الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ >>
قصائدأبو العتاهية
أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ
أبو العتاهية
- أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ
- بمنزلة ٍ تبقَى وفيهَا المتالِفُ
- كأنّكَ قد غُيّبْتَ في اللّحدِ والثّرَى ،
- فتلْقَى كمَا لاقَى القُرونُ السَّوالفُ
- أرى الموتَ قد أفْنَى القرونَ التي مضتْ
- فلمْ يبقَ ذُو إلفٍ ولم يبقَ آلِفُ
- كأنَّ الفتى لم يَفْنَ في الناسِ ساعة ً
- إذا أُعصِبَتْ يوماً عليهِ اللفائفُ
- وَقامَتْ عَلَيْهِ عُصْبَة ٌ يَندُبونَهُ،
- فمستعبرٌ يبكي وآخرُ هاتفُ
- وغُودِرَ في لحدٍ، كَريهٍ حُلُولُهُ،
- وتُعْقَدُ مِنْ لبنٍ عليهِ السقائِفُ
- يقلُّ الغَنَا عن صاحبِ اللحدِ والثَّرى
- بما ذَرَفَتْ فيهِ العُيُونُ الذوارِفُ
- وَما مَن يخافُ البَعثَ والنّارَ آمِنٌ،
- ولكنْ حزينٌ موجَعُ القلبِ خائفُ
- إذا عنَّ ذكرُ الموتِ أوجعَ قلبهُ
- وَهَيّجَ، أحزاناً، ذُنُوبٌ سَوَالِفُ
- وأعلمُ غيرَ الظنِّ أن ليسَ بالِغاً
- أعاجيبَ ما يَلقى منَ النّاسِ، وَاصِفُ
المزيد...
العصور الأدبيه