الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> هيلدا إسماعيل >> نحن أكثر مما تتهموننا به >>
قصائدهيلدا إسماعيل
- لستُ ساذجةً
- أنا طفلةٌ نحَتَتْ التماثيلِ لعلاماتِ الاستفهام
- هدَّدَتْ مهرجانات النظام ..
- وتربعَتْ فوق حطام حجرتها
- مارسَتْ الصراخَ أياماً طويلة
- لأن أحداً .. لم يَشرح لها
- أن قانون انتهاء الصلاحية
- هو سبب توقُّف دميتها فجأة ..
- عن الغناء
- لستُ حزينةً
- أنا آلةُ حزنٍ ..
- تعملُ ليلَ نهار في معمل الإنسانية ..
- تنسج أثواباً من خيوط الوجع
- ترصِّع الياقات المُنشّاة ..
- القفازات المخملية
- تخيط أذيال الخيبة بورق الدانتيل
- و تطرزُ البكاء َ ..
- على الأكمامِ والأفئدة
- لستُ هشةً
- أنا قطعةُ إسفنجٍ ..
- أحكمت إغلاقها أقواس الكتابة ..
- في محيط العواطف..
- غرقت منذ عشراتِ الأحلام
- لأنها كانت تنظر من خلال مسامها..
- إلى ألوان الزهر و الكلمات ..
- تتمنى أن تصبح فراشة ..
- لا يمسها الموت ضوءاً
- ولكن حين تبادلها الموجُ مع الشاطئ ..
- تسلَّقت الرمال..
- التقطها أحدُ المارَّةِ ..
- اعتصرها بين أصابعه ..
- فتساقطت قطراتها أنوثة
- لستُ كاذبةً
- أنا بتلات زهرة ٍ حمراء
- في حدائق ِالشعاراتِ و الدبلوماسية
- تجمَّلتْ برائحة العطر ..
- ولون الدماء
- لتجْذبَ العاشقين بسحرها
- ثم تقنعهم ببراءةِ الساق ..
- والأوراق..
- من غدْر الأشواك
- لستُ متوحشةً
- أنا قطة ٌبريّة ..
- مقيدة ٌ بسلاسلِ السكون
- تمارسُ مواءها المحموم ِ على سيدها
- ترقص ُعلى أطرافِ مخالبها فوق جبينه
- تتكاثر .. لترضي أمومتها
- تبتلع صغيرها الهزيل ..
- لتحارب الموت جوعاً
- وليعيش جيلٌ آخر من دون قيود
- لستُ متمردةً
- أنا فوهةُ بركان خامد
- كلما شعَرَت بالضجر ..
- أو بالوحدة .. والغليان
- نثرت حممها على مدينة نائية
- لتهدد أمن السكان
- وتخبرهم ببساطة ..
- بأنها على قيد الانفجار
- لستُ عاشقةً
- أنا منذ عصر الجبروت ..
- يسكن بداخلي ماردٌ غاضب..
- ماردٌ أزرق ..
- أتعبه التكوُّم في عنق زجاجتي
- ينتظر من يعثر عليه ..
- ويخرجه من الأعماق
- ليتحول لإعصار عشق ..
- يرتطم بالقارات
- يوزع أعضاء الكرة الأرضية ..
- و يقتلع القلوب الاستوائية
- ثم يصبح الخادم المطيع
- الذي يحقق أمنيات سيَّدهِ ..
- ويرميها تحت قدميه
المزيد...
العصور الأدبيه