الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> ألا أينَ الأُلى سَلَفُوا، >>
قصائدأبو العتاهية
ألا أينَ الأُلى سَلَفُوا،
أبو العتاهية
- ألا أينَ الأُلى سَلَفُوا،
- دُعُوا للموتِ واختُطفُوا
- فَوَافَوْا حِينَ لا تُحَفٌ،
- ولا طُرفٌ ولا لُطفُ
- تُرصُّ عليهمِ حُفرٌ
- وتُبنَى ثمَّ تنخسفُ
- لهُمْ مِنْ تُربِهَا فُرُشٌ
- وَمِنْ رَضراضِها لُحُفُ
- تَقَطّعَ مِنْهُمُ سَبَبُ الـ
- الرجاءِ فضيعوا وجُفُوا
- تَمُرّ بعَسكَرِ المَوْتَى ،
- وَقَلْبُكَ مِنْهُ لا يَجِفُ
- كأنّ مُشَيّعيكَ، وقَدْ
- رَمَوْابكَ، ثَمّ، وَانصرَفوا
- فُنُونُ رَداكِ، يا دُنْيا،
- لعمرِي فوقَ ما أصفُ
- فأنتِ الدارُ فيكِ الظلمُ
- ـمُ، والعُدوانُ، والسّرَفُ
- وأنتِ الدارُ فيكِ الهمُّ
- والأحزانُ والأسفُ
- وأنتِ الدارُ فيكِ الغدْ
- رُ، والتّنغيصُ، والكُلَفُ
- وَفيكِ الحَبْلُ مُضطَرِبٌ؛
- وَفيكِ البالُ مُنكَسِفُ
- وفيكِ لساكنيكِ الغبنُ
- والآفاتُ والتلفُ
- وَمُلْكُكِ فيهِه دُوَلٌ،
- بهَا الأقدارُ تختلفُ
- كأنَّكِ بينهمْ كُرة ٌ
- تُرامَى ثم تُلتَقَفُ
- ترى الأيامَ لا يُنظِرْ
- نَ والساعاتِ لا تقِفُ
- ولَنْ يَبقَى لأهْلِ الأرْ
- ضِ لا عزٌّ، وَلا شَرَفُ
- وكُلٌ دائمُ الغفلا
- تِ والأنفاسُ تختطفُ
- وأيُّ الناسِ إلا مُوْ
- قِنٌ بالموتِ مُعتَرِفُ
- وَخَلْقُ اللّهِ مُشْتَبِهٌ،
- وسعْيُ الناسِ مُختلِفُ
- وما الدنيَا بباقية ٍ
- ستُنْزَحُ ثمَّ تُنتسَفُ
- وقولُ اللهِ ذاكَ لنَا
- وليسَ لقولهِ خُلُفُ
المزيد...
العصور الأدبيه