُّ ذِي حاجة ٍ بمدركِهَا
- كمْ منْ يَدٍ لاَ تَنَالُ مَأ طلبَتْ
- في النّاسِ مَنْ تَسهُلُ المَطالبُ أحْـ
- ـياناً عَلَيهِ، ورُبّما صَعُبَتْ
- وشرَّة ُ النَّاسِ رُبَّمَا جمحتْ
- وشهوَة ُ النّفسِ رُبّما غَلَبَتْ
- مَنْ لم يَسَعُهُ الكَفافُ مُقْتَنِعاً،
- ضاقتْ عَلَيْهِ الدّنيَا بِمَا رحُبَتْ
- وبَينَما المَرْءُ تَستَقيمُ لَهُ الـ
- الدُّنيا علَى مَا اشتَهَى إذا انقلبَتْ
- مَا كذبتنِي عينٌ رأَيتُ بِهَا
- الأمواتَ والعينُ رُبَّما كذبَتْ
- وأيّ عَيشٍ، والعَيشُ مُنقَطِعٌ؛
- وأيّ طَعْمٍ لِلَذّة ٍ ذَهَبَتْ
- ويحَ عقولِ المستعصمينَ بدارِ
- الذلِّ فِي أيِّ منشبٍ نشبَتْ
- منْ يبرِمُ الانتقاضَ مِنْهَا ومنْ
- يُخمِدُ نيرانَها، إذا التَهَبَتْ
- ومَنْ يُعَزّيهِ مِنْ مَصائِبِها؛
- ومَنْ يُقيلُ الدّنْيا إذا نَكَبَتْ
- يا رُبّ عَينٍ للشّرّ جالِبَة ٍ،
- فتلْكَ عينٌ تُجلَى بِمَا جَلَبَتْ
- والنَّاسُ في غفلة ٍ وقد خَلَتِ
- الآجالُ من وقتِها واقتربتْ
المزيد...
العصور الأدبيه