الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> ياسر الأطرش >> واقتليني.. لتستمرَّ الحياة >>
قصائدياسر الأطرش
واقتليني.. لتستمرَّ الحياة
ياسر الأطرش
- إنه الموتُ غابةٌ من سديمٍ
- طعمُ رؤيا، ونزوةٌ، وانفلاتُ
- صوتُ حُلْمٍ مُحاصَرٍ في المرايا
- عِتْقُ طيرٍ تعوّدتهُ الجهاتُ
- حقدُ ذئبٍ لو استعاد النوايا
- ليس تشفي غليله الكائناتُ
- كلُّ ذئبٍ بدمِّ يوسفَ يُردى
- من قرونٍ، ويستمرُّ الجناةُ
- أيها الذئب ياصديقيَ كُلْني
- قبل أن يذبح البيوتَ الرعاةُ
- ***
- واعبر القلب طائراً مرمريّاً
- قبل أن يعبر المساءَ الحُفاةُ
- وارتدِ الجرح ياصديقي قميصاً
- قبل أن يجرح القميصَ الغزاةُ
- ألفَ موتٍ تعال نصبحُ، حتى
- من يَدَيْ موتنا.. تقومُ الحياةُ
- ***
- يغمرُ الزوج زوجه ذات حزنٍ
- بين روحيهما يمرُّ الشتاتُ
- ينبتُ اليأس في السرير وينمو
- فوق ثغرين يائسين السُّباتُ
- يسقطُ الدفء عن طقوس المقاهي
- تشربُ الوقت وحدها الطاولاتُ
- ينفدُ الصمتُ والكلامُ.. ونمضي
- دون جدوى، تعضُّنا الذكرياتُ
- كلَّ شبرٍ من الشوارع عمرٌ
- كان كنزاً، وأنفقتهُ البناتُ
- كان ماكان.. والرسائلُ ضاعتْ
- في المنافي؛ وضاعت الأغنياتُ
- بلَّلَ الحزن معطف الروح، أمي
- هل من القبر دعوةٌ والتفاتُ
- وجهكِ البرُّ شردةٌ من حنينٍ
- حين يرضى.. تزقزق القُبَّراتُ
- يا أذاناً وياهديلَ حمامٍ
- هل هديلُ الحمام إلا صلاةُ
- فاصلبيني بجذع عينيكِ، إني
- بعد عينيكِ موعدي والفَوَاتُ
- واحمليني على ذراعيكِ طفلاً
- واقتليني... لتستمرَّ الحياةُ
المزيد...
العصور الأدبيه