الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> هجم النفط مثل ذئب علينا >>
قصائدنزار قباني
هجم النفط مثل ذئب علينا
نزار قباني
- من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم
- حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ
- ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،
- ونارُ التغييرِ في عينيهِ
- نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ
- قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ
- كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ
- كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ
- كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ
- فأتى ماشياً على جفنيهِ
- أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت
- أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ
- ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ
- غسلَ الله من قريشٍ يديهِ
- هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا
- فارتمينا قتلى على نعليهِ
- وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا
- أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ
- أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا
- وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ
- وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو
- وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ
- أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ
- بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ
- من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم
- حاملاً موتهُ على كتفيهِ
- أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ
- والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟
- يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي
- واسحبي المستبدَّ من رجليهِ
- يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى
- صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ
- كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي
- بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟
- هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ
- يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...
- من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم
- والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ
- رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..
- وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ
- قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً
- وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ
- لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى
- بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ
- بيروت 14/10/1984
المزيد...
العصور الأدبيه