الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وديع سعادة >> محاولة للوصول إلى بيروت من بيروت >>
قصائدوديع سعادة
محاولة للوصول إلى بيروت من بيروت
وديع سعادة
- قصيدة إلى سركون بولص
- *********
- هل كان عليَّ أن أخرج اليوم لأمسّد
- بأصابعي الصغيرة قذيفةَ الأعداء
- أن أذهب في طريق يذوب إسفلتها مستعيداً
- عمَّالَ منجمه الذين تناثروا
- بديناميت
- مستعيداً عميانه، وبوهمييّن قدامى
- يراقبون انسلاخَ الآرض عن جلدها
- كقرصان محروق
- هل كان عليَّ أن أخرج لأذهب إليكِ
- بعد موت آخر أرساغي، وقدميّ، ويديَّ المتعانقتين
- كعريسين أُطلِقَ عليهما الرصاصُ قبل المساء
- بعد أن جُرِّدتُ من أسلحتي جميعها في وادٍ
- يلعب فيه المغول،
- وأذهب إليكِ الآن، أحاول أن أذهب إليكِ
- بما بقي لي:
- فكُّ مدروزة بالرصاص
- نُصبتْ علامةً للجنود في وقت فراغهم
- رأسٌ يوضع عادةً فوق كتفين كفلّينة تقاوم حوتاً في رأس صنَّارة
- ذراعٌ لا تستطيع التلويح
- قريةٌ بعيدة، بعيدة جداً
- انبثقتْ ذات يوم من دخان السطوح
- وشجرة
- تزيّنها ابتساماتُ الغربان.
- أحاول أن أذهب إليكِ
- وذلك لا يستدعي سوى رحلة بسيطة:
- نزهةِ رصاصة
- بين التباريس وشارع الحمراء
- لكنَّ ضفَّتيك مفصولتان ببحر لامع من المتفجرات
- وحرّاس بابك يركلونني، فأتدحرج
- أتدحرج
- بلا قرار.
المزيد...
العصور الأدبيه