الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> ياسر الأطرش >> تصطاد نفسكَ.. ربّما >>
قصائدياسر الأطرش
- الطيّبونَ يغادرون قلوبهم شرقاً
- ونعرفُ أننا قد لانعودْ..
- نامتْ محطات القطارِ
- على نُعاس أكفّهمْ
- ودّعتُ ما ودّعتُ
- كانت رحلتي زوّادتي
- والماءُ
- آخر مشهدٍ
- باحتْ به عيناكِ
- ما جدوى؛ أحبكِ
- دون بوصلةٍ
- وما معنى رحيلكِ
- في دمي المصلوبِ في جسد الجهاتْ
- ***
- الطيّبون يغادرون قبورهمْ
- وأنا أغادر منطقيّة حلمكِ الصيفيّ
- كي أبني لنا وقتاً
- على حدّ الخرابِ
- وكي أردَّ كرامة الغربانِ
- أو ألقي زجاجة خوفنا
- قمراً
- على خوف البلادْ
- لا شيء في هذا الهُنا.. والآنَ
- سقفُ سمائهم نارٌ
- وأضلاع القصيدة من شَجَنْ..
- من سوف يسقيكِ الحقيقةَ
- جفَّ نسغ أصابعي
- لا ماءَ في ضرع العراقِ
- ولا لبنْ..
- هل أنتِ خبأَتِ النخيلَ
- بِبُرْكَتَيْ خوفٍ؛ هما عيناكِ
- أم أنّ الهُنا والآنَ
- أطفأتا تراتيل النوارسِ
- بين عشبكِ والمدينه؟!
- الطيّبونَ يغادرون قلوبهم شرقاً
- وظلّكِ
- لا يغادر شرقيَ المهزومَ
- فانتحري
- أحبكِ
- غيّبي وجهي عن الألوانِ
- ليلكِ لا ينامُ
- وصبحهم أعمى
- فكوني خارج الأشياءِ أشياءً
- لنُعطي فرصةً أخرى
- لسيدة الولاده..
- البرد يشرب كلّ ما في الكأس من وطنٍ
- وتختلف القرى...
- هل قُدَّ من دُبُرٍ قميصكَ
- أم ذوات الحُسنِ قطَّعنَ الأصابعَ
- فارغٌ!
- والصورتان على زجاج الكأسِ
- ذئبكَ وانتحاري..
- ***
- هل تُعرف الأشياء من أسمائها؟
- عصفورُ بابلَ
- قبل عنقودينِ-زقزقَ
- شيّدتْ فوق التلاميذِ المدارسُ
- قُبّةً للحزنِ... أخرى
- والرّباباتُ الصلاةُ عليكَ يا عرس الصعيدِ
- مشتْ على حدّ المناجلِ
- زهرةُ الرمانِ
- زغرد دجلةٌ
- فسمعتُ رائحة المآتم في العنبْ
- تبّتْ يدا روما
- وتبَّ أبو لهبْ..
- تبّت يدا امرأةٍ
- تباعد بين حزنكَ والحطبْ
- يا أيها المحبوس فيكَ،
- وفي رحى العرباتِ،
- في وَجَعِ السنابلِ،
- في ضمير النومِ،
- في رجلٍ.. ذهبْ..
- ***
- الطيّبون يغادرون قلوبهم غرباً
- قواربُ تُفْقِدُ الأشياء وِجْهَتَهَا
- أعرني باب قلبكَ
- كي أرى سطحي
- وخذْ سنّارة الأسماءِ
- قد تصطادُ نفسكَ
- ربّما..
- أو ربّما تصطاد قريتكَ الطريدةَ،
- عُرسكَ المرجوَّ،
- أجنحةَ القصائدِ
- ربّما
- لا شيءَ في ضرع العراقِ
- سوى التعبْ
المزيد...
العصور الأدبيه