الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> أزرار >>
قصائدنزار قباني
- وتلكَ بضْعَةُ أَزْرَارٍ .. لقد كَبُرتْ
- على جداري .. فبيتي كلُّهُ عَبَقُ
- تَعَانقتْ عند شُبَّاكي .. فيا فَرَحي
- غداً .. تُسَدُّ الرُبى بالورد .. والطُرُقُ
- ما هذه العُلَبُ الحمراءُ .. قد فُتِحَتْ
- مع الصباحِ ، فسالَ الوَهْجُ والأَلَقُ
- لي غُرْفةٌ .. في دروب الغيم عائِمَةٌ
- على شريطِ نَدَىً ، تطفو وتنزلقُ
- مَبْنِيَّةٌ من غُيَيْماتٍ مُنَتَّفةٍ
- لي صاحبانِ بها .. العصفورُ .. والشَفَقُ
- أمام بابيَ .. نَجْماتٌ مُكَوَّمةٌ
- فتستريحُ لدينا .. ثم تنطلقُ ..
- فللصَباح مُرُورٌ تحتَ نافذتي
- وفي جوار سريري ، يرتمي الأفُقُ
- كم نَجْمةٍ حُرَّةٍ .. أَمسَكْتُها بيدي
- وللتطلُّعِ غيري ، ما له عُنُقُ
- يُقصِّرُ الشِّعْرُ مِن عُمْري ويُتلفني
- إذا سعيتُ ، سعى بي العظْمُ والخِرَقُ
- النارُ في جبهتي .. النارُ في رئتي
- وريشتي بسُعال اللون تختنقُ ..
- نهرٌ من النار في صِدْغي يعذِّبني
- إلى متي ، وطعامي الحبرُ والوَرَقُ ؟
- وما عتبتُ على النيران تأكُلُني
- إذا احتَرَقْتُ ، فإن الشُهْبَ تحترقُ
- إني أَضأتُ .. وكم خَلْقٍ أتوا ومَضَوا
- كأنُهمْ في حساب الأرض ما خُلِقُوا ..
- ***
- غداً ستحشدُ الدُنيا لتقرأَني
- ونَخْبَ شعري ، يدورُ الوردُ .. والعَرَقُ
- اليومَ بِضْعَةُ أَزْرَارٍ .. ستعقُبُها أُخرى
- وفي كلِّ عامٍ ، يطلعُ الورقُ ..
المزيد...
العصور الأدبيه