الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وديع سعادة >> رأيت رفاقي >>
قصائدوديع سعادة
- رأيتُ رفاقي متعبين يمشون كأبطأ السواقي
- يستعيرون قصباً نحيلاً ويغنُّون لإلهاء خيباتهم
- يصرخون أحياناً
- لإعادة دمهم الذي يتنزَّه في الشوارع
- ويحفرون ثقوباً
- لنوم المتأخرين من عروقهم.
- رأيت رفاقي يجلسون أياماً على الكراسي ليسلُّوا أرواحهم الضجرة على الطاولات
- يوصلون بصعوبةٍ تنفُّسَهم بسلك الهواء ويرسلون
- شيفرةَ حياةٍ غير مسموعة
- المتجوِّلون مع الفجر قطعةً قطعة
- مغسولين كيفما كان بأيدي السجناء
- الذين ضربوا حارس المحطَّة وسافروا بلا حقيبة
- استلقوا صامتين
- في ارتعاشات منحرفة
- نخزوا شرايينهم وفرشوا السجائر في طريقهم
- من الباب إلى الدرَج ومن الدرج إلى الباب
- غير واجدين ما يبرِّر خطوة إضافية.
- عرفتُهم من عيونهم
- من وقوفها الطويل في الشتاء البطيء
- رأيتُ خصلات شعرهم حمائم
- وجبينهم كزقاق جانبيّ
- هادىْ.
- سمعتهم ينادون أصواتهم لتعود من الهواء
- ورأيت ظلالهم تغفو
- على حائط بسيط.
- مخنَّثون
- قدّيسون
- غرقى وسكارى
- جاؤوا من السهول والغابات لنسف القطار
- التقوا حكماء وأحجارأً ونبتات مضحكة
- تحسَّسوا لحم بعضهم بعضاً
- ارتطموا بأضلاعهم
- وتفكَّكوا.
المزيد...
العصور الأدبيه