الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> ياسر الأطرش >> خرابُ الأرضِ.. أرضُ القصيدة >>
قصائدياسر الأطرش
خرابُ الأرضِ.. أرضُ القصيدة
ياسر الأطرش
- عندما ترجعُ بنتٌ
- من سنا وعدٍ إلى بُعدٍ
- وحيده...
- عندما يذهب صوتٌ
- كي يغني
- في مساءاتٍ بعيدهْ..
- عندما يرجعُ نَعْيَاً
- فوق أكتافَ جريده
- عندما لا يحزن الناسُ
- ولا تبكي البيوتْ
- أرتدي صمتي
- وأبني من خراب الأرضِ
- أرضاً للقصيده!!
- موغلاً في نشوة التنقيب عن شكلٍ جديدْ
- لم تعد تكفي الزوايا
- كي نصلّي
- لم تعد تكفي النوايا
- كي نريدْ..
- وأخيراً
- كلَّ هذا العالم المحمول في الرؤيا
- بريدْ
- يرسلُ الأشياء
- من موتٍ إلى موتٍ.. أكيدْ
- ***
- ضفّةٌ أمي
- وقبري ضفّةٌ أخرى
- وترحالي عذابْ
- والمدى
- سربٌ من الأرواحِ.. مُقفلْ
- أيها الحارس لا تكذبْ
- فأنتَ الآن تبكي
- نحن نبكي مرةً أولى
- وأنتْ
- كلما حاولتَ أن تضحكَ... تُقتلْ!!...
- والرصيف الآن قُدّاسُ الغريبْ
- قابعاً في آخر الصفِّ
- أقولْ:
- لو أتيتِ اليومَ
- ماكنا وقفنا عشر أحقابٍ بباب الملحِ
- كي نأوي إلى ساعة سُكَّرْ...
- لو أتيتَ اليومَ
- ما كنّا أقمنا بين نصفينا
- حدوداً آمنه
- أو زرعنا
- بين كلِّ معسكرٍ ومعسكرٍ للموتِ.. مخفرْ
- عندما يأتي الخريفْ
- كلَّ شيءٍ في الهُنا.. والآنَ... أصفرْ
- عندما يمسي الرغيفْ
- قوةً عُظمى
- يصيرُ القَشُّ "عنترْ"
- عندما يمضي الرصيفْ
- تاركاً وجهي
- على بركة ماءٍ آفله
- تستريح القافله
- بين مجرورٍ ومبتدأٍ مُؤخّرْ...
- فافعلي ما شئتِ
- روحي
- كأسُ بلّورٍ عتيقْ
- كلما مرَّ الجنودُ
- مُشرّقين لقتل عبدالله في مكّةَ... يُكسرْ
- كلما حاولتُ
- أنْ أخرج من قهري إلى عينيكِ
- أُحشرْ..
- في مضيقٍ بين أضلاعي سحيقْ...
- كلما حاولتُ أن أربح إسمي
- ينتهي اللُّعْبُ
- وأخسرْ
- كلما حاولتُ أن أسحقَ..
- أَنشرْ..
- كلما قلتُ: ستُفرجْ
- إبنة الكلبِ.. تضيقْ!!
المزيد...
العصور الأدبيه