الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> ياسر الأطرش >> على لحاء الوقت >>
قصائدياسر الأطرش
- وغداً
- سيعترف الزجاج بأنّ ماءكِ باهتٌ
- ولهاثَ أجنحتي ندى..
- وغداً.. سيعترف الصدى
- وستنقشين على لحاء الوقت ذاكرة الطريقْ..
- وغداً نفيقْ
- من حبّنا
- وغداً.. ننام على كلامْ
- مسكينةٌ أمي
- تحاول أن تُرمّمَ نصفيَ المقتول بالحلوى.. فيهدمني الحنانْ
- دفءٌ، وأمي نصف نائمةٍ معي
- وأبي يرى في السقف صورتها
- فيضحكُ.. لا تجيءُ
- فينتهي في البرد مئذنةً.. ويحترف الأذانْ
- بيني وبين أبي وبين الدفء نافذةٌ
- ولكني جبانْ..
- وغداً سيكسرنا المكانْ
- وسيستريح الظلُّ في تعبي.. وأنتِ ستكبرينْ
- ولأنّ هذا الصيف ينكرني.. حزينْ
- واستسلمتْ للنوم جارتنا، ففاجأني البكاءْ
- وغداً خواءْ
- قمصان روما كلّها فحمٌ، ووجهكِ برتقالْ
- حاولتُ أن أمشي على وجعي
- فهدّدني سؤالْ..
- حين استعرتُ جناح صوتكِ
- مرَّ في شفتي عسلْ
- وغداً أملْ
- وغداً نسمّي موت أرجلنا كفاحْ
- جاؤوا على خيل الصباح.. بلا صباحْ
- تركوكِ في فجر السَّغَبْ
- وغداً تعبْ
- قلبي وكفُّ أبي ذهبْ
- لكنهم سمّوكِ آلهة الرجوعْ
- وغداً نجوعْ
- الخبز أطول من فضاء الحُلْم في كون الفقيرِ
- وأنتِ أبعدْ
- سبحان جارتنا
- إذا شدَّتْ على وجع السرير جنون قامتها
- تصير مدينتينِ
- مدينةٌ خبزٌ؛ وأخرى- إذ تجوع الروحُ- معبدْ
- لكنّ حسنكِ مقبره
- والقلب عيدْ
- وغداً ستعترف المعابر أنني طفلٌ؛ وأنكِ مجزره
- لكنّ جارتنا ستمنح نفسها للماءِ.. شمعه
- بَوحٌ.. وتكتمل الدوائرُ
- تصبح الأيام أوراق اعترافْ
- والقاع متَّسخٌ بآلام الحصى
- يا أيها الأنهارُ
- رُدّي عُريَ جارتنا لنا كيلا نخافْ
- فغداً ستطردنا البلادْ
- وينام في روما المطرْ
- وأمام شباك الرمادْ
- صوتي سيهدلُ كالهزيمه
- كنشيج مئذنةٍ قديمه
- عند السحرْ
- قلبي عليكِ
- وقلبُ جارتنا قمرْ..
المزيد...
العصور الأدبيه