الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> التلاميذ يعتصمون في بيت الخليل بن أحمد الفراهيدي >>
قصائدنزار قباني
التلاميذ يعتصمون في بيت الخليل بن أحمد الفراهيدي
نزار قباني
- 1
- أخرجُ نحو البحرْ
- أرتكبُ الخيانةَ العظمي التي
- يُقالُ عنها: الشِعْرْ
- أنتزعُ الأشكَالَ من أشكَالها
- أزَعْزعُ الأشياءَ من مكانِها
- أَزْرَعُ سِكّيني بصدر العصرْ..
- أُمارسُ العشْقَ على طريقتي
- في الجَهْرِ، لا في السّْر
- أَفْعَلُهُ تحت المَطَرْْ
- أفعله تحت الشجرْ
- أفعلُهُ على حَجَرْ..
- مُخْتَرقاً كلَّ الخطوطِ الحُمْرْ..
- أرتكبُ الشِعْرَ .. ولا يهمُّني
- إنْ قيلَ هذا بِدْعَةٌ
- أو قيلَ هذا كُفْرْ
- فلا أريدُ العَفْوَ من خليفةٍ
- أو من طويل العمرْ
- ولستُ أنوي..
- حَذْفَ بيتٍ واحدٍ كتبتُهُ
- إنْ جاءَ يومُ الحشرْ..
- *
- أرتكبُ القصيدةَ الكثيرةَ الخطايا
- أرتكبُ القصيدةَ العظيمةَ الذُنُوبْ
- أودّعُ النصَّ الذي يخترعُ الدُرُوبْ..
- وأكرهُ الشمس التي تطلع في موعدها
- وأعشقُ الشمسَ التي تطلع دون موعدٍ
- من شفة المحبوبْ..
- *
- أُقلِّدُ الشعرَ الذي يكتبهُ الأطفالْْ
- وأرسمُ القصيدةَ - الأرنبَ، والقصيدةَ - الغزالْ
- وأرسُمُ القصيدةَ - النحلةَ،
- والقصيدةَ - البطَّةَ،
- والقصيدةََ - الطاووسَ،
- والقصيدةَ السنجابَ،
- والقصيدةَ الزرقاءَ كالهلالْ
- وأرسمُ القصيدةَ - الإعصارَ،
- والقصيدةَ - الزلزالْ،
- أُحوّلُ الأرضَ إلى فراشةٍ جميلةٍ
- أُحوّل الدنيا إلى سؤالْ...
- *
- أرتكبُ القصيدةَ المغامِرَهْ
- واللغةَ المغامِرهْ
- والصُوَرَ المغامِرَهْ
- ألهثُ فوق الورق الأبيض كالمجنونْ
- أشربُ ضوءَ القمرِ الطالعِ من حدائق العيونْ
- أدخُلُ في رائحة النَعْنَاعِ،
- في كثافةِ السُمَّاقِ،
- في تجمّّع المياه تحت الأرضِ،
- في حرائق العقيق،
- في توجُّع الليمونْ..
- أرتكبُ الموتَ على نَهْدينِ طائشْينِ
- يجهلانِ، ما هو القانونْ؟؟
- *
- أرتكبُ النبيذ..
- والأريكةَ الخضراءَ..
- والدشْدَاشَةَ المصريّةَ النُقُوشِ..
- والقُرْطَ العراقيَّ الذي
- يَسْرحُ كالغزال فوق عُنْقِكِ الطويلِ ،
- والخلخالَ في الساقيْنِ..
- والعطرَ الخرافيَّ الذي يخترقُ الأعماق كالسكّينِ،
- والخَصْرَ الذي تحسبُهُ حقيقةَ
- ثم إذا تمسّكتَ به،
- يغيبُ كالظنونْ..
- *
- أصرخ تحت المَطَرِ الأسْوَدِ في عينيكِ..
- كالمجنونْ..
- أرحلْ من مرافئ الشِعْر الذي كانَ
- إلى مرافئ الشِعْرِ الذي يكونْ....
المزيد...
العصور الأدبيه