الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> أحزان في الأندلس >>
قصائدنزار قباني
- كتبتِ لي يا غاليه..
- كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
- عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
- عن عقبة بن نافعٍ
- يزرع شتلَ نخلةٍ..
- في قلبِ كلِّ رابيه..
- سألتِ عن أميةٍ..
- سألتِ عن أميرها معاويه..
- عن السرايا الزاهيه
- تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها
- حضارةً وعافيه..
- لم يبقَ في إسبانيه
- منّا، ومن عصورنا الثمانيه
- غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
- بجوف الآنيه..
- وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
- ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..
- لم يبقَ من قرطبةٍ
- سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
- سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
- لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..
- قافيةٌ ولا بقايا قافيه..
- لم يبقَ من غرناطةٍ
- ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
- وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"
- تلقاك في كلِّ زاويه..
- لم يبقَ إلا قصرُهم
- كامرأةٍ من الرخام عاريه..
- تعيشُ -لا زالت- على
- قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..
- مضت قرونٌ خمسةٌ
- مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه
- ولم تزل أحقادنا الصغيره..
- كما هيَه..
- ولم تزل عقليةُ العشيره
- في دمنا كما هيه
- حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
- أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
- مَضت قرونٌ خمسةٌ
- ولا تزال لفظةُ العروبه..
- كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
- كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
- نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..
- مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه
- كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..
المزيد...
العصور الأدبيه